فضيلة الإخلاص

كتبت: ماريا ألفي - خاص الأقباط متحدون
تحدث قداسة البابا شنودة الثالث في عظة هذا الأسبوع عن موضوع "فضيلة الإخلاص"، وأوضح قداسته أنه يجب على الجميع أن يكونوا مخلصين لبعضهم البعض، وأكد أن الكتاب المقدس ملئ بقصص عن الإخلاص، وضرب عددًا من الامثلة لذلك نذكر منها:
أولاً: إخلاص ابراهيم للوط، حيث إن لوط عندما ذهب إلى سدوم، وقرر الرب أن يحرقها لانتشار المعصية بها، فإن أبينا ابراهيم قد توسل إلى الرب حتى لا يحرق سدوم بأكملها، بل يترك الأشخاص المؤمنين، وبالفعل أرسل الرب في النهاية ملاكين للوط، وأخرج لوط من سدوم.
ثانيًا: إخلاص يوسف الصديق لإخوته، فعلى الرغم من قسوة أخوة يوسف عليه، وإلقائه في البير، إلا أنه كان مخلصًا لهم، بل وعندما توفى والده، قام يوسف برعاية إخوته، مخلصًا إليهم على الرغم من عدم إخلاصهم إليه، كما أخلص يوسف أيضًا إلى أبيه يعقوب.
ثالثا: إخلاص يوناثان ابن شاول لداود، وكان يوناثان مخلصًا جدًا لداود، وعندما أراد شاول أن يقتل داود، حاول يوناثان أن يمنعه، وفي كل مرة، كان يعرف حيلة شاول لقتل داود، وكان يبلغه بها قبلها، كما أن دواد كان مخلصًا لشاول على الرغم من أن شاول كان يريد قتله.

وأكد قداسة البابا أن نوعًا من أنواع الإخلاص هو إخلاص العبد لسيده، إلى جانب إخلاص الابن لوالديه، حيث أكد قداسته أن إكرام الوالدين هو الوصية الأولى، "أكرم أباك وأمك لتطول أيامك على الأرض"، وأكد أن الابن الذي يكرم والديه، يكرمه الرب، ويطيل حياته على الأرض.
وأوضح قداسته أيضًا أنه من بين أبرز الأمثلة على الإخلاص هو إخلاص السيد المسيح لتلاميذه، وإخلاص التلاميذ له، حيث أوضح أن أبرز دليل على إخلاص السيد المسيح لتلاميذه، هو كشفه لهم أمورًا كثيرة، وظهوره لهم بعد القيامة لتقويتهم، كما أرسل إليهم الروح القدس في يوم الخمسين، وأشار إلى أن محبة التلاميذ للمسيح، كانت واضحة وضوح العيان في تبشيرهم في كل مكان وتحت أي ظروف، وأكد أنه لولا هذا الإخلاص ما كان ليصل إلينا الإيمان المسيحي.
كما ذكر قداسة البابا أنه يمكن سرد نماذج كثيرة للإخلاص والأشخاص المخلصين عبر التاريخ، ومن أهم الأمثلة على ذلك إخلاص مكرم عبيد لسعد زغلول ونفيه معه إلى جزيرة سيشل.
وأكد قداسته أنه هناك أنواع أخرى للإخلاص كالإخلاص للوطن والمجتمع والآباء، وأوضح أننا مشهورون بمحبة آبائنا وإخلاصنا إليهم.
كما أشار إلى أن الإخلاص يمكن أن يكون لفكرة أو مبدأ أو عقيدة، وقال لعل خير مثال لذلك، هو إخلاصنا لموضوع الأحوال الشخصية، وأوضح أن أول نقطة تمت في ذلك الموضوع هو نشر كتاب عن الزوجة الواحدة.
كما ذكر قداسة البابا أنواعًا أخرى للإخلاص وهي إخلاص الطبيب، وإخلاص المرشد الروحي، موضحًا أن هناك مرشدين روحيين يقودون أبناءهم إلى طرق صعبة جدًا تتلف عقليتهم أو تجعلهم عبيدًا لها.
 وأضاف أنه من قواعد الإخلاص ألا يلجأ الشخص إلى طرق خاطئة تدل على الإخلاص، فمثلا لا يبرر الشخص لغيره خطئًا على سبيل إخلاصه له.
وذكر قداسته أخيرًا إخلاص الكلاب، وأكد أن الكلاب من أكثر الحيوانات إخلاصًا، وذكر أنه كان يمتلك كلبًا يحبه جدًا، وبعد ذلك مات هذا الكلب في حادث، فظل قداسته لأيام يبكي عليه، بل ظل سنوات يتذكره ويبكي مؤكدًا أنه لم يرَ في كل الذين عاشرهم شخصًا مخلصًا مثل إخلاص الكلب وأكد أنه لا يوجد من هو أكثر إخلاصًا من الكلب.