CET 00:00:00 - 22/02/2010

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
كدت أختنق وأنا أتابع القنوات الفضائية وهي تتحدث عن الفساد، رائحة الفساد عمت جميع القنوات وكادت تقتلني خنقًا، وكانت الفضائح تتوالى باستمرار على أم رأسي الذي كاد ينفجر غيظًا من أجهزة الدولة التي تركت الحبل على الغارب لهؤلاء لسرقتنا، وكان من أبرز تلك الفضائح فضيحة وزير الإسكان الأسبق الذي يتم محاكمته على تخصيص بعض الأراضي لأهله وأقاربه ثم دفاعه الذي يؤكد فيه أن ماحصل عليه أهله لم يتم بالأمر المباشر منه، وكأن أهل الوزير في حاجة إلي أمر مباشر، ونسي أنك في بلدنا يكفي أن تقول أنت عارف بتكلم مين! أو تقول أنا قريب الوزير الفلاني! وساعتها ستُفتح جميع الأبواب المُغلقة على مصراعيها وتحصل على مرادك.

اكتشاف تجاوزات وزير الإسكان (السابق) تعتبر شيئًا إيجابيًا لولا تأخر هذا الاكتشاف الذي لم يحدث إلا بعد أن حصل الوزير على لقب سابق، وكأن من يجلس على كرسي الوزارة هو شخص معصوم عن الحساب مرفوض البت في أمره، فهو ملاك مُنزل من السماء حتى يحصل على اللقب الذي يجرده من كل حقوقه في التزوير والنهب، اللقب المُفزع سابق.
نعم لقد تم منع الوزير (السابق) من السفر ولكني أتمنى ألا يخرج منها الوزير كالشعرة من العجينة، على اعتبار أن الراجل كانت سارقاه السكينة ونسى أن له يومًا سيصبح فيه مجردًا من وزارته التي تحميه.

أما ما يؤرقني فهو عدم حساب من يسّر له هذا الفعل، فالوزير يا سادة ليس وحده هو المُذنب فجميع من وافق على تلك التجاوزات هم شركاء له في تجاوزه ومن المفروض عقابهم معه، أما الأمر المنطقي والمفروض حدوثه هو عمل حصر لممتلكات الوزراء قبل الوزارة وبعدها لمعرفة ماذا قدمت لهم الوزارة ، لقد قيل قديمًا (يا فرعون إيش فرعنك؟ ما لقيتش حد يلمني).
وفراعين البلد ازدادوا بصورة رهيبة ولا وجود لحساب ولا وجود لجهة تملك حسابهم، فهم يملكون الوزارة ويملكون مصير البلد في أياديهم التي تتعلم السرقة من أموالنا السايبة، حيث أن المال السايب يعلم السرقة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق