كتب: عزت عزيز - خاص الأقباط متحدون
في الوقت الذي يرقد فيه رفعت فخري بباوي، أحد مصابي أحداث قرية السراقنا بمستشفي أسيوط الجامعي، في حالة حرجة جدًا، تقوم الجهات الأمنية بالضغط على أطراف النزاع للتصالح، في الوقت الذي يحتجز فيه الأمن أيضًا مجموعة من المسيحيين وهم: رامي رفعت فخري، وبسام هارون فخري، وزكريا صلاح زكريا، وعلى الجانب المسلم يحتجز كلاً من فتحي وعثمان ضاحي.
ويقوم أعضاء مجلسي الشعب والشورى بالدائرة حاليًا بمحاولات للتوفيق بين الطرفين وحثهم على التصالح.
ويقول لنا أحد أبناء القرية إن المسيحيين هناك يشعرون بمدى الجرم الذي وقع عليهم، حيث إن المهاجمين جهزوا مواسير حديد وأسلحة بيضاء للفتك بصاحب البقالة وكل من يتعرض لهم.
وبلقائي بأحد أبناء القرية، أخبرني أنه كان باليونان، وتقابل هناك مع أحد مسلمي القرية، وهو ابن لأحد المتهمين، أو المهاجمين، وهو حمدي ضاحي، وقام بمساعدته حتى حصل على عمل في اليونان، التي يعيش بها المئات من أبناء السراقنا.
وكانت الأحداث قد بدأت ليلة الخميس بقرية السراقنا التابعة لمركز القوصية محافظة أسيوط بصعيد مصر، عندما ذهبت طفلة لشراء علبة سجائر، وسقط منها مبلغ 25 قرشًا، فذهب والدها ومجموعة من النساء إلى التاجر حاملين مواسير حديدية، وضربوا كل من تعرض لهم، مما ترتب عليه إصابة أربعة من المسيحيين، اثنان منهم إصابته خطيرة جدًا، وفر المهاجمون بعد ذلك دون وقوع إصابات بينهم، بحسب رواية شهود العيان داخل القرية.
وصرح لنا أحد أبناء القرية أن هناك رواسب لهذه المشكلة، حيث إن العائلة المسلمة تمتلك ماكينة لري الأراضي الزراعية وبأجرة سنوية، وعندما حصل المسيحيون على مثل هذه الماكينة، استغنوا عن ري العائلة المسلمة لأراضيهم، مما ترتب عليه إضمار ضغينة وكراهية للعائلة المسيحية، ولا تزال قوات الشرطة تحيط بالقرية التي توجد بطريق دير المحرق العامر، وذلك خوفا من تجدد النزاع، حيث أن هناك مخاوف كبيرة، من أي مشاحنات جديدة قد تحدث في حالة وفاة المصاب بإصابة خطيرة، ويمثل المسلمون بالقرية أقل من خمسة بالمائة من السكان، ولهم أقرباء بعدة قرى محيطة، مثل قرية عنك وقرية بني هلال وغيرها من القرى ذات الأغلبية المسلمة. |