أبدى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية دهشته لصدور بيان صحفي عن المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، نافي بيلاي، يحتوى على الكثير من المغالطات والادعاءات غير الصحيحة بشأن تعامل قوات الأمن المصرية مع المتسللين عبر الحدود المصرية في سيناء، ويفتقر إلى المهنية والحيادية التي تتوقعها مصر ممن يشغل هذا المنصب الدولي المهم.
وأشار المتحدث فى تصريح له الأربعاء إلى أن أي تقييم موضوعي ودقيق لعمليات التسلل والهجرة غير الشرعية عبر الحدود المصرية لا يمكن أن يغفل أن هذه العمليات تعد أعمالا إجرامية وخرقا للقانون والشرعية وتمس بسيادة الدولة.
وأضاف المتحدث انه يجب كذلك أن يأخذ في الاعتبار أن هذه الحدود ذات طبيعة عسكرية خاصة، وأن الدولة عليها أن تتخذ تدابير للتصدي للنشاط المتزايد للعصابات المسلحة التي تباشر الجريمة المنظمة في هذه المنطقة، ويشمل نشاطها الاتجار فى المخدرات والسلاح وتسلل عناصر تهدف إلى ارتكاب أعمال عدائية، فضلا عن تهريب رعايا الدول الأفريقية بمقابل مادي.
وذكر المتحدث أنه تكرر قيام تلك العصابات بإطلاق النيران على قوات الأمن المصرية وهو ما يحتم وفقا للقانون ضرورة استعمال السلاح الناري لأداء الواجب، والدفاع الشرعي عن النفس.
وقد أدى تبادل إطلاق النيران في هذه الحالات، وتخلي العصابات المسلحة عن المتسللين، إلى حدوث وفيات وإصابات في صفوف القوات المصرية والمتسللين على حد سواء، حيث قتل 14 من أفراد حرس الحدود المصريين خلال عام 2009 فقط، بخلاف الجرحى والمصابين.
ولفت المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن قوات الأمن المصرية تلتزم في أداء عملها بقواعد اشتباك صارمة وفقا لالتزامات مصر الدولية، وتحترم مبادئ الضرورة والتناسب، مشيرا إلى أن الضباط المصريين لا يبادرون بإطلاق النيران، بل يتم اللجوء لذلك فقط كحل أخير، إذ يتم إطلاق الأعيرة النارية على الأرجل حال عدم استجابة المتسللين للإجراءات المعروفة والتحذيرات الذي تتم على مراحل متدرجة باستخدام مكبرات الصوت وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.
وتابع في هذا الصدد أن عمليات التسلل تتم في مناطق حدودية وعرة وتحت ستار الليل، وهو ما يصعب من مهمة القوات المصرية.
ونوه المتحدث الرسمي إلى أن مصر لديها حدود متسعة مع عدد من الدول ويدخلها سنويا مئات الآلاف من المهاجرين, خاصة عبر الحدود الجنوبية مع السودان، دون أية مشكلة تذكر، وهو الأمر الذي إن دل فإنما على أن الحدود الشرقية مع إسرائيل ذات طبيعة خاصة لكونها منطقة ذات طبيعة عسكرية.
كما تستضيف مصر أعدادا كبيرة من المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، إيمانا منها بحق اللجوء، وتعمل على ضمان الحقوق الأساسية لكافة اللاجئين على أراضيها على الرغم مما يفرضه ذلك من أعباء على الدولة، الأمر الذي أشادت به العديد من الجهات الدولية المعنية بحقوق اللاجئين. |