CET 00:00:00 - 04/03/2010

مساحة رأي

بقلم: مجدي جورج
ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي مثل هذه الأيام منذ حوالي ثلاث سنوات، وبالتحديد في شهر أكتوبر 2007، قامت مجموعة مكونة من ثمانية أحزاب من الأحزاب الأمنية أو الكرتونية بتنظيم مؤتمر في مدينة السنبلاوين ردًا على المؤتمر القبطي الذى كان أقباط المهجر قد عقدوا العزم على إقامته فى شيكاغو بامريكا.. وفي هذا المؤتمر الذى شارك فيه الحزب الاتحادى الديمقراطى وشارك فيه رجب هلال حميدة عن فصيل منشق بحزب الغد وكذلك حزب الشعب الديمقراطى وحزب مصر العربى الاشتراكى وحزب شباب مصر وبعض الأحزاب الأخرى  قام المتحدثون بسب أقباط المهجر بأفظع الشتائم  واتهموهم بافظع التهم من عمالة وخيانة وصهيونية وصليبية وباقي وصلة الردح المعروفة والتى يتهم بها كل شريف يبحث عن حقه وحق أخوته  وقام رجب هلال حميدة يومها  بتهديد اقباط المهجر بالتعامل معهم بالمناجل والفؤؤس .

وقد قام هؤلاء الأفاضل من زعماء هذه الاحزاب الكرتونية بعقد مؤتمرهم هذا ليس لوجه الله او لوجه الوطن والمواطنين بل تزلفا وتقربا للنظام أملا فى الحصول على مغانم عدة يكفلها التقرب للنظام .

و قد تكرر هذا الأمر بصورة مماثلة هذه الأيام  فبعد عودة البر ادعى الى مصر وبعد الحراك السياسي الذى احدثه وتهديده لفرص الوريث .قامت تقريبا  نفس مجموعة الأحزاب الكرتونية السابقة(مع تغييرات بسيطة) وأهمها أحزاب الأمة، والسلام الديمقراطى، والشعب، ومصر العربى، والاتحاد الديمقراطى، والجمهورى الحر، والأحرار، بتأسيس «الجبهة الشعبية لحماية مصر»، وهى الجبهة التى تهدف لمواجهة الحملات المدبرة من الخارج، والهادفة إلى زعزعة استقرار البلد، ورفض الاستقواء بالخارج والدخلاء والعملاء المدفوعين من جهات أجنبية.

فالبرادعى الذى أزعجت عودته النظام القائم إزعاجا شديدا لان هذا النظام كان قد اعد العدة لتمرير سيناريو التوريث بدون عوائق كبيرة تذكر  بسبب التعديلات الدستورية التى أجراها النظام عام  2007 والتى ضمنت له السيطرة التامة على عملية الترشح للرئاسة فلن يستطيع اى مرشح ان يمر من ثقب الابرة هذا الذى صنعه ترزية القوانين الا من يرضى عنه النظام .

وقد استكان الجميع لهذا السيناريو سواء فى داخل البلاد حيث المعارضة الشرعية مستائنسه ولا خوف منه  اما الأخوان فالنظام يعرف كيف يلعب معهم بذهب المعز وسيفه  لضمان مرور التوريث بدون عوائق.

وفى الخارج هناك حالة من التقبل بالأمر الواقع فطالما ان الدول الغربية لم تجد معارضة داخلية تذكر وطالما ان العملية ستؤدى الى حالة من الاستقرار فان الغرب لن يعارض  ذلك  فما يهم الغرب فى هذه الفترة هو استقرار الامور فى الشرق الأوسط ويكفي ما يواجهه الغرب من مناطحة إيرانية وتطلع سوري بالإضافة الى مشاكل حماس وحزب الله .

ولكن النظام الذى لم يحسب حساب لعودة البرادعى القادم من الخارج ومن خارج الطبقة المعارضة المستائنسه الموجودة داخل البلاد والتي يمكن السيطرة عليها او حتى تلفيق التهم لها كما حدث مع ايمن نور . ولم يحسب حساب للزخم الذى أحدثته هذه العودة ولا للالتفاف الذى حدث حوله من كثير من النخب ومن عامة الشعب  . ولم يحسب النظام حسابا لذكاء الرجل الذى لم يعد ليشارك فى قواعد اللعبة كما هى بل طلب اولا بتغيير قواعد اللعبة الانتخابية المزمع اجرائها 2011 لان المشاركة فيها فى ظل الشروط الحالية هو عملية انتحار سياسي لا أكثر ويعتبر بمثابة تجميل لصورة البطل الأوحد وسط مجموعة من الكومبارس المشاركين فى العرض.

هذا النظام وقع في أزمة نتيجة خطأ حساباته فشعبية البرادعى آخذة فى التصاعد ودعوته لتغيير قواعد اللعبة وجدت أذانا صاغية من كثيرين بل ووحدت وساهمت فى تجميع الكثيرين لذا لجأ النظام الى :
- هذه الاحزاب الكرتونية المؤتمرة بأمره لتشن حملة شعواء على الرجل فاتهموه بأنه قادم من الخارج ومستقوى به وبأنه يمكن ان يكون احمد الجلبى القادم على الدبابات الغربية .

- ولم يكتفى بهذا فقط بل قام احدهم برفع قضية على البرادعى .
- بل وقام تلفزيون النظام المصري بنقل خطبة يوم الجمعة الماضية التى طالب فيها امام المسجد من العلماء الابتعاد عن السياسة لان رسالتهم العلم فقط على حد قوله فى عملية تحذير مبطنة للبرادعى وفى عملية خلط متعمدة  للدين بالسياسة .

اكتب كل هذا رغم كل مخاوفي من البرادعى وأرائه الخاصة بالسماح للإخوان المسلمون بإنشاء حزب لهم . اكتب وأنا اعرف ان البرادعى قد لا يكون هو المنقذ ولا المخلص لكنه اعطى امل للناس فى التغيير فالرجاء ان يكون البرادعى عند حسن ظن الناس به وعليه ان يتوقع انه كلما اقترب من عش الدبابير كلما زاد هياجها فإما ان يصمد الرجل ويحاول العمل على التغيير وينجح فيه واما ... وهذا ما لا نتمناه له ولنا ولمصر الغالية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق