CET 00:00:00 - 27/02/2010

المصري افندي

البعض تحرق ممتلكاتهم وتخطف بناتهم..
البعض تمثل بجثثهم في الشوارع وتقطع أوصالهم ..
البعض يُهجَّرون من منازلهم قصرًا...
فلماذا يسمح الله بكل هذا العنف؟!!!
بقلم: ناهد صبري

إن التاريخ يشهد أنه في كل مرة ازدادت محاربات الأعداء وانتشر الفساد، لم يكن من منقذ سوى طاعة كلمة الله، فقد قال موسى في فجر التاريخ "إن سمعت سمعًا لصوت الرب إلهك، أن تعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم يجعلك الرب إلهك مستعليًا على جميع قبائل الأرض... يجعل الرب أعداءك القادمين عليك
منهزمين أمامك في طريق واحد يخرجون عليك وفي سبع طرق يهربون أمامك"..

أيضا حينا أرسل الله يونان في إرسالية لشعب معين لكنه لم يسمع لكلمة الله ولم يطعه.. ماذا حدث؟!.. "أرسل الله ريحًا شديدة إلى البحر فحدث نوء في البحر حتى كادت السفينة أن تنكسر"، هذه الريح لم تشهدها البشرية من قبل ذلك الوقت، أليس هذا هو عين ما نراه اليوم من ريح تكاد أن تكسر السفينة؟!..

أيضا أوروبا في عصورها الوسطى لم ينقذها وينقلها إلى عصر الإصلاح والحضارة إلا بعض المصلحين، وأشهرهم مارتن لوثر، وجون كالفن، اللذين اعتمدا على الكتاب المقدس اعتمادًا كليًا.

وفي القرن الماضي لنا أيضًا في سور برلين صورة أخرى من صور الاعتماد على الرب والاستقواء به، فحين قرر بعض المؤمنين في ألمانيا الشرقية الصلاة لإسقاط النظام الشيوعي الذى زج بكثيرين في المعتقلات فقط بسبب إيمانهم المسيحي، لم تمضِ سنة حتى هبت رياح التغير وظهر "جورباتشوف"، وبعد مرور قرابة ستة سنوات أخرى، بدأت الأسوار الفاصلة بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغريبة تتهاوى، وهكذا ثارت أوروبا الشرقية ضد القوى الطاغية التي كبلتها بالعبودية، وطالب الروس لأول مرة بتوزيع الكتب المقدسة باللغة الروسية بعد العديد والعديد من السنوات التي كانت تسرب فيها هذه الكتب خلف الستار الحديدي.

لقد سقط ذلك النظام لأسباب كثيرة منها فساده، فهو كنظام كان يحمل عوامل فنائه، أيضًا لتدخل بعض القوى الأجنبية منها أمريكا، والأهم من هذا كله أن الشعب نفسه صرخ للرب إلهه بقول داود النبي "إن راعيت إثمًا في قلبي لا يستمع لي الرب"، ويعلق القديس أغسطينوس على ذلك قائلاً "ارجع إلى نفسك، كن ديانًا لنفسك في الداخل، تطلع إلى مخدعك الخفي في أعماق قلبك.

نخلص من هذا كله أن هناك رسالة يُرسل التاريخ مفادها وهي: "إن الأنظمة الفاسدة تحمل عوامل فنائها، وإن كل شخص عليه أن يبقى على صلة بالله ضابط الكل، وأن هذه هي الخطوة الأولى في انهيار أي سور، وبعدها تأتي رياح التغيير".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق