CET 00:00:00 - 24/02/2010

مساحة رأي

بقلم: ماريان جرجس
كانت تحب الحياة ..والحياة كانت لها  النور الوحيد..البداية والنهاية وكأن الكون كله افتقر الحياة الا على كوكب الارض وبخاصة على  بقعتها حيث  كانت تحيا تلك الشابة الجميلة التى ابدع الله فى جمالها  وجعلها دليلا جديدا على بدع خلقه من ادلة كثيرة  لا حصر لها...هى مريم  كمال شابة تنبض بالحيوية والنشاط والطموح لاقصى الحدود..

عاشت حياتها بدون والديها اللذان توفيا  وهى فى سن صغيرة  ومرت سنون حياتها وهى لا تعرف الكثير عن  مسيحيتها , ربما لم تتذكر تلك الحقيقة الا فى اوقات نادرة للغاية.كانت كلمة مسيحية هى مجرد حروف  تكُتب فى بطافتها او اوراقها الرسمية لا اكثر...وعندما كانت تسُال عن اسمها  كانت تقول :_   انا اسمى مريم !!
كانت الكنيسة هى المكان الذى طالما يسبب لها الفزع ربما او القلق احيانا ؟ ام الحيرة او الابتهاج خفية والفرح الذى لم تذوقه مرة واحدة على الاطلاق ..فكان معروف عنها انها اذ مشت بالقرب من اى كنيسة  تدير براسها  الى الناحية المقابلة الى ان تختفى من مجال رؤيتها ...وهكذا كانت فى العمل لا يستطع احد  ان يقول انها مسيحية وكانت غريبة الاطوار بعض الشئ ,لا تتكلم الكثير وليس لها صداقات بل كثيرة العمل والكد والجد تسعى الى الفرص  المُجدية سواء بالالتواء او التحايل او الاسترضاء لأولى الامر و الغريب ان الجميع كانوا يلحظون انها تغطى معصمها الايمن دائما بقطعة قماش او حلية او  ماشابه ولم يعرف احدا مرة ما وراء تصرفاتها الغامضة تلك .
 لكن الوحيدة التى كانت تقتحمها احيانا هى زميلتها فى العمل (مارى) والتى طالما قوبلت منها بكل قسوة وشدة..

وفى يوم وبعد ان انتهت مواعيد العمل,انتظرت مارى زميلتها مريم رغم تاخرها عند مكتب المدير ذلك اليوم جدا وبعد ان خرجت ووجدت مارى تنتظرها  صرخت فى وجهها وقالت ؟( ماذا بك؟؟ وماشأنك بى؟؟ اتركنى... اتركنى...)
ومع كل هذا الصراخ لم تذهب ماري بعيدا ولكنها صممت وقالت لها :( لن اتركك فانا تركتك تفعلين ما شيئتى كثيرا ولكن تلك المرة :لا ! فا أنا اعرف ما تلك الاوراق التى معك واعرف ما هى  ! ...اهى صفقة جديدة ولكن لحساب من يا مريم؟؟
وعندما تركتها مريم اسرعت مارى  نحو المركبة التى استقلتها مريم وجلست بجوارها ولاحظت الدموع التى ترقرقت فى مقلتيها ولمست يداها مما جعل تلك الدموع تنهمر على خديها وقالت :_
لماذا يامريم؟ لماذا كل ما تفعليه؟ لما تتنصلى من الهك؟ لماذا تخفى انك مسيحية طوال الوقت وتستجدى بذلك كل من حولك ؟ لماذا توصلتى لكل هذا بفضل صفقاتك الرابحة مع الشيطان؟ لماذا انت اسيرة والرب حررك لماذا تنكرى من فداكى؟ اخلعى قطعة القماش التى اتسخت على يدك تلك !!!

وعندما نزعتها  وجدت صليب مدقوق ولكن يبدو عليه اثار محاولة لنزعه وخدوش بالجلد !
صرخت مريم قائلة :- اهكذا ارتاح قلبك ؟ دعينى وشأنى و اعطينى ورق الصفقة التى انتزعتيه منى ...
قالت مارى : اتعلمين الصليب تلك الذى اخفيته اساسه انه فى عصور الاستشهاد وخاصة فى عهد الحاكم بامر الله كانوا الاهالى يضعوه على ايدى الرضع حتى يتاكدوا ان تظهر مسيحيتهم فيستشهدون على اسم المسيح ف.....

واذ مارى تكمل حديثها اصطمدت المركبة خطأ بمركبة اخرى فانقلبت نتيجة السرعة الشديدة التى كانت تسير بها واصيب معظم الركاب ونظرت مريم الى مارى التى اغمضت عيناها فاصيبت مريم بالذعر وهى لا تشعر ببقية جسمها لكن نظرت الى يمينها فوجدت كنيسة  كانت على اتجاههم المعاكس لكن الان  صارت على  نفس الاتجاه فلم تستطع ان تدير راسها تلك المرة بعيدا عن الكنيسة  لجروحها المبرحة فنظرت وهى منطرحة ورات فوقها السماء منقسمه  الى طرفين بعيدن  للغاية  جانب به ماري صديقتها   تبتسم  بوجه  اجمل والطرف الثانى مظلم دامع للغاية  وقالت .. ارحمنى ياالله ...ارحمنى يالله
وتطايرت اوراقها التى كانت تحملها بشدة ملطخة بدماء كثيرة واذ انتشلها رجال الانقاذ قالت فى صوت متهدج للغاية انا ادعى مريم بطرس كمال......مسي..وانطلقت روحها قبل ان تكمل ولكن:
ترى يامريم اين انت هل لحقتى بصديقتك التى كانت تحاول  دائما اللحاق بك ام لا؟
فاذكرينا امام عرش النعمة وليصرخ كل منا  من كثرة خطايانا   ارحمنى يالله....
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق