تقرير: نادر شكري – خاص الأقباط متحدون
"الصلح خير" شعار يرفعه أهالي قرية الطيبة بمركز سمالوط بالمنيا غداً الأربعاء، عندما يحمل عشرة مسلمين وعشرة أقباط كفنهم لتقديمه لوالد القتيل يشوع جمال ناشد لإنهاء أزمة الإحتقان الطائفي الذي تعيشه القرية منذ الأحداث الطائفية التي ضربتها في أكتوبر الماضي واسفرت عن مقتل الشاب القبطي يشوع جمال ناشد.
تُقام مراسم الصلح بحضور اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا والقيادات الأمنية والتنفذية والشعبية وأعضاء مجلسي الشعب والشورى ورجال الدين المسيحي والإسلامي، حيث يسير 20 قبطي ومسلم أمام أهالي القرية حاملين كفنهم لتقديمه لوالد القتيل على اعتبار أن الشاب قُتل أثناء الأحداث الطائفية دون أن يكون له أي تدخل في هذه الأحداث واعتبار موته مسئولية الجميع.
صرح مجدى ملك رجل الأعمال القبطي وعضو مجلس المحافظة أن إقامة هذا الصلح سوف يعيد الهدوء والسلام للقرية بعد شهور من الإحتقان، مؤكداً أن اتفاق الصلح جاء برضى الطرفين دون أي ضغوط، ولا سيما أن هوية القاتل لم يتم الإستدلال عليها، وهو ما جعل الإتفاق يقوم على مشاركة أقباط ومسلمين في تقديم الكفن لإنهاء الأزمة واستقبال العزاء، مشيراً أن نتائج الصلح سوف تكون مبشرة بخير لأهالي القرية، لا سيما أن الطيبة من أكبر قرى محافظة المنيا وهي قرية تجارية إقتصادية تمتلك أكثر من 16 مصنعاً، وهو ما سوف يحقق الإستقرار لآلية العمل ويسمح بمناخ قوي للإستثمار بعيداً عن الإحتقانات والأجواء المشحونة داخل النفوس.
يُذكر أن قرية الطيبة تابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا ويبلغ تعدادها 35 ألف نسمة يمثل الأقباط منها 85 % والمسلمين 15 %، وقد مرت بأحداث طائفية في أكتوبر الماضي عقب قيام مسلمي القرية بالاعتداء على أقباطها بعد رفض أحد الأقباط مد المسلمين بالأخشاب للاعتداء على مسلمي قرية الزكايبيه، فعادوا بالإنتقام بمهاجمة المنازل وإطلاق الأعيرة النارية العشوائية مما أسفر عن مقتل القبطي يشوع جمال وإصابة أربعة آخرين، وعلى اثر هذا فرضت قوات الأمن حصار مشدد داخل القرية على مدار الشهور الماضية وقامت بعملية اعتقالات عشوائية للطرفين، وكانت هناك مساعي للصلح على مدار الشهور الماضية لإنهاء الإحتقان وتسوية الأمر، وانتهت المساعي بقبول والد القتل للإتفاق باستقبال كفن مقدم من الطرفين غداً الأربعاء. |