CET 13:49:01 - 25/02/2010

مساحة رأي

بقلم: مينا ملاك عازر
المثل يقول الغريق يتعلق بقشة، وهذا حالنا وحال كل من خرج يوم الجمعة 19/02/2010 في مطار القاهرة ليقابلوا بأنفسهم رجل يظنون أن بيده شيء ونسوا كلهم شروطه التعجيزية التي لن تُنفذ -لأن النظام المصري ليس من مصلحته تنفيذها في المطلق الأعم، وبالتالي ليس في مصلحته تنفيذها في حالة البرادعي لأن معناها أنه سيدخل الانتخابات المصرية بناءًا على تنفيذ هذه الشروط-، وبالتالي فالبرادعي لن يدخل الانتخابات ولن يكون مرشحًا ومنافسًا فيها يومًا ما. وهدف البرادعي في زيارته القصيرة التي أتاها إلى بلده مصر لا تزد عن كونها زيارة شهرة لرجل غابت عنه الأضواء أو كانت ستغيب لولا أنه أعلن عن استعداده لخوض الانتخابات المصرية.
أسف وأنا أقول تلك الكلمات، لكن للأسف هذه هي الحقيقة كما تبدو للبعض، فكيف للبرادعي أن يكون جادًا في رغبته لدخول الانتخابات التي لا يمكنه قانونًا أن يخوضها بحسب قوانين مواد الدستور الحالي؟

وإن كان ما تقدم يخص البرادعي الرجل المحترم الذي بحق أتمنى أن يكون له نصيب في خوض الانتخابات، لكن كما سبق وقلنا أنه لا جدوى الآن، بقى لنا أن نعرف موقف الشعب المصري من وصول الدكتور البرادعي فهم متحمسين جدًا ونسوا استحالة دخوله الانتخابات وتمسكوا باستعداده الذي أبداه عاقدين جل آمالهم في الإصلاح السياسي على كاهل ذلك الرجل، ظانين بأن النظام السياسي القائم سيختشي وسيحسن من الأحوال تحت ضغط من وجود البرادعي في الصورة، ونسى شعبنا الطيب أنه لا فائدة، حيث ضغط أيمن نور فكان نصيبه قضية تزوير صدقت أم كذبت لكن كبدته الكثير، وتضغط عليهم الصحافة ولا جدوى وتضغط عليهم الإضرابات والمظاهرات ولا فائدة، وها هم مثلاً عمال طنطا للكتان ملقين بهم في الشارع حتى كتابة هذه السطور دون مسئول يهتم بهم، وهناك الكثيرين أمثالهم يلاقون نفس المصير وسيأتي من بعدهم من سيلقون نفس المصير، كما أن هناك الكثير من الأحكام القضائية التي تموت فور وصولها للمجلس المدعو سيد قراره.
وفي سبيل رغبة شعبنا في الإصلاح وهي أمنية تمسكه بها تحسب له للآن، يعني أنه شعب صبور لديه أمل في الغد والغد عنده يحمل معاني كثيرة، الشعب الذي خرج ينتظر من البرادعي أجندته العملية للإصلاح الحقيقي، الإصلاح الذي من شأنه تغير الأحوال السياسية والاقتصادية وبالتالي الاجتماعية ويحسن من حال المجتمع المصري الذي صار متخمًا بالأمراض وصار جسد المجتمع مترهل تحت تأثير الفساد الذي انتشر في أرجائه وساد على رأسه.

ومشهد استقبال البرادعي يذكرني بمشهد استقبال منتخبنا القومي لكرة القدم، فالمطار استقبل مننتخبنا الكروي واستقبل البرادعي، والشعب هلل لانتصارنا في أنجولا وهلل أيضًا لعودة البرادعي، لكن الفرق كبير بين جدو والبرادعي، فطموحات الأول أن يلعب في نادي من أندية القمة أو يسافر أوروبا للعب في أي من الأندية المشهورة طموحه مادي، أما البرادعي فطموحه إصلاحي وبالتالي يحق للنظام السياسي رعاية طموحات جدو وأمثاله ويصعب على نفس النظام أن ينفذ للبرادعي طموحاته لأنها ببساطة في غير مصلحته ولن تؤدي لاستمراره في الحكم.
وفي ختام القول، أننا لنا أن نفخر بشعب صبور لديه أمل، وبرجل رفع رأس مصر عالية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن علينا ألا نفرط في الأمل ولا نزيد من سعادتنا ولا نرفع سقف طموحاتنا وإلا خسرنا ما نحن فيه إلى الأبد، وللدكتور البرادعي أن يعيد حساباته وإلا سيتسبب في صدمة لشعب مصر كله حينما يصحو على حقيقة ستكون حينها مؤلمة، ولكن رغم كتابتي لهذه الكلمات أأمل أن أكون مخطئًا في كل ما كتبت حيث أتمنى أن يستجيب نظامنا لمطالب البرادعي لأنها تصب في المصلحة العامة، وألا تكون الحقيقة في النهاية صادمة كما أتمنى أن يحقق الشعب المصري كل آماله بنفسه، فلن يستطيع البرادعي وحده تغيير ما عجزنا عن تغييره طيلة هذه السنين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

أستاذ محمود سعد الجميل

أُحِب العدالة

إجابات رِوشة لأسئلة طايشة

حديث آخر الشهر

المتعلق بقشة

جديد الموقع