CET 00:00:00 - 26/02/2010

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
إندهشت كثيراً عندما وصفت جموع الشعب المصري والمُتلهف علي التغيير السيد الدكتور محمد البرادعي ( بالمُخَلِصْ ) أي المُنقذ ..Saviour) ) عند إستقابله في مطار القاهرة الدولي , وكأنه هو المُخَلِصْ يسوع المسيح عند دخوله أورشليم ... وبقدر عدم موافقتي علي إطلاق إسم المُخَلِصْ علي البرادعي لأنه خاص فقط بالمسيح , كانت فرحتي وإندهاشي علي أن قطاعاً كبيراً وليس بقليل يدركون إسم المُخَلِصْ ( المُنقذ ) وإلي مَنْ تشير هذه الكلمة.        
جاء يسوع لكي يحقق خطة الله ويموت من أجل العالم لكي لا يُدان العالم بل يبرر في مجد الله ويصير مهيأ ومقبولاً أمام قداسة الله الحي... قال الرب يسوع بدوني  لا تقدروا أن تفعلوا شيئا. لذلك فإن عمل يسوع يكمن في جعل الخلاص في متناول جميع الناس ... والمقصود هنا بالخلاص إنما هو الخلاص من الخطيئة والموت ... لهذا يقول الرسول بولس [فليس بعد الآن من حكم على الذين هم في يسوع المسيح، لأن شريعة الروح الذي يهب الحياة في يسوع المسيح قد حرّرتني من شريعة الخطيئة والموت. فالذي لم تستطعه الشريعة، والجسد قد أعياها، حقّقه الله بإرسال ابنه في جسد يشبه جسدنا الخاطئ، كفّارة للخطيئة] رومية 8: 1-3. 

من أجل هذا أنا ضد مَنْ لقبوا الدكتور البرادعي بالمُخَلِصْ ... لأن عمل المُخَلِصْ ( المنقذ ) هو أن يضحي بحياته من أجل الرعية, وبدمه يخلص الشعب من الفقر والجهل , وبدمه وموته يعمل علي رفع الشعب  إلي درجات السمو الحياتي ... وبحياته يجعل لكل فرد ضمان للعلاج ... وبحرمانه يأخذ بأيادي الشعب إلي منطقة السلام ... وبمحبته يسكب في قلوب الشعب   روح المحبة و روح عدم التحزب والتعصب ... وبتواضعه يجعل كل الشعب في مستوي واحد في الحقوق والواجبات ... وبعلمه اللامحدود يستطيع تكوين حكومة تعمل بما يُملي عليها ضميرها في توزيع الحقوق بالتساوي بين طوائف الشعب ... بالإضافة أنه كان يجول بين الشعب يشفي ويبرأ ويخلص .

فهل يستطيع الدكتور البرادعي أن يضحي بحياته في سبيل الشعب المصري كما فعل يسوع لكي نُطلق عليه المُخَلِصْ (Saviour ) ؟؟! هل يرتضي أن  يتجول في الشوارع لكي يلمس الواقع الحقيقي الذي يعيشه الشعب المصري كما كان يفعل يسوع بين مُدن الجليل والسامرة واليهودية ؟؟ ... أم سوف يأتي لنا بحكومة منتدبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ... بدلا من التلاميذ الذين آمنوا به !!. لذلك نحن نعفيه بأن يكون المُخَلِصْ لأن من المستحيلات يُضحي و يُقدم نفسه من أجل الشعب .... نحن نريد فقط من الدكتور البرادعي بأن يكون مُخْلِصــــا ً ( أمينــاً - Allegiant) في عمله ... أمينا في محبته ... أمينا في وعوده التي نسمعها منه الآن  ... أمينا في عدله ... أمينا في توزيع المراكز وتصبح ليست حكراً علي طائفة الأغلبية ... أمينا في نشر السلام الداخلي والخارجي ... أميناً علي مصادر الدخل القومي للبلاد ... أمينا في إعطاء الحريـــــــات ... أمينا في القضاء علي الجهل والموروثات والتي ملأت وادي مصر  بطولها
وعرضها ... أميناً وصادقاً في التعاملات مع جميع الطوائف ... أميناً في إسترداد عظمة وهيبة مصر القديمة التي كانت في أيام أجدادنا في عهد الفراعنة ... أميناً في الإعتراف بأنه مصري أولاً وأخيراً... وأن كل ما يعملهُ هو من أجل مصر فقط ...
 
أميناً بهويته المصرية مهما كان يواجه مصاعب من الدول العربية علي هذه الهوية ....  ما نريده من الدكتور البرادعي المُخْلِصْ ( Allegiant )  الولاء والآمانة ... نريد منه أن لا يتكبر علي شعبه ... نريد أن نشعر أنه يعاني مثلنا ويحس بأوجاعنا وآلامنا . نريد منه أن تكون منتجاتنا هي من صُنع الأيادي المصرية ... نريد منه أن لا يزيد عدد تلاميذ الفصل عن ثلاثين , لكي ننهض بالتعليم ... نريد منه أن  يحذف كلمة مخدرات من قاموس حياتنا ... نريد منه تفعيل شعار الشرطة في خدمة الشعب ... نريد منه تفعيل كلمة ملائكة الرحمة في المستشفيات ...  نريد منه منع تديين جميع مجالات الحياة مثل الرياضة والميديا والتعليم والثقافة والسياحة والتجارة والنواحي الإجتماعية ومؤسسات الدولة التشريعية والأحــــزاب . نريد منه الحرية الشخصية وخصوصاُ حرية الإعتناق.

هل يستطيع الدكتور البرادعي إقامة دولة مدنية أساسها المواطنة وإلغاء المادة الثانية من الدستور ؟؟؟ 
هل يستطيع الدكتور البرادعي كسر روح التخليد في الرياسة  ويجعلها دورتين فقط..؟؟؟ 
أخيرا وبناء عليه سوف أنتخب الدكتور البرادعي لو إستطاع أن يعود بمصر إلي ما قبل الثورة .... عندما كنا نسمع (طرقات) دقات الباب في كل صباح : 
دقات عم يوسف الزبـــّال [ عندكم زبالة ؟!] .... ودقات الست أم بطة بائعة الخبـــــز [ عايزين عيش النهاردة؟]....!!!!!!!!!!!!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٦ صوت عدد التعليقات: ٢٧ تعليق