قالت سكينة فؤاد، مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، إن مصر تواجه «حرب كونية» تدار من قوى على رأسها الولايات المتحدة والصهيونية العالمية، وقوى إقليمية وتنظيم الإخوان الدولي وجماعات إرهابية تعمل بالوكالة لصالح المخطط، ومؤامرات تدار في أفريقيا لتعطيش المصريين وأسلحة تورد لجماعات مسلحة، وترتيبات لكسر الجيش الوحيد الباقي في المنطقة بعد ضياع الجيشين السوري والعراقي.
وأضافت «فؤاد» في حوارها لصحيفة «العرب اللندنية»، في عدد الجمعة، أن النظام المصري الحالي يحترم ما قدمته المرأة من عطاء وتضحيات، مضيفة أن المرأة المصرية ما تزال تطالب بأن تصبح شريكة للرجل على أرض الواقع.
وحول المنافسة بين المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، اعتبرت أن من حق كل مصري يجد في نفسه المؤهلات والقدرة على الترشح للرئاسة أن يخوض السباق.
وشددت على أن مصر تواجه حربا وتحتاج إلى حكومة قوية وقائد يستطيع أن يكون على قدر كبير من الثقة والاطمئنان لدى المصريين تجعله يواجه بهما القرارات الصعبة التي لابد أن يتخذها. ولفتت إلى أن هذا البلد على قدر غناه بالثروات، فقد زرعت للأسف في داخله كثير من عناصر التمزيق، وسقوط مصر هو الجائزة الكبرى في المخطط لصناعة المحيط الآمن حول إسرائيل، ويتحول العرب إلى لاجئين، وأذكر هنا أنه كان مطلوبا من مصر أن تذهب للمأساة التي تعيشها سوريا.
حول أسباب استدعاء قطاعات كبيرة من الشعب المصري للمشير السيسي والضغط عليه من أجل الترشح للرئاسة قالت: «نحن نتكلم عن شعب له حضارة عمرها 7 آلاف عام، وهذه ليست جملة نتدشق بها ولكنها تعبر عن تراكم وعي وثقافة وإيمان وحس إنساني بالغ الصدق».
وأضافت: «على قدر ما قاسى وصبر وعاش هذا الشعب العجيب المدهش في ظروف بالغة الصعوبة تحت حكم أنظمة انتهكت آدميته وسرقت ثرواته، خرج ليسقط نظامين في 3 سنوات، هذا الشعب لا يمنح الثقة والاطمئنان والتقدير بلا أوجه استحقاق حقيقية ولكن فطرته المثقفة ونبضه وحسه الوطني تجعله على درجة عالية من القدرة على الفرز، وهو لا يعطي الثقة ويسحبها اعتباطا، وإذا كان السيسي قد حصل على هذه الثقة فهي موزونة بقيمة وعمق الحضارة والتاريخ ومكافحة ومكابدة المصريين».
تتردد بين الحين والآخر في الأوساط دعوات إلى تحقيق مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي محاولات تعتبرها سكينة فؤاد «جزءا من استراتيجيات المناورة التي تستخدمها الجماعة بعد أن فشلت محاولات فرض أنفسهم بالدم والاعتصامات المسلحة والقتل وتحويل الجامعات لساحة حرب، وهم يرون أنها ربما تحقق ما لم تحققه مناورات الدم والحرب».
وأشارت إلى أن «المصريين أقاموا مع الإخوان أكبر مصالحة عندما قبلوا بهم جزءا في الجماعة الوطنية وصعدوا بهم إلى الحكم وتناسوا تاريخهم الدامي في قتل الخازندار والنقراشي رؤساء وزراء سابقين في حكومات ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 وغيرهم، ونعم أعطينا ظهرنا لكل هذا، وقبلنا دخولهم المنافسة على حكم مصر، ومددنا لهم الأيادي، لكن نعرف ماذا حدث بعد ذلك؟».
وتجيب عن سؤالها، قائلة: «هددوا أمن مصر وانكشفت مؤامراتهم وتأكد الجميع أنهم لا يعرفون شيئا اسمه الوطن، ولذلك نحن نريد من خلال المحاكمات التي تجري الآن أن نعرف قضايا التخابر ومحاولات بيع البلاد، وكلي ثقة أن خبراء الأمن المصري الذين يقدمون وثائق وشهادات بالغة الخطورة حول التخابر لا يكذبون».
عن محاولات «الإخوان» خلق حالة من العداء بين الجيش والشعب، قالت سكينة فؤاد: «الجيش طوال عمره من النسيج الوطني للأمة المصرية، دلني على بيت من أبناء مصر لا يضم أحدا في الجيش، أتكلم هنا عن لحمة مصرية ونسيج وطني، هذا جزء من مخطط أرجو الأمناء من أبناء مصر أن يحذروه».
ووجهت مستشارة الرئيس رسالة إلى الشباب المصري قائلة: «اختلفوا كما شئتم وحقكم في الخلاف قائم، ولكن انتبهوا نحن في لحظة حرجة، تستوجب وحدة الصف لمواجهة المخطط الأميركي الصهيوني الذي يستخدم الجماعات الإرهابية، ومصر بشعبها وجيشها وشرطتها وثوارها أدعوهم من قلبي، مهما اختلفتم في الرؤى، إلى الوقوف في وجه ما يهدد وطنهم، أنادى على شباب مصر الأمناء على الوطن، الخلاف في وجهات النظر لا يمكن أن يصل إلى الخلاف على أمن وطن وحمايته، لنؤجل أية فرقة لإسقاط مخططات ضرب البلاد وحمايتها من السقوط».
عن درجة رضائها عن تمثيل المرأة في حكومة المهندس إبراهيم محلب الجديدة.. قالت مستشارة الرئيس: «دون شك إن معرفتي بما يتجه إليه العالم في اعتبار مشاركة المرأة من سمات النجاح، وضمانة له بما تمتلكه من كفاءات وتميز، كنت أتمنى أن يزيد عدد النساء في حكومة إبراهيم محلب، من أجل مصر قبل أن يكون من أجل المرأة، وأرجو أن يتم تعويض هذا في المجالس المحلية وحركة المحافظين، وأن نشاهد أكثر من سيدة في منصب المحافظ أو رؤساء الأحياء».
واعتبرت أن التحديات التي تواجه حكومة محلب كبيرة لأن موروث مصر عبر الأنظمة الفاسدة السابقة كبير، فمصر دولة ليست هينة لأنها تمتلك من القدرات الطبيعية والبشرية، والتحدي الذي يواجه حكومة محلب هو خلق إدارة تمتلك الإرادة الوطنية لحسن استثمار هذه الثروات للاستفادة منها وجعل بوصلة الاستثمار تجاه الجموع الأكثر احتياجا الذين أقصوا كثيرًا، وحرموا كثيرًا.
وطالبت الحكومة بالاعتماد على الخبرات العلمية المتخصصة، والشفافية في اختيار القيادات، قائلة إن «مصارحة المصريين بعد ثورتهم العبقرية فريضة حتى يكونوا شركاء في المعرفة وفهم خطط الحكومة ومشروعاتها وما هو المدى الزمني لتحقيقها، ثم لنتذكر أن الدستور ربط المسؤولية بالمحاسبة ابتداء من رئيس الجمهورية».
وأشارت إلى أن نقطة ارتكاز النجاح هي الاهتمام بالأقاليم المصرية المهمشة، والحكم المحلي واختيار محافظين يؤمنون بالعمل ويحترمون المواطن، ويدرسون ثروات ومكونات محافظاتهم، وآن الآن لتشارك الرأسمالية الوطنية المصرية في حمل آلام الوطن والمساعدة في مداواته. |