تقرير: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون
صادر معرض الرياض الدولي للكتاب بالمملكة العربية السعودية كتاب "الخليج البريطاني.. كيف صنعت بريطانيا دول الخليج العربي" للكاتب المصرى إيهاب عمر عن دار "اكتب" للنشر والتوزيع.
الكتاب كما يقول مؤلفه عبارة عن دراسة سياسية تتكون من 19 فصل, عبر 270 صفحة تتناول علاقة بريطانيا بدول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية, وكيف قامت بريطانيا بتنصيب العائلات الملكية في هذه المنطقة كـ قادة.
ويتجول الكاتب فى كتابه برحلة عبر نهر التاريخ منذ القرن السابع عشر و حتى منتصف القرن العشرين.. سوف يخرج الكتاب إلى النور قريباً عبر دار اكتب.
ويظهر الكتاب عبر وثائق وحقائق جمعت من 106 مرجع الكيفية التي قامت بها بريطانيا بالتسلسل إلى هذه المنطقة وكيف كان دعمها لعدداً من الدول هو السبب الرئيسي في انهيار دول أخرى, بالإضافة إلى أسرار ومفاجآت سياسية كبرى تعرض لها الكتاب تفصيلياً بالبحث والتحري.
ورغم السماح للكتاب بدخول المعرض وتحقيقه أعلى مبيعات خلال الأربعة أيام الأولى للمعرض، إلا أن قرار مصادرته وإغلاق الدار واحتجاز مدير جناح الدار الأستاذ أيمن شوقي كان مفاجئ، ولوحظ أيضاً إغلاق الجروب الخاص للكتاب على الفيس بوك.
الأستاذ يحيى هاشم -مدير عام دار اكتب- أصدر أمس بياناً توضيحياً لأمر مصادرة الكتاب لإيقاف ما أسماه بالمهزلة القائمة الآن بسببه، أوضح فيه أنه عقب الأنباء التي وصلته بمصادرة الكتاب والتحقيق مع مدير جناح الدار في المعرض من قبل السلطات السعودية لمدة 4 ساعات، وتلقيه محادثة هاتفية من الأستاذ أيمن شوقي، تفيد بأن هناك أزمة كبرى ستؤثر على العلاقات بين مصر والسعودية وأنه تم تصعيد الأمر للملك وأن أيمن وأسرته في خطر كما أن المسئولين في مصر تم إبلاغهم بالأمر، وأشار هاشم أنه طلب من الدار تقديم اعتذار رسمي بصيغة محددة تم إملاؤها بالنص عبر الهاتف، وقد فعل حرصاً على سلامة مدير الجناح.
وأوضح مدير دار اكتب سبب تقديم الإعتذار, أن الكاتب إيهاب عمر وافق على سحب النسخ التي لم نسحبها بعد رغم موافقته, وأن أيمن شوقي ليس مسؤلاً عن دخول الكتاب الأراضي السعودية ولا المعرض, وأن الصمت طوال تلك الفترة خوفاً على أيمن من الضرر, وعدم سحب الكتاب إلى الآن إحتراماً للكاتب الذي نشر بالدار ونحن نخشى على كتابه كما يخشى هو وأكثر, وأن ما يحدث هنا هو هزل لا يعرف مداه أحد ويضر الجميع, وأن الدار تملك كافة الوثائق التي تؤيد ما ذُكر في البيان والتي تخلي مسئوليتها ومسئولية أيمن شوقي ومسئولية الكاتب من خطأ من الدار السعودية والتي خرجت من الموضوع تماماً وأصبح الأمر خطأ من الآخرين.
كما أن الدار غير مسئولة عن أي خطابات أو تصريحات أخرى تصدر من أي جهة محاولة الزج باسمها فيما لا يفيد.
الاستاذ عمرو عز الدين صاحب مدونة "خطوة عزيزة" قال "إن ما تعرض له كتاب الخليج البريطاني ودار اكتب للنشر من خلفه، يدخل تحت بند إرهاب الفكر، وأضاف أن من حق السعودية تفعل ما تشاء وتصادر كما تحب، فهذه قوانينها وهذا نظامها، لكن هذا لا ينفي أن المصادرة في حد ذاتها أصبحت من أفعال الماضي الغبية التي لا تؤدي إلى أية نتيجة.. فالكتاب سيتواجد مهما تمت مصادرته في عصر لم يعد فيه الكتاب المطبوع فقط هو المصدر الوحيد للمعلومة.. الكتاب يمكن أن يجده أي إنسان، فقراصنة الإنترنت لم يتركوا شيئاً إلا ونسخوه..
وإذا كانت مصادرة الكتاب هي الطريقة الوحيدة لمواجهة ما جاء فيه، فهو حل ساذج لا عقلانية فيه إطلاقاً.. وكان الحل الأمثل هو مواجهته بدلائل ومصادر وكتب أخرى إما تنفي ما فيه كله، أو تؤكد على شيء وتنفي آخر.. أما ما حدث، فهو يعني أن الكتاب يقول الحق الذي لا يريد أحد أن ينتشر ويعرفه البقية."
|