CET 12:49:17 - 26/02/2010

مساحة رأي

بقلم: ميخائيل رمزي عطاالله
الآفة هي كائن ضار جدًا يدمر ما يجده أمامه، وهذا هو نتيجة الكذب على هذا البلد لأن الكثير أصبحوا يتجرعون الكذب كالماء بل لا يجدون أي خجل أو كسوف في كذبهم، ولذلك أصبح الكذب عندنا منهج مدروس فالكل يكذب.
ولكي نريح أنفسنا من تعب الضمير قمنا بإعطاء الكذب ألوان، فكان الكذب الأبيض ومنه الكذبة البيضة ويمكن أن نجد الكذب الأصفر ومهما فعلنا فسيظلل الكذب هو الكذب ولا شيء يبيحه.

- أكتب ذلك من أجل الكذب المبين فى تصريحات رئيس مجلس الشعب المصري حين قال أن فتاة فرشوط ماتت من الاغتصاب، وزاد الطين بلة عندما جاء ليحسن صورة كلامه فقال أنه يقصد موت معنوي... ياه.. هل وصلنا لهذه الدرجة؟ هذا الرجل يُعتبر الرجل الثاني في الدولة من المفروض أن يزن كلامه بميزان من ذهب، هل يقول كلام مسترسل يفتقد إلى أبسط قواعد الصدق والصواب؟ فعلاً أصبحنا أمة تضحك من كذبها الأمم!
هل يعلم السيد فتحي سرور أنه في أمريكا -التي يصفها الكثير من نواب مجلسه بالكافرة- تم محاكمة رئيسها السابق بيل كلينتون في فضيحته الجنسية مع المتدربة بالبيت الأبيض وحوكم الرجل على الكذب، وكل ما لاقاه من عضب من شعبه كان بسبب أنه كذب على الشعب الأمريكي.

- وفي أحد البرمج عندما سُئل السيد فتحى سرور عن قانون البناء الموحد لدور العبادة أفاد أنه لم يصل إلى مجلس الشعب! على الرغم من أن الكثير من نواب المجلس المحترمين أفادوا أن القانون بالمجلس منذ ثلاث دورات، بل هناك وزراء قالوا هذا الكلام، يا ترى مَن نصدق؟ مَن الصادق ومن الكاذب؟ هل تعرفون الإجابة؟ للأسف سيصبح الجميع في نظرنا كاذب!

-أكتب ذلك من أجل الكذب المبين فى حادثة فتاة فرشوط، فهل يُعقل يا أصحاب العقول أن يقوم أحد باغتصاب فتاة في قارعة الطريق على الأسفلت فى العاشرة صباحًا؟ هل عقولكم تقبل ذلك؟ أي كذب هذا الذي يجعل أشخاص من المفترض أنهم أصحاب فكر وأصحاب رأي مثل رئيس مجلس الشعب ومصطفى بكري ومنى الشاذلي والمئات من الرسميين والإعلاميين الذين يقولون مبررات لمذبحة نجع حمادي على خلفية اغتصاب مسيحي لفتاة مسلمة في حين أن القصة تحمل كل تكذيبها في طياتها؟ أعتقد لو أن هذه القضية في مكتب الدكتور فتحي سرور والفاعل مسلم ستكون مذكرة الدفاع لا تزيد عن ثلاثة أسطر للحصول على البراءة، ليس لكفاءة الدفاع لكن لكذب الادعاء، الكذب يا ناس هو أشر الشرور.

- أكتب ذلك من أجل الكذب المبين من تصريحات رجال الحزب الوطني، ففي كل تصريحاتهم الغبية يتهمون الأقباط بأنهم منعزلون عن الحياة السياسية ولا يوجد بهم من يرغب فى العمل السياسي، يا كذابين ألا تعلمون أن الله سوف يحاسبكم على كل كلمة كذب نطقتم بها، اسألوا أمناء المحافظات في كل انتخابات كم أعداد المسيحيين التي تتقدم للانتخاب والمسئولين عن الحزب لا يرحبون بهم ولا يرشحوهم بل ويحاربوهم؟ ألم أقل أصبح الكذب كشرب الماء.

- أكتب هذا من أجل الكذب المبين في كلام كل مسئول يقول لا يوجد اضطهاد للمسيحيين في مصر، وأسأله ماذا تعني كلمة اضطهاد عنده؟ هل تعني القتل أم ماذا؟ وإن كان لا يدرى فليقل تعريف الآتي:
- حرمان المسيحيين من الكثير من الوظائف العليا والدنيا.
- حرمان المسيحيين من بعض الأقسام بكلية الطب.
- حرمان المسيحيين من الالتحاق بكلية الشرطة والحربية والنيابة العامة.
- حرمان المسيحيين من بناء مكان يصلون فيه في حين تُبنى الجوامع في أي مكان وأي وقت وأي زمان وبدون أي رقابة أو قيود.
- حرمان المتفوقين من المسيحيين من العمل في التدريس بالجامعات.
- حرمان المسيحيين من حق العيش بكرامة كمواطنين في هذا البلد.
وعلى من يرى أي غضاضة أو افتراء في كلامي فالكثير من الواقع موجود، والأسماء موجودة والوقائع مُثبته والواقع لا أحد يستطيع إنكاره حتى الكذابين، وكل شيء موثق.

- أكتب ذلك من أجل الكذب المبين في تصريحات مسلمين ومسيحيين يكيلون الاتهامات لأقباط مصر المقيمين فى المهجر ويصفهم دكتور بباوي أنهم يعملون وفقًا لأجندات خارجية.
يا رجل.. أنت تعمل وفقًا لأي أجندة أو كشكول؟ أقباط المهجر شرفاء جدًا وأكثر غيره على بلدهم وأهلهم من كثيرين يعيشون داخل هذا البلد على النفاق والتسلق والتملق للسلطة.

- أكتب هذا من أجل الكذب المبين في وسائل الإعلام المصرية، فالمفترض أن نتلمس الحقائق في الإعلام المصري ونتحقق من صدق أو كذب الخبر من الإعلام، لكن المصيبة أن أصبح الإعلام هو المصدر الرئيسي للأكاذيب والإشاعات من خلال طريقة الحوار وانحياز المحاور لفكر معين أو اختيار الضيوف، وفي اختيار الضيوف والمداخلات تجد العجب، فالأسماء معروفة من حزب اليهوذات والكلمات منهم محفوظة كلها قباحات وطريقة الحوار على غرار الثعلب فات فات، وكأن في مصر لا يوجد أحد يفهم غير هؤلاء اليهوذات.

من كثرة كذب الكبار أصبح الكذب منهج للصغار، ثم نتساءل لماذا ينحرف الأطفال في المدارس؟ ولماذا زادت الجريمة؟ ولماذا طفح الفساد حتى غطى الركب والصدور وأوشكنا على الغرق؟
وفي النهاية الكذب هو وحش يأكل قيمة الشعوب.

Mikhel_ra@yahoo.com

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق