CET 00:00:00 - 28/02/2010

المصري افندي

بقلم: جرجس وهيب
كما كان متوقعًا من النائب عبد الرحيم الغول، عضو مجلس الشعب عن دائرة نجع حمادي، والذي وُجِهت إليه اتهامات بضلوعه ووقوفه وراء منفذي حادث نجع حمادي، فقد بدء في توجيه عدد من الاتهامات الكاذبة لنيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي، عبر إحدى الصحف عن طريق قريبٍ له، وإن كانت الصحيفة قد تقدمت باعتذار لنيافته، لذا فإنني أتمنى من الأنبا كيرلس عدم قبول الاعتذار، والاستمرار في الدعوى القضائية، لأن هناك فرقًا كبيرًا بين حرية الرأي، وبين التشهير المتعمد والمقصود، فالنائب ومع بدء تدوال القضية أمام القضاء المصري، ومع خوفه من اعتراف المتهمين عليه، ومن إدانته التي ستكون عاجلاً أم آجلاً، أراد أن يؤثر على الرأي العام وسير القضية، كما بدأت وللأسف الشديد بعض الصحف المستقلة في التشكيك في أمر أن الكموني ورفاقه هم من قاموا بالمذبحة البشعة، والإشارة إلى أن أشخاصًا آخرين مجهولين هم من كانوا وراء القضية، وأن الدولة نسبت القضية للمتهمين الحاليين لإغلاق القضية.
وحقيقة لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداها للتصريح بأن الكموني كان "سكران" وتحت تأثير مواد مخدرة أثناء ارتكابه للجريمة، فلمصلحة مَن هذا التشكيك في المتهمين، على الرغم من اعترافهم تفصيليًا بالجريمة؟، بل كان هناك شهود أدلوا بأوصاف وأسماء المتهمين، لذا فإنني أتمنى أيضًا من النائب العام أن يُصدر أمرًا بحظر النشر في القضية لعدم التأثير على سير القضية، وحتى ينال المجرمون عقابًا رادعًا ويكونوا به عبرة لغيرهم.  

هذا ويخشى عدد كبير من الأقباط، سواءً داخل مصر أة خارجها، على أقباط نجع حمادي من ردة فعل الغول في حال عدم ترشيح الحزب الوطني له كما هو متوقع بنسبة كبيرة، وحتى لو تم ترشيح الحزب له، وهو أمر مستبعد بعض الشيء، فسيكون نصيبه الرسوب بإذن الله، كما نسمع من بعض المعارف والأصدقاء بنجع حمادي، حيث إن عائلة الغول كبيرة، وهناك منافسة كبيرة بينه وبين أحد النواب السابقين، فأصبح الأقباط بنجع حمادي نتيجة لذلك في موقف صعب جدًا، وإنني حقا أشفق عليهم ولكن الرب معهم.
إذن فلا مانع أبدًا أن يمتنع نيافة الأنبا كيرلس في هذه الدورة الانتخابية (شورى وشعب) عن مقابلة مختلف المرشحين، كما يمتنع إخواننا في نجع حمادي عن الخروج للتصويت في هذه الدورة، خاصة وأن انتخابات مجلس الشورى ستجرى خلال إبريل القادم، حيث يعتبرها البعض استعدادًا أو "تسخينًا" لانتخابات مجلس الشعب، وغالبًا ما يؤيد النائب الحالي لمجلس الشعب أحد مرشحي الشورى لكي يدعمه في انتخابات مجلس الشعب.
فلن يحدث شيء إذ لم يشارك أقباط نجع حمادي في انتخابات مجلسي الشورى والشعب القادمة، فنحن دائما نشارك ونخرج بأعداد كبيرة، ومع هذا ما زالت اتهامات كثيرة بالسلبية توجه إلينا، فضلاً عن أن الحزب الوطني دائمًا ما يتجاهل الأقباط في ترشيحات المجالس الشعبية.

إن حياة أخواتنا في نجع حمادي أغلى وأثمن من أي شيء آخر، وهذه معركة ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، ولن تضيف لنا شيئًا، ولكن من الممكن أن تتسبب في مشاكل لأقباط نجع حمادي، كما ستخلق عدوات جديدة، وأتمنى من كل أساقفة الكنائس القبطية بمختلف المحافظات، أن يعتذروا عن مقابلة مختلف المرشحين أو مقابلتهم بصفة ودية، وعدم إقحام أنفسهم في الانتخابات، وعدم مساندة مرشح ضد مرشح، فماذا كانت نتيجة تفضيل مرشح عن مرشح؟ مذبحة لعدد من الشاب في مقتبل العمر!!
فلنترك الشعب المسيحي يذوب في كافة الأحزاب ومع كافة المرشحين، ففي انتشارنا داخل مختلف الأحزاب ومع كافة المرشحين، أكبر حماية لنا كأقباط، وعليه فلن يُحَمِّلنا أحد مسئولية فشل أحد الأحزاب أو المرشحين، فقد حدث في بني سويف أن رسب أحد مرشحي الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب، فذهب إلى الكنائس عاتبًا بقوة على القائمين على الكنائس: "أين الأقباط، ولماذا لم ينتخبوني؟"، وكأن الأقباط أصبحوا مُلكًا لبعض المرشحين وتركة يرثها بعض المرشحين، وكأن ليس من حقهم التصويت لعضو دون آخر!!..
إن الحل كما قلتُ يكمن في أن يذوب الأقباط داخل مختلف الأحزاب ومع كافة المرشحين، مع عدم مساندة الأساقفة لمرشح ضد آخر. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق