مجدى الجلاد
أجمل ما فى قطر تصالحها مع الذات.. هى واضحة.. ونحن واهمون.. هى لا تكذب ولا تتجمل.. ونحن نريدها مثل أمريكا.. تقول كلاماً وتعلن سياسات.. بينما تلعب أدوارها القذرة تحت «الترابيزة».. المشكلة ليست فى قطر.. وإنما فينا.. إذ كيف نطالب الـ«ريكلام» بالتخفى والحفاظ على سمعتها، مثلما يحاول «صاحب الكباريه» باعتباره «الكبير قوى»..!
سفير الدوحة فى القاهرة «سيف بن مقدم البوعينين» يعلم من داخله أنه سفير نظام حاكم يعمل «ريكلام» فى «كباريه» تديره «أمريكا وإسرائيل».. لذا هرب أمس من مواجهة الصحفيين المصريين فى الكويت أثناء الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التى ستُفتتح غداً.. هرول السفير خوفاً من أسئلة الصحفيين عقب انسحاب وزير خارجيته من الجلسة، ومثل أى «ريكلام» تجر خيبة «الرذيلة»، ردح «السفير» للصحفيين المصريين: «احترموا نفسكم».. وهى عبارة لا تُقال فى ردهات «قمة سياسية».. وإنما تتردد غالباً فى «أواخر الليل» أمام «الكباريهات».. أو فى وقائع التحرش العلنية..!
تسألون أنفسكم عن الـ«ريكلام»؟!.. هى فتاة غانية «تفتح للزباين» على الترابيزات، وفى «أواخر الليل»، يرسلها «الكبير قوى» مع «من يدفع أكثر»..!.. والـ«ريكلام» أقدم مهنة فى التاريخ.. مارستها النساء مع بدء الخليقة.. غير أنها جديدة على «الأنظمة والحكومات».. إذ اعتادت دول كثيرة -صغيرة وكبيرة- على لعب دور السمسار أو الوكيل لدول وقوى أكبر.. غير أن النظام القطرى الحاكم حفر نموذجاً جديداً فى العلاقات الدولية والأدوار الإقليمية، فقد أدرك أن التحولات الحادة فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية بحاجة إلى دور أكبر وأحقر من «السمسار».. وأدرك أيضاً أن «الكبير قوى» فى البيت الأبيض وتابعه فى «تل أبيب» لن يقنعا بهذا الدور بعد صدمة 30 يونيو.. ولأن تحولات المنطقة حادة.. تحولت إمارة الحكم فى الدوحة بشكل أكثر حدة: ريكلام على المكشوف..!
.. لا يعلم سفير قطر و«وزيره» و«تميمه» و«موزته» أن حذاء أصغر صحفى مصرى «تحت التمرين» أغلى وأشرف من قصر الحكم فى الدوحة بكامل غرفه ودهاليزه و«انقلاباته» و«مؤامراته».. غير أنه يعلم أنه يلعب دوراً سياسياً لا يختلف كثيراً عن دور الـ«ريكلام» فى «كباريهات نص الليل».. والـ«ريكلام» تعرف أننا نعرف أنها تعرف أنها «غانية».. إذ تعمل فى العلن، واضحة.. شفافة.. لا تخجل.. فكل العيون تراها وهى تمارس مهنتها، وتؤدى دورها بين «الترابيزات».. وكل العيون ترصدها وهى ذاهبة فى «أواخر الليل» مع «الزبون».. وكل الأصابع تشير إليها، وكل الألسنة تناديها بـ«ريكلام».. أما «سيدها» الذى يدير «جسدها»، فقد تراه ممسكاً بمسبحة، أو مرتدياً نظارة سوداء فى «عز الليل».. الـ«ريكلام» مفضوحة بطبيعة المهنة.. و«الكبير قوى.. قوى» يحركها فى الظلام، وأحياناً بـ«ماسج» على رقم «موبايل» مضروب..!
الـ«ريكلام» فى التحليل النفسى والاجتماعى، شخصية مقهورة بحكم ضعفها.. بعضهن تدفعهن الحاجة إلى عرض أجسادهن على قارعة الطريق.. وأخريات يشعرن بالضآلة والضعف، فتقذفهن عقدة «الدونية» إلى أحضان «الكبير القوى».. لذا كان طبيعياً أن تمنح الدوحة قواعد عسكرية لواشنطن، هى الأضخم فى المنطقة.. فالـ«ريكلام» لا تعيش دون مظلة حماية تفوق الجميع قوة ونفوذاً!
الـ«ريكلام» لا تظل «ريكلام» إلى الأبد.. فلأنها سلعة يكتبون فى ملفها «تاريخ صلاحية».. فإما أن تشيخ وتكسو وجهها التجاعيد، وتفقد قدرتها على الإغراء والغواية.. أو تأخذ «بشلة» فى وجهها، فينفر منها «الزبائن».. وتاريخ صلاحية «الدوحة» قارب على الانتهاء.. أو هى فى طريقها إلى «بشلة» أكبر من سحب سفراء دول الخليج.. غير أن خاتم الـ«ريكلام» لن ينمحى من جسدها للأبد..!
نقلآ عن الوطن |