CET 00:00:00 - 25/02/2010

مساحة رأي

بقلم: إيهاب شاكر
البرادعي... حلم التغيير، البرادعى وصل ياجدعان!!، البرادعي يوافق على حزب للإخوان المسلمين وترشيح قبطي للرئاسة، البرادعي وهل هو الحلم المشترك؟، هل النظام في مصر سيتعامل مع البرادعي كما تعامل مع نور ؟؟!!، مصطفى الفقي: البرادعي لا يصلح لرئاسة مصر.. وأنا الذي قمت بتنصيبه، هجوم على البرادعي بعد إعلان نيته الترشح لـ"رئاسة مصر" أيمن نور: البرادعي مرشح افتراضي أما أنا فمرشح حقيقي".
هذه هي بعض العناوين التي نُشرت في بعض الصحف، وفي بعض المواقع الإلكترونية، فيما يتعلق بترشح الدكتور محمد البرادعي لمنصب رئاسة الجمهورية. وقد شنّت صحف مصرية وخصوصاً التي تُدعى القومية، هجوماً شديداً على محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد إصداره بياناً تحدث فيه عن شروطه لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011 في مصر.
وصفت صحيفة "الجمهورية" البرادعي بأنه عديم الخبرة السياسية ومزدوج الجنسية وبالتالي لا يصلح للترشح للرئاسة دستورياً.
وكتب رئيس تحريرها: أنه يبدو أن د. البرادعي "أعجبته فكرة أن يعود للأضواء من جديد ويصدر بياناً لا ينفي فيه نيته للترشيح، وفي الوقت ذاته يردد الكلام الذي تلوكه منظمات أجنبية وجمعيات مصرية مثل حماية الأقليات وحرية التعبير.. وهذا ما يؤكد أن الرجل لا يعرف مصر جيداً".
أما صحيفة "الأهرام" فقالت بأن البرادعي يطالب بانقلاب دستوري لترشيح نفسه للرئاسة‏. وأضافت أن البرادعي طالب في بيانه "بدستور جديد يتيح لأي شخص ترشيح نفسه من دون شروط‏,‏ واستقدام مراقبين دوليين من الخارج‏". وقال رئيس تحريرها: إن البرادعي بعيد عن الواقع المصري ووصف ما قاله بالأوهام.
وجاءت صحيفة "المسائي" بعنوان: رئيس مستورد لمصر.. البرادعي يضع شروطاً للترشح للرئاسة.
الغريب في الأمر أنه منذ اللحظة التي ُطرح فيها اسم الدكتور محمد البرادعى المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، كمرشح للانتخابات الرئاسية وهو يتعرض لكمية من الضغوط ومدافع الهجوم، التي شُنت عليه كما لو كان أخطأ الخطية التي لا تُغتفر.

الهجوم لم يقف عند هذا الحد، فلم تعد المشكلة الأساسية في مسألة ترشيح الدكتور محمد البرادعى لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة عام2011 في الأحزاب الصغرى التي يبدو أنها تستغل اسمه، ولا في رؤساء تحرير صحف الحكومة الذين جعلوا من الهجوم عليه واجباً لإرضاء النظام الحاكم، فتلك مشاكل صغيرة بجوار المشكلة الأكبر التي تواجهه في الفترة القادمة وهي تكثيف الضغوط عليه لإثنائه عما يصبو ويريد.
فقد اجتمع جميع خصومه على طحنه بين رحايا ضغوطهم، فالجزء العلوي من الرحايا هو الذي رأيناه فيما سبق، وقام به رجال المعارضة لإجبار الرجل على التصريح بأنه جاهز للترشيح، و يقابله الجزء السفلي من الرحايا وهو حملة ضغوط أخرى قام بها رجال الصحف الحكومية وكاتبو السلطة الذين بدأوا حملة لإرهاب البرادعي من أجل إثنائه عن مجرد التفكير في خوض السباق على هذا الكرسي الثمين، الذي لا يعلم أحد غير الله من الذي سيجلس عليه.
وما زاد الموضوع غرابة، أن ظهر طرف آخر في مفاجأة لم تكن متوقعة ليمارس ضغوطاً من نوع جديد على الدكتور محمد البرادعى، فقد استغل أحد الرؤساء العرب حالة التعارف التي جمعته بالدكتور البرادعى للضغط عليه من أجل الاعتذار بشكل واضح وعلني عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية في مصر، ليضع بنفسه حدا للجدل الدائر في مصر حول شخصه.
في الحقيقة، لست أدري ما الذي يرعب الجميع لهذه الدرجة من ترشح البرادعي لمنصب الرئاسة، هل هو الخوف من التفاف الناس حوله لتعطشهم للتغيير، الذي بدا مستحيلاً في الفترة الأخيرة؟ هل هو الخوف فعلاً على مصر، ربما ـ كما يقولون ـ من رجل لا يعرف عنها شيئاً؟
أم هو الخوف من أن نجاح الرجل، ربما ـ بل أكيد ـ سيطيح برقابهم من الظهور على الساحة وربما الاستيلاء على ما حصدوه خلال فترة السلطة، والحرمان من نعيم جنة مصر الذي لا يراه غيرهم، ولا يتمتع به غيرهم؟

هل تذكرون أعزائي القراء المسلسل القديم" وتتوالى الأحداث عاصفة" بطولة النجم الراحل عبد الله غيث، وكان يقوم بدور ضابط شرطة يبحث عن رئيس عصابة متخفي دائماً، وكانت العبارة الشهيرة في المسلسل، والتي كان يقولها رئيس العصابة للضابط في اتصال تليفوني" أنا البرادعي يا رشدي" وكانت هذه العبارة تربكه وتنغص عليه حياته وتضطره للثورة والغضب والسعي المجهد للوصول لهذا الرجل. سؤالي هو هل هذا ما يشعر به كل من يعارض ويهاجم الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية، ويعتبرونه "البعبع" الذي يقول أنا البرادعي يا ....

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق