بقلم: سحر غريب
بدأ الجدال على من سيمسك حكم مصر ومن سيدخل الانتخابات القادمة، ولأني من قراء جريدة الأهرام لأنها الجريدة التي يُدخلها زوجي في بيتي إدمانًا وليس اقتناعًا، رغم أن معظم صفحات الجريدة لا تعبر إلا عن مُجتمع مثالي في معظم الأحيان لن تراه إلا تحت اللحاف وبعد أن تُغلق عيناك وتسافر على سابع نومة، ولكني مع ذلك أخذت مناعة من تصديقها أقرأ الجريدة فتنشرح أساريري أنظر من الشباك فأعود إلي أرض الواقع وكأنك يا ابو زيد ما قريت، الصفحات الوحيدة التي تستطيع تصديقها هي صفحات الوفيات وصفحات بريد القراء.
قرأت مقال الأستاذ أسامة سريا والذي يعتب من خلاله على المصريين تسرعهم في البحث عن بديل للريس وهو ما زال حيًا يُرزق ويحكم...
يا سيدي الفاضل.. أتلومنا على التسرع؟ أبعد سبعة وعشرون عامًا من الحكم واستطاع قلمك أن يلفظها؟ أبعد ما يقترب من عُمري كاملاً تقول تسرعنا وتحركنا بدري؟ أليست السبعة وعشرون عامًا من الصبر وانتظار الغد الأفضل الذي لا يأتي أبدًا كافية؟ أتقول تسرعنا؟ ألم تسأل نفسك لماذا بدأ شعب مصر مُبكرًا في سعيه للبحث عن حاكم جديد؟ ألم تري يا سيدي الفاضل بنفسك ما حدث في الانتخابات السابقة؟ ألم تنتبه إلى الغير راشدين سياسيًا التي خيرونا بينها؟ أتريدنا أن ننتظر حتى نحصل على صورة نسخة طبق الأصل من تلك الانتخابات المُشوهة؟
ثم يؤكد الأستاذ أسامة سرايا على أن الحكومة مشغولة لشوشتها بما هو أهم وأخطر، فأنظر حولي لأبحث عن الحكومة المشغولة المهمومة بالمواطن فلا أرى غير حكومة نائمة في العسل نومًا لا أمل من الاستيقاظ منه، ومن يكذبني ينزل الشارع بنفسه ليرى أن المواطنين أصبحوا ينفذون القانون بأنفسهم ويصارعون الحياة وحدهم ويصلحون مافسد بجهودهم الذاتية ويعتبرون ما يدفعونه كضريبة صدقة جارية على روح الفقيدة الغالية الحكومة.
عار علينا التحرك المُبكر، فعلينا واجب قومي اتجاه التوريث والعيش والملح اللي غمسناه مع الحكومة وهو التحرك والفوقان على آخر لحظة كالعادة فتزج ساعتها الحكومة بمن يرفع عقيرته بالاعتراض في السجون دون أن يكون قد حصل بعد على تأييد شعبي أو استطاع أن يكون رأيًا عامًا موحدًا.
لا يا سيدي.. لم نتحرك مبكرًا بل إننا تأخرنا كثيرًا على نوبة الصحيان والفوقان والحلم الذي كان. |