CET 00:00:00 - 06/04/2009

المصري افندي

بقلم: فيولا فهمي
لست من المتحمسين للقاعدة التي يحاول البعض إثباتها بأن أصحاب الفكر والقلم أرقى سلوكاً وأكثر رُقياً في التعامل مع قضاياهم، فدوماً ما كنت أقول لنفسي إذا سلمنا بأن القلم سلاح والكلمة يمكن أن تكون رصاصة إذا أصابت هدفها، فإن كثير من مالكي هذا السلاح ومستخدمي تلك الرصاصات وجهوها للتحريض على القتل والإهانة أو قذف الإتهامات بدون دلائل الأمثلة على ذلك ليس بعيدة عنا، فمؤخراً وعلى شاشة أحد البرامج الفضائية قام صحفي وعضو مجلس نقابة بالتحريض على استئصال البهائيين من المجتمع، والعام الماضي استقبل بعض الصحفيين خبر انعقاد مؤتمر لمناهضة التمييز داخل نقابة الصحفيين بالشوم والعصا والسلاسل الحديدية لمنع انعقاده وغيرها.

ولذلك فالوسط الصحفي –شأنه شأن جميع الفئات المهنية- ليس قريباً من المثاليات أو بعيداً عن الإحتقانات التي قد تسوق إلى الإنحطاط والدنو، ولكن تنامي ظاهرة القضايا المتبادلة بين أعضاء الجماعة الصحفية أمراً يثير المخاوف والإنزعاج، حيث رصد أحد التقارير الحقوقية تصاعد وتيرة تحريك الدعاوى القضائية فيما بين الصحفيين وجاء الكاتب الصحفي مصطفي بكري على قمة قائمة الصحفيين المحركين لدعاوى سب وقذف ضد صحف.

فليس هناك ما هو أحزن من اشتعال الحرب الأهلية بين الصحفيين إلى هذا الحد والتخلي عن آليات النقد الراقي في مقابل غلبة الإساءات وتبادل السباب والإتهامات، فهو يعكس أن الوضع الحالي داخل بلاط صاحبة الجلالة تجاوز الأعراف المهنية والتقاليد المعمول بها في الصحافة، إلى جانب ضعف دور اللجان التأديبية والعقابية داخل نقابة الصحفيين وعدم تفعيل ميثاق الشرف الصحفي وعدم تطبيق القواعد الأخلاقية للمهنة على كبار الصحفيين في الصحف القومية الذين كثيراً ما تم اعتبارهم خارج القانون، فلقد كانت تلك الأسباب وغيرها عاملاً مشجعاً على تفاقم الوضع بين الجماعة الصحفية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق