بقلم: مدحت قلادة
الثورة التكنولوجية الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة وقاربت الحدود بين الدول لدرجة أن الجميع يتأثرون ويؤثرون في بعضهم البعض
فثورة أو فوره تقوم في دولة ما تجد صداها في نفس التوقيت في الدول المحيطة ولها تأثير مباشر في الأمن القومي لها مثلما حدث في غزة منذ انقلاب حماس على السلطة الوطنية حيث تمثل صورة حية على خطورة الأحداث في أي دولة من دول الجوار على الأمن القومي وخطورة استثمار بعض المنظمات أو التجمعات المشبوهة لمشكلة ما لزعزعة هذا الأمن ولتحقيق مكاسب سياسية على كيان الدولة نفسها.
ومصر بحكم موقعها الإستراتيجي فهي محط أنظار العالم لثقلها السياسي والثقافي والتاريخي والسياحي إضافة إلى أنها صمام أمان للمنطقة وتسعى جميع الدول لكسب مصر في صفها ولكن هناك عدد من دول الجوار تسعى إما لتحييد مصر أو لجعلها تسير في فلكها، فهناك إيران بأجهزة مخابراتها وبسطوتها على بعض الدول وبعض المنظمات في دول أخرى بإثارة البلبلة داخل المجتمع المصري وتسعى بكل السبل الممكنة لزعزعة استقرار مصر، كما أن هناك السعودية التي تسعى لسير مصر في فلكها أيضاً، وهناك ليبيا التي تسعي هي الأخرى للعمل في العمق المصري بتسخير الإعلاميين من القومجيين والناصريين للنيل من مصر ومكانة مصر في المنطقة أيضاً.
فمصر أصبحت هدفاً لكل دول الجوار خاصة التي لا تريد التعاون المشترك بل التأثير على سياسات مصر الداخلية والخارجة لتتطابق أجندة مصر مع أجندتهم، وهناك تنظيمات سرية وعلنية تسعى بكل السبل لتحقيق مكاسب على حساب الكيان المصري أو باللعب على وتر الدين أو العروبة...
إن الوقت الراهن لهو وقت عصيب على مصر والمنطقة خاصة في ظل الظروف العالمية والاقتصادية السيئة فالعالم يئن من الأزمات الاقتصادية العالمية وهناك شركات تعلق إنتاجها وشركات أخرى تعلن إفلاسها وبنوك عملاقة تعلن عجزها ودول تخسر استثماراتها في العالم وفوق كل ذلك هناك من يستغل الفوضى والخوف من المستقبل لأجندات خاصة بالعمل ضد مصلحة البلد خاصة في هذا الزمان الذي من أهم سماته "المال فوق الأخلاق".
والسؤال هنا هل تجتاز مصر هذه المحنة وتستطيع أن تحافظ علي وضعها؟!! أم سترضخ لتسير في فلك دول الجوار؟!!
كلمة أخيرة
حينما تكون مصر هدفاً يجب الأخذ في الاعتبار أنها فوق الكل ومن هنا البداية.
مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com |