CET 10:56:31 - 22/02/2010

صحافة نت

ميدل ايست اونلاين - كتب - إيهاب حمدي

فيلم شاه روخ خان يخرج عن مألوف السينما الهندية ويقدم محاولة لتصحيح صورة الاسلام في أذهان الغرب.
لسنوات طويلة ظل الكثير من الباحثين والخبراء المهتمين برصد علاقة الإسلام بالغرب ينادون بضرورة اتخاذ المسلمين خطوات ايجابية وفعالة لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب عامة وفي اميركا خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

رضوان المسلم وزوجته مانديرا الهندوسيةقدمت محاولات كثيرة لتصحيح الصورة من طبع كتب ونشرات إلى زيارات ميدانية وتنظيم ندوات ومؤتمرات لكننا لم نطرق باب الدراما والفن السينمائي ولم نستغله في تصحيح الصورة بالرغم من أن اصل الخلط عند الغرب بين الإرهاب والإسلام ناتج عن الخلط في الأعمال الدرامية والسينمائية الغربية.

من هنا تأتى أهمية الفيلم الهندي الناطق باللغة الإنجليزية "اسمي خان"، فهو يعتبر من باكورة الإنتاج الدرامي السينمائي الذي يعنى بتصحيح صورة الإسلام في الغرب ورصد التمييز والانتهاكات التي تعرض لها المسلمون في اميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

بداية الحكاية

تبدأ أحداث الفيلم الذي كتبه السيناريست الهندي شيباني باثيجا وأخرجه الممثل والمخرج الهندي كاران جوهار من مطار في أميركا حيث موظفو الأمن يفتشون ذاتياً كل من يمر عبر البوابة وحينما يتقدم رضوان خان (شاه روخ خان) وهو شاب هندي مريض بداء التوحد وذو ملامح آسيوية يتم احتجازه واقتياده إلى غرفة استجواب حيث يتم فيها تفتيشه ذاتيا واستجوابه مما يفقده موعد طائرته المتجهة إلى واشنطن.

يتم الإفراج عنه بعد التأكد من سلامته امنياً وينتقد تعامل امن المطار معه والذي بدوره يسأله عن سبب رغبته في الذهاب إلى واشنطن في الميعاد المحدد فيعلن انه ذاهب لملاقاة الرئيس الاميركي ليخبره برسالة خاصة هي "انه اسمه خان وانه ليس ارهابياً".

فلاش باك

يذهب رضوان الى محطة الاتوبيس في انتظار الرحلة القادمة الى واشنطن وهناك يخرج مفكرته الصغيرة ويبدأ في تدوين مذكراته ومنها نعود معه الى طفولته في الهند في فلاش باك طويل.

نراه طفلا لم يتعد العاشرة ومريضا بمرض لا نعرفه ولكننا نرى اعراضه عليه وهو الخوف الشديد من الضوضاء والاصوات العالية مما يجعله موضع السخرية والاستهزاء من زملائه في المدرسة التي ينقطع عن الذهاب اليها.

يعايش الطفل الصغير العلاقة المتوترة بين المسلمين والهندوس في الهند فيعلن عن رغبته لقتل الهندوس فتعلمه امه حكمة تظل معه طوال حياته مفداها انه لا فرق بين الناس من حيث العقائد ولكن الفرق يكمن في انسان خيّر واخر شرير.

تكتشف امه فيه قدرته على حفظ الارقام والاسماء والكلمات الانجليزية كما تكتشف ذكاءه المبكر فتأخذه الى مدرس متفرغ ليعلمه وتتوسل المدرس ان يقبل تعليمه لانه ولد ذكي، وهو ما يكون.

يبدأ المدرس في اكسابه المعارف المختلفة ويظهر نبوغ رضوان مبكراً حينما يبتكر حلاً لصرف المياه المتراكمة امام منزل معلمه مما يجعل الوصول اليه صعباً وشيئاً فشيئاً يتعلم رضوان صيانة الاجهزة والمعدات المختلفة حتى يصبح مقصد اهل البلد لتصليح اجهزتهم واشيائهم وفي نفس الوقت يلاقي راضوان رعاية واهتمام كبيرين من والدته ما يجعل اخاه الاصغر يغار منه.

يكبر رضوان ويكبر اخوه حتى يبلغ الثامنة عشرة فيذهب الى اميركا في منحة دراسية ويظل هناك ويتزوج ويعيش ولا يعود الى ان تموت والدته فيرسل لاخيه رضوان ليأتي اليه في اميركا.

حياة جديدة

يسافر رضوان الى اخيه في اميركا ليبدأ حياة جديدة حاملاً معه نقاءه وفطرته الخيرة وحكمة والدته التي لا تفارقه حيث يستقر في شقة اخيه وترعاه زوجة اخيه وتكتشف حقيقة مرضه وتضع له حلاً حتى لا يخاف من الاماكن الجديدة والتي هي من اعراض مرضه، بينما يوفر له اخوه عملاً بسيطاً كمندوب مبيعات لمستحضرات التجميل في الشركة التي يعمل بها.

يتطلب عمله ان يزور صالونات الكوافير والتجميل ومن تلك الصالونات يتعرف على مانديرا التي تقوم بدورها الفنانة الهندية كاجول ديفغان، وهي فتاة هندوسية تعمل بصالون تجميل فيتعرف عليها وتنشأ بينهما قصة حب ويتعرف على ابنها من زواجها الاول وهو سمير او "سام" حيث يصبح بالنسبة له صديقه الوحيد في اميركا.

سرعان ما يقرر ان يتزوج رضوان المسلم من الفتاة الهندوسية ويواجه اعتراضا شديدا من اخيه الذي يهدده بقطع علاقته معه اذا ما تزوج بها لانها تخالفه في العقيدة ولكنه يحبها ويعمل دائماً بحكمة والدته انه لا فرق بين الناس في العقائد ويتم الزواج وينتقل للعيش معها في محل سكنها مع ابنها سمير في سان فرانسيسكو.

يتفرغ رضوان لرعاية سمير، فتتوطد علاقته به تماماً بينما تمر الحياة هادئة داخل الاسرة حتى يتم تفجير برجى التجارة العالميين في نيويورك.

ضحية التعصب

ومن هنا تنقلب حياتهم الهادئة وحياة المسلمين في اميركا راساً على عقب حيث تطرد زوجته من العمل وتظل تبحث على عمل بينما تحدث مضايقات كثيرة لابنهم سام في مدرسته ويستمر الفيلم في عرض مجموعة من نماذج التمييز والاضطهاد ضد المسلمين في اميركا بعد احداث 11 سبتمبر كالتحرش بأصحاب المحلات المسلمين ونزع حجاب زوجة اخي رضوان والسخرية منها واتهام الاعلام والمدرسين بالمدارس الاسلام بأنه دين ارهابي يحض على العنف.

وفجأة يتعرض الابن الوحيد لهم (سام) الى حادثة قتل بشعة على يد عدد من زملائه المتعصبين في المدرسة لانه يحمل اسم "خان" المسلم.

فتنهار الزوجة لمقتل ابنها وتثور في وجه رضوان وتطلب منه المغادرة لانه السبب في مقتل ابنها لانه لولا زواجه منه لما حمل ابنها اسم خان المسلم الذي قتل بسببه.

وفي براءة الاطفال يسأل خان زوجته متى يعود اليها فتخبره انه اذا استطاع ان يخبر الشعب الاميركى والرئيس الاميركى ان اسمه خان وانه مسلم وليس ارهابيا وان ابنها ليس ارهابيا، بعد ذلك يستطيع العودة.

رحلة البحث عن البراءة

يغادر رضوان منزل زوجته باحثاً عن الرئيس الاميركى ليقابله ويبلغه الرسالة حتى يعود لزوجته بينما تبدأ زوجته في البحث عن قتلة ابنها.

يتجول رضوان في المدن الاميركية وراء الرئيس الاميركي الا انه كل مرة يفشل في لقائه ويعمل احياناً في تصليح السيارات على الطريق حتى يجمع مالاً ينفق منه ويذهب خلف الرئيس الى جورجيا ويقابل هناك سيدة عجوز وابنها. ويعيش معه بضع ليال ثم يغادر متجهاً الى لوس انجليس حيث سيلقي الرئيس الاميركي خطاباً مهماً وهناك يتعرف على جماعة ارهابية بقايدة طبيب مسلم في احد المساجد فيبلغ عنهم السلطات ويذهب للقاء الرئيس.

يأتي الرئيس الى مكان الخطاب وينتظره رضوان ثم ما ان يراه اتياً حتى ينادى عليه بصوت عالى ثم يردد "اسمي خان ولست ارهابياً"، يرددها عدة مرات فيلقى القبض عليه في الحال ويوضع في السجن وتمارس ضده العديد من انواع التعذيب الى ان يتعاطف معه احد الاعلاميين ويعرض قضيته على الرأي العام فتفرج عنه السلطات.

ويستمر في رحلة البحث عن الرئيس لاخباره بالرسالة وفي اثناء ذلك يسمع بخبر اعصار مدمر في جورجيا فيتذكر السيدة العجوز وابنها ويشعر انهم بحاجة الى المساعدة فيذهب الى هناك ويحاول مساعدة المنكوبين من جراء الاعصار، ويتبعه الى هناك عدد من الصحفيين والاعلاميين لمتابعة قصته حتى تصبح قصته في مقدمة نشرات الاخبار.

هذا الشاب المسلم الذي كان محتجزاً للاشتباه بانه ارهابي هو نفسه الان يساعد ويقود حمله لمساعدة المنكوبين في جورجيا ويتفاعل معه عدد من المسلمين ويأتون لاغاثة المنكوبين.

اسمي خان ولست إرهابيا

يأتى الرئيس الى جورجيا لإلقاء خطاب وقد تغير الرئيس خلال فترة البحث من جورج بوش الى اوباما حيث يقابله ويبلغ رسالته انه اسمه خان وانه مسلم وليس ارهابيا وان ابنه ليس ارهابيا. ويواسي الرئيس الاميركي زوجته ام سام التي جاءت الى جورجيا للالتحاق برضوان معلناً عن اسفه عن فقد ابنها ومشيداً بجهود رضوان في اغاثة المنكوبين.

نجح الفيلم في تسليط الضوء على التمييز الذي حدث ضد المسلمين عقب احداث 11 سبتمبر كما نجح في اظهار صورة الاسلام والمسلمين الحقيقية التي تنبذ العنف والتطرف وتدعو الى السلام والنقاء ومساعدة المحتاجين وانه من الخطأ وصف الاسلام بالارهاب.

وقد استطاع الفيلم ان يخرج من كلاشيهات السينما الهندية حيث الرقصات والاغنيات المقحمة والميلودراما المكثفة فجاءت اغنيات الفيلم متسقة تماماً مع الاحداث دون حشو او مبالغة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع