CET 00:00:00 - 07/04/2009

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور
انشغلت لمدة أسبوعين بأمر طارئ ولكن لم يشغلني هذا عن التفكير في شؤون الوطن وشؤون الحركة القبطية.
الوطن يعاني من أزمات مزمنة ومن أخلاقيات أشد تأزّم وأشد تعقيد من الأزمات، وفي الواقع هي السبب المباشر لاستمرار تأزم وتعقد هذه الأزمات ونشعر كأنها أزمات لن تصل لها يد الحل في يوم من الأيام.

منذ فترة كتبت سلسلة من المقالات طرحت فيها فكرة الأحزاب القبطية والتفكير القبطي في وضع حلول حول مشكلة الأقباط في مصر.
وفعلاً تحقق هذا الطرح مؤخراً وظهر لنا بالبيان العملي حزبين جديدين على الساحة القبطية، وهذان الحزبان ورائهم فكر سياسي لأول وهلة يظهر للعيان أنهم مختلفين ولكن في الواقع العملي لا يختلفوا كثيراً.
الفكر الموحد بينهم هو فكرة التحالف أو الإشتراك في تحالف، هذا التحالف قد يكون غير معلن ولكنه واقع تم بالفعل.
الفكر الأول التحالف مع بعض القوى السياسية المعارضة للنظام المصري منهم من يسمونهم بالمدافعين عن حقوق الإنسان المصري وعن حقه في التمثيل السياسي على خريطة السياسة المصرية، والفريق الآخر في تحالف مع النظام بطريقة غير رسمية وغير معلنة، وفي كلا الحالتين اتفق الحزبين المتحالفين على عدم التظاهر أثناء وجود الرئيس مبارك في زيارته المترقبة للبيت الأبيض قريباً، وحتى لا يخسر أحد هذه الأحزاب سمعته ويقال أنهم لا يعملون من أجل حقوق الأقباط بصفة خاصة بامتناعهم عن التحضير لتظاهرة قبطية عند حضور الرئيس لواشنطن، نظم هذا الحزب تظاهرة تطالب بحقوق الإنسان بصورة عامة غير مركزاً على حقوق الأقباط بصفة خاصة، هذا بالطبع هو طريقة تفكير السياسيين في العاصمة الأمريكية الذين يسعون إلى تخفيض صوت الأقباط حتى لا يسببوا حرجاً للرئيس المصري ولا يسببوا حرجاً للرئيس الأمريكي الجديد الذي يُقال أنه يدافع عن حقوق الأقليات كونه أحدهم.
وتم إجهاض المسيرة القبطية مبكراً جداً بسبب تسرب الفكر الإخوانجي المتحالف معه هذا الحزب عبر أشخاص معينين لهم صلة بالخونة؟ بهذه الطريقة يظهرون الخونة على أنهم مستعدين للتحالف مع بقية القوى السياسية المصرية وعلى رأسهم الأقباط، فيمحو هذا صفة العنصرية عن من قال مرشدهم طز في مصر وأن السماء أقرب للقبطي من أن يحلم في يوم من الأيام أن يكون رئيساً لوطنه، والسبب أن عقيدته المسيحية أقل عن العقيدة الإسلامية والتي تمنع قيادة غير المسلم للمسلم. ولا ننسى نظرة الخونة للمرأة على أنها دون المستوى الذي يسمح لها هي أيضاً بأن تكون رئيسة لمصر في يوم من الأيام.
وعلي الميل الثاني حزب آخر له علاقات وثيقة بالنظام المصري يضم كافة المدعوين بصفة مستديمة على مائدة السفارات المصرية في العواصم الغربية، وهذا الحزب أعلن هو الآخر عن اتحاد بين منظمات قبطية مختارة اختيار دقيق لتحقيق هذا الغرض من أفراد يمشون في ركب أحد المنتفعين.

وهناك حزب لم يتحد رسمياً على الورق إلى الآن وهو حزب الوطنيين المنتميين لمصر قلباً وقالباً وإن كانت الحركتين السابقتين بلورت لنا مَن هو مَن ومَن مَن وأين يقف كل فريق من القضية القبطية.
وكوني من الحزب الثالث وهو حزب الوطنيين المصريين الغيورين على مصلحة مصر عامة والأقباط خاصة والذي يضم الغالبية من الوطنيين المحافظين، أرى أننا في منعطف هام في حياة القضية القبطية وهو الذي سيحدد لنا رغبة المواطن المصري عامة والمواطن القبطي خاصة.
هل المصريين يرغبون في تحالف القوى السياسية المعارضة بما فيهم الخونة الذين سيمتطون هذا التحالف لتحقيق أغراضهم في حب الظهور بمظهر غير حقيقي، أم يرى المصريون أن الحزب الآخر الذي له صلات وثيقة بالنظام المصري والذي أثبت بالدليل العملي والواقع أنه لا يفكر في مصلحة المواطن عامة ولا يهمه إلا مصلحة النظام بوجه محدد؟ تحالفات مقبولة شكلا مرفوضة عملياً.
أم سيلتف المصريون عامة حول قوى سياسية وطنية ليس لها تحالفات مع أي من القوي السياسية مثل الخونة أو النظام واللذان هما في الأساس سبب نكبة مصر وانهزامية الإنسان المصري وضياع حقوقه، إختيار التحالف مع حركة الخونة التي لا يهمها الفرد ولا يهمها إلا حب الظهور كمدافعين عن الله وهم أضعف من أن يدافعوا عن نملة أو التحالف من النظام الذي يتسابق مع الخونة مظهرياً في ضياع البلايين من قوت الشعب على حركات الدعوة في جميع أنحاء العالم محاولين أن يظهروا أنفسهم أنهم من يحمي الله؟
إنني أوجه الدعوة للمصريين الوطنيين الذين يحبون مصر أولاً قبل أي شيء آخر في الوجود أن يتحدوا لكي نخرج مصر من هذا المنعطف الخطير في حياة الوطن.
إنني أدعو المصريين أن يتحالفوا معاً كمصريين يحبون مصر ولا يتحالفوا مع قوى سياسية لها أبعاد غير وطنية تضع في الإعتبار أي شيء قبل مصر ومصلحتها أولاً.

سألني شخص من الخونة من أعطاك الحق في تخويننا؟ قلت له هو نفسه من أعطاكم الحق في تكفير الآخر.
من يضع أي شيء قبل مصر ومصلحة مصر وأبناء مصر من كافة الخلفيات هو خائن لمصر.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق