اكتشف العلماء اول حيوان برمائي مخلص في علاقاته في الغابات المطيرة في امريكا الجنوبية، وهو "ضفدع بيرو السام."
وتوصل العلماء بفضل تحاليل جينية على هذه الضفادع انها تبقى مخلصة لازواجها لدرجة لم يكن العلماء يظنونها ممكنة عند الحيوان من القبل.
واكثر ما اثار استغراب الباحثين هو كون هذا الاخلاص يعتمد على عامل طبيعي واحد، وفي حالة ضفدع بيرو السام، كان هذا العامل حجم البركة المائية التي يلتقي فيها الذكر بالانثى.
بعد التوالد، تضع انثى الضفدع بيضها على اوراق النباتات، ثم يحمل الذكر كل شرغوف (صغير الضفدع) على حدة على ظهره الى اعلى احدى الاشجار بعد خروجها من بيضها.
ويضع الذكر كل شرغوف في حوض مائي صغير من تلك التي تتشكل على التجاويف العليا من جذوع الاشجار، قبل ان تتدخل الانثى من جديد لتغذيها ببويضاتها غير المخصبة.
ويتكلف الذكر باخطار الانثى كلما جاع شرغوف لتتسلق الشجرة وتبيض بويضة غير مخصبة، تحوي كل ما يحتاجه من مغذيات.
يبدو من هذه التصرفات ان الذكر والانثى يخلصان لبعضهما بشكل كبير، لكن الباحثين المهتمين بضفدع بيرو السام ارادوا معرفة مدى هذا الاخلاص بشكل قاطع.
فبينما تبدو الكثير من الحيوانات مخلصة لازواجها، بل تبقي على علاقتها مدى الحياة في الظاهر، تظهر الملاحظة الدقيقة انها تنتهز الفرصة بين الفينة والاخرى وتتوالد مع آخرين من جنسها.
وهذا ما دفع الدكتور جيزون براون وزملاءه من جامعة ايست كارولاينا الى تتبع تصرفات ضفدع بيرو السام عن كثب وتحليل معطياتها الجينية.
واكتشف الفريق الباحث ان 11 من اصل 12 ضفدعا بقي مخلصا لشريك او شريكة حياته.
وقال الدكتور براون لبي بي سي ان "علماء سبق واكتشفوا ادلة على اخلاص بعض البرمائيات المطلق، لكنهم لم يستندوا الى دليل دامغ من قبيل الخرائط الجينية. كما كشف آخرون عن خرائط وراثية تؤكد نظريا اخلاص بعض الفصائل، لكن الملاحظة المخبرية اثبتت العكس.
"وهذا ما يجعل ضفدع بيرو السام اول حيوان يثبت اخلاصه على الصعيدين"، في رأي الدكتور براون. |