بقلم: عماد توماس
حفنة أفراد من البهائيين المسالمين يثيرون حفيظة أهالي قرية الشورانية بسوهاج، فيخرجون على بكرة أبيهم، يهددون ويتوعدون، يحرقون البيوت، ويهجرون أصحابها.
فكرني هذا المشهد بأحد الأفلام العربية لعماد حمدى وصباح، وفى مشهد معبر... يخرج أبناء القرية جميعاً حاملين الشعلات النارية وبهتاف مدوي جهوري قائلين "الغزيّة لازم تنزل...الغزيّة لازم تنزل".
ورغم أنهم يعرفون "الغزيّة" جيداً فطالما شاهدوا رقصها سواء جهارة أو خلسة، إلا أنهم نصّبوا أنفسهم حماة للأخلاق والفضيلة فذهبوا ليدافعوا عن "شرف" قريتهم!!
ما أشبه الليلة بالبارحة -مع الفارق في التشبيه- فقد خرج هذا الجمع الغفير، والمؤسف أن معظمم من طلاب جامعة سوهاج، ولا أدري أي علم تعلموه يدعوهم لحرق البيوت والإعتداء على النفوس، ولا أعلم بأي وازع ديني أو أخلاقي خرجوا وكأنهم حماة الدين ومتحدثين باسم الإله!!
ونسوا أو تناسوا أن من يقف على صخرة الحق لا يخشى الأمواج الهائجة.
وماذا أقول عن المحرض الكبير الذي ظهر هائجاً في برنامج يزعم أنه يقول "الحقيقة"، ظهر هذا الصحفي يوزع صكوك التكفير والإرتداد على مواطنين مصريين كل جريمتهم أنهم رفضوا أن يعيشوا منافقين في مجتمعهم، وتمسكوا بفضيلة الصدق مع النفس، وطالبوا بحرية المعتقد والدين.
ولا أعرف هل سمع أو قرأ عن ما يسمى بميثاق الشرف الصحفي، وهل قرأ أحد البنود التي تحض على الإلتزام بعدم الإنحياز فى الكتابة إلى الدعوات العنصرية أو المتعصبة أو المنطوية على امتهان الأديان أو الدعوة إلى كراهيتها أو الطعن فى إيمان الآخرين أو تلك الداعية إلى التمييز أو الإحتقار لأى من طوائف المجتمع... إن كان لم يسمع فهي مصيبة، وإن كان قد سمع فالمصيبة أعظم !!
لا أعول على رمي الكرة فى ملعب مجلس نقابة الصحفيين، التي كان يجب عليها في أحداث سابقة أن تتخذ موقف حازم وحاسم مع كل الدخلاء على مهنة الصحافة التي كانت صاحبة الجلالة، وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي وتطبيق العقوبات اللازمة المنصوص عليها في قانون النقابة أو قانون تنظيم الصحافة حتى تُطهر المهنة من هؤلاء الذين أساءوا إلى أنفسهم قبل أن يسيئوا إلى النقابة.
فقد فشلت النقابة من قبل مع أصحاب "البيجامات" الذين افترشوا مبنى النقابة ومنعوا عقد مؤتمر مصريون ضد التمييز الديني في العام الماضي، ولم تخرج النقابة بقرار يشفي الغليل بعد مرور سنة من التحقيقات واللجان.
لكننى أعول على القضاء المصري في النظر في القضايا المرفوعة من المتضررين من هذه الغزوة الهمجية التحريضية، فهل يتم إنصاف المصريين البهائيين أم يواصل طيور الظلام والإظلام سعيهم الدؤوب نحو تحطيم كافة سُبل حرية الإعتقاد والعيش المشترك.. إن غداً لناظره قريب!! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|