CET 00:00:00 - 04/03/2010

مساحة رأي

بقلم: د. صبري الباجا
من مواطن مصري إلي نائبة برلمانية محترمة:
السيدة الأستاذة جورجيت قليني
نائب الشعب/ مجلس الشعب
تحية احترام وتقدير
لعل سيادتك لا تختلفي معي حول:
- كونك نائبة عن الأمة في البرلمان المصري، ومناط بك التعبير عن آلام وأحلام كل مواطن مصري يعيش داخل مصر أو خارجها، وبصرف النظر عن لونه أو جنسه أو اعتقاده الديني أو انتمائه السياسي، وأن رأيك "تحت قبة البرلمان" هو تعبير صادق عن إرادة أبناء الوطن جميعًا.
- كونك "عضو مُعيّن" لا يعني أنك تمثيل لشريحة لم تمثل بموضوعية في البرلمان، وعليه يكون دورك قاصر على الدفاع عن مصالح هذه الفئة وحدها، وإنما -بجانب هذا الدور واحترامي لأهميته- أنت نائبة عن المجتمع كافة.
- من هذا المنطلق يخضع أدائك وما يُنسب إليك إلى تقييم أبناء الوطن جميعًا، وحقهم المشروع في إبداء الرأي سواء بالتأييد أو النقد الموضوعي، وعليك تَقَبّله بصفتك نائبة عن الشعب.

على هذه الأسس سمحت لنفسي بتوجيه هذه الرسالة لك..
يتابع غالبية المصريين أدئك المتميز والرصين داخل البرلمان، وقد ثار نقاش أكثر حول أدائك خلال جلسات مجلس الشعب في أعقاب (جريمة نجع حمادي)، وبصرف النظر عن درجة الحماس التي تميز بها موقفك، أو اختلاف الرأي حوله سواء داخل المجلس أو خارجه، إلا أن موقفًا محددًا كان خارج نطاق المألوف فضلاً عن المسموح به في أدبيات الحوار البرلماني، وهو ما صدر عن عضو بالبرلمان في حقك.
وفي تعليق لاحق لأحد أقطاب الحزب الوطني (منشور بجريدة الدستور الصادرة صباح الثلاثاء 2مارس الحالي) يتقدم فيه بالاعتذار بالنيابة عن العضوالذي أساء لشخصك.
أرجو عدم قبول الاعتذار بالإنابة، خاصة وقد صاحب الاعتذار المنشور تبرير لتصرف العضو بأنه تعرض "لضغوط" ووصف ما حدث بأنه مجرد (خطأ)، إضافة إلى أن نفس العضو سبق أن تعرض لعضوة محترمة بالبرلمان في محاولة لمنعها من إبداء الرأي مرتكنًا إلى اختلاف معتقدها الديني عن معتقده الديني، وهو ما شكل سابقة برلمانية لم نسمع عن مثلها في أي من برلمانات العالم.

هذه الرسالة ليست تحيزًا لك وإنما انتصارًا لقيم رفيعة نحرص على أن تسود في ممارساتنا اليومية، ناهيك عن ما يجب أن يسود داخل البرلمان ذاته، يمثل كل عضو فيه جموع المصريين على اختلاف انتمائاتهم السياسية أو عقائدهم الدينية وأية إساءة لأحد أعضائه تمثل إهانة لجموع المصريين تستوجب بجانب خضوعها للقواعد والإجراءات المنظمة للبرلمان، تقديم الاعتذار للمصريين جميعًا، ولا يغني عن ذلك قبول العضو المُساء إليه لـ"الاعتذار".

تقبلي سيدتي المحترمة تقديري واحترامي، راجيًا تفهمك "للعلاقة بين المواطن ونائبه البرلماني"، وهي التي سمحت لي بأن أكتب لك هذه الرسالة آملاً ألا أكون قد تجاوزت.

قبطي مسلم
S.elbaga@yahoo.com

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق