كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
أصدر الباحث الدكتور جمال محمد أبو زيد، تحقيق لكتاب بعنوان "تاريخ الأقباط" المأخوذ عن كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" لتقي الدين المقريزي.
وقال المحقق في مقدمة الكتاب: إن كتاب المقريزي يعتبر مصدر موثوق به يغطي فترة تاريخية وموضوعًا تشح فيهما المصادر. بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. آملا أن يحظي الكتاب بتقدير القارئ ويفتح الطريق له لتوسيع مجال اطلاعه واكتشاف المزيد من تاريخ كنيسته.
يقع الكتاب في 160 صفحة من القطع الكبير، وناشره "دار ومكتبة الحرية" بشبرا، ويباع بـ 17.5 جنيه.
المؤلف - المقريزي
ولد أحمد بن علي بن عبد القادر أبو العباس الحسيني العبيدي تقي الدين المقريزي في القاهرة سنة 766هـ / 1364م وتوفي بها سنة 845هـ / 1441م. ويرجع نسبه إلى آل عبيد الفاطميين، كما يعود أصل جده إلى بعلبك بالشام.
وأهم مؤلفاته كتابان الأول هو "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" والذي يمكن القول عنه إنه جامع لتاريخ مصر القاهرة ومجتمعاتها وخططها القديمة وشوارعها وأسواقها وآثارها وجوامعها وقصورها ودروبها ومدارسها. بل يمكن القول بأنه لم يترك شارعًا ولا حيًا ولا صرحًا أثريًا إلا وتناوله بالحديث والشرح. أما الكتاب الثاني الهام فهو كتاب "السلوك في معرفة دول الملوك" ويتناول فيه تاريخ دول المماليك في مصر.
محتويات الكتاب
دخول قبط مصر في دين النصرانية
الفصل الأول من الكتاب يأتي تحت عنوان "دخول قبط مصر في دين النصرانية" ويتحدث فيه عن ميلاد السيد المسيح والهروب إلى مصر ثم عودته إلى الناصرة، والاتفاق على قتل السيد المسيح، وبطاركة الكنيسة المصرية ولقب البابا، وتفاصيل المجامع المسيحية (المجمع الأول مجمع نيقية الأول، المجمع الثاني مجمع القسطنطينية الأول، المجمع الثالث مجمع أفسس، المجمع الرابع مجمع خلقدونية، المجمع الخامس مجمع القسطنطينية الثاني) ويختتم الفصل الأول بدخول العرب مصر، وتحول الأقباط لأهل ذمة للمسلمين.
الأقباط تحت الحكم العربي
الفصل الثاني "الأقباط تحت الحكم العربي" ويحقق فيه كيف دخل النصارى في طاعة المسلمين، وأداؤهم الجزية، واتخاذهم ذمّة لهم وما كان في ذلك من الحوادث والأنباء. وأهل الذمة في عصر المتوكل، مختصر الفرق والطقوس المسيحية والدرجات الكهنوتية.
ويؤرخ المقريزي لدخول العرب مصر قائلاً: "فلما قدم عمرو بن العاص بجيوش المسلمين معه إلى مصر قاتلهم الروم حماية لملكهم، ودفعًا لهم عن بلادهم، فقاتلهم المسلمون، وغلبوهم على الحصن كما تقدّم ذكره، لْطلب القبط من عمرو المصالحة على الجزية، فصالحهم عليها وأقرّهم على ما بأيديهم من الأراضي وغيرها، وصاروا معه عونًا للمسلمين على الروم، حتى هزمهم الله تعالى، وأخرجهم من أرض مصر.
وكتب عمرو لبنيامين بطريرك اليعاقبة أمانًا في سنة عشرين من الهجرة فسرّه ذلك، وقدم على عمرو، وجلس على كرسيّ بطركيته بعدما غاب عنه ثلاث عشرة سنة، منها في ملك فارس لمصر عشر سنين، وباقيها بعد قدوم هرقل إلى مصر فغلبت اليعاقبة على كنائس مصر ودياراتها كلها، وانفردوا بها دون الملكية"
ويذكر المقريزي في كتابه قول علماء الأخبار من النصارى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، لما فتح مدينة القدس، كتب للنصارى أمانًا على أنفسهم وأولادهم، ونسائهم، وأموالهم، وجميع كنائسهم، لا تهدم ولا تسكن وأنه جلس في وسط صحن كنيسة القيامة، فلما حان وقت الصلاة خرج وصلى خارج الكنيسة على الدرجة التي على بابها، بمفرده ثم جلس وقال للبطريرك: لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون من بعدي.
ويتحقق معد الكتاب من ثورة القبط في الحوف الشرقي عندما قام هشام بن عبد الملك في الخلافة كتب إلى مصر بأن يجري النصارى على عوايدهم، وما بأيديهم من العهد فقدم حنظلة بن صفوان أميرًا على مصر في ولايته الثانية، فتشدّد على النصارى وزاد في الخراج، وأحصى الناس والبهائم، وجعل على كلّ نصرانيّ وسمًا صورة أسد، وتتبعهم، فمن وجده بغير وسم قطع يده.
ديارات النصارى
يأتى الفصل الثالث تحت عنوان "ديارات النصارى" ويحقق فيه أديرة الوجه القبلي والبحري وأديرة الجانب الغربي والشرقي من النيل وأديرة وادي هبيب (النطرون) وأديرة النساء وأديرة النصارى الملكانية.
ويذكر المقريزي عن أديرة وادي هبيب (النطرون) بأنه يُعرف ببرية شيهات وببرّية الأسقيط وبميزان القلوب، وأنه كان بها في القديم مائة دير ثم صارت سبعهّ ممتدة غربًا على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم وهي في رمال منقطعة وسباخ مالحة وبرار منقطعة معطشة وقفار مهلكة وشارب أهلها من حفائر، وتحمل النصارى إليهم الندور والقرابين، وقد تلاشت في هذا الوقت بعدما ذكر مؤرخو النصارى أنه خرج إلى عمرو بن العاص من هذه الأديرة سبعون ألف راهب بيد كل واحد عكاز فسلموا عليه وأنه كتب لهم كتابًا هو عندهم.
بالإضافة إلى دير أبي مقار الكبير ويصفه المقريزي بأنه دير جليل عند النصارى وبخارجه أديرة كثيرة خربت، وكان دير النساك في القديم ولا يصح عندهم بطركية البطريرك حتى يجلسوه في هذا الدير بعد جلوسه بكرسي إسكندرية، ويذكر أنه كان فيه من الرهبان ألف وخمسمائة لا تزال مقيمة به وليس به الآن إلاّ قليل منهم والمقارات ثلاثة: كبرهم صاحب هذا الدير ثم أبو مقار الاسكندراني ثم أبو مقار الأسقف.
أما دير أبي بخنس (يحنس) القصير فيقال أنه عمر في أيام قسطنطين بن هيلانة ولأبي بخنس هذا فضائل مذكورة وهو من أجل الرهبان وكان لهذا الدير حالات شهيرة وبه طوائف من الرهبان ولم يبق به الآن إلاّ ثلاثة رهبان.
كنائس النصارى
يحقق معد الكتاب في الفصل الرابع الذي يأتي تحت عنوان "كنائس النصارى" كل من: كنائس القاهرة، كنائس مصر القديمة، كنائس الجانب الشرقي من النيل، كنائس الجانب الغربي من النيل، كنائس الوجه البحري، بالإضافة إلى حريق القاهرة 721 هـ - 1321م ويرصد فيه المحقق هدم وخراب عدد من الكنائس منها: كنيسة بخرائب التتر من قلعة الجبل. وكنيسة الزهري في الموضع الذي فيه الآن البركة الناصرية. وكنيسة الحمراء. وكنيسة بجوار السبع سقايات، تعرف بكنيسة البنات. وكنيسة أبي المنيا. وكنيسة الفهادين بالقاهرة. وكنيسة بحارة الروم. وكنيسة بالبندقانيين. وكنيستان بحارة زويلة. وكنيسة بخزانة البنود. وكنيسة بالخندق. وأربع كنائس بثغر الإسكندرية. وكنيستان بمدينة دمنهور الوحش. وأربع كنائس بالغربية. وثلاث كنائس بالشرقية. وست كنائس بالبهنساوية وبسيوط، ومنفلوط، ومنية الخصيب ثمان كنائس. وبقوص، وأسوان إحدى عشرة كنيسة. وبالأطفيحية كنيسة. وبسوق وردان من مدينة مصر، وبالمصاصة، وقصر الشمع من مصر، ثمان كنائس.
حتى أن المقريزي قال "وكانت هذه الخطوب الجليلة في مدّة يسيرة، قلما يقع مثلها في الأزمان المتطاولة!!! هلك فيها من الأنفس، وتلف فيها من الأموال وخرب من الأماكن، ما لا يمكن وصفه لكثرته، ولله عاقبة الأمور!!!" |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|