CET 00:00:00 - 09/03/2010

المصري افندي

بقلم: مادلين نادر
نحتفل في شهر مارس بأكثر من مناسبة للمرأة، فيوم 8 مارس هو اليوم العالمي للمرأة، أما 16 مارس، فهو يوم المرأة المصرية، هذا اليوم الذي خرجت فيه هدى شعراوى عام 1919 والعديد من السيدات في مظاهرة  ضد الإنجليز حتى يرحلوا عن مصر. فالمرأة المصرية تشارك في قضايا بلدها وإن كان التاريخ الذي يدرس في مدارسنا لا يذكر ذلك، ولكنها حقائق لا يمكن إنكارها أن للمرأة دورًا مهمًا في المجتمع المصري منذ عهد الفراعنة، وحتى وقتنا الحالي، وأكبر دليل على ذلك هو رد فعل السيدات بعد صدور قرار بعدم تعيين السيدات كقاضيات في مجلس الدولة، حيث إنه بمجرد صدور القرار لم تدخر هولاء السيدات جهدًا في المطالبة بحقهن في العمل بمجلس الدولة سواء السيدات في القاهرة أو المحافظات، فقمن بوقفات احتجاجية عديدة في القاهرة – وأسوان – وحلوان – والقليوبية والبحر الأحمر والدقهليه والإسماعيلية.. وكن يرفعن لافتات مكتوبًا عليها: "لا للتمييز ضد المرأة" و"لا نستجدي.. إنما ندافع عن حق مشروع كفله الدستور والقانون"، فلقد شعرت المرأة المصرية أن حقًا من حقوقها في العمل يمكن أن يُنتهك، فبادرت بالدفاع عنه، هذا هو الدور الذي قامت به المرأة المصرية ولا تزال حتى الآن تقوم به.

ولكن الأمر الذي يثير القلق هو أن بعض السيدات في مجتمعنا المصرى في السنوات الأخيرة قد بدأن في ما يمكننا أن نطلق عليه الانغلاق على الذات، فأصبح هناك سيدات يطالبن بالانفصال التام عن الرجل في الحياة العامة، ليصبح لكل منهن طريقها الذي لا يلتقي أبدًا مع طريق الرجل.. فهناك شواطىء للسيدات فقط، ونوادٍ للسيدات فقط، ومقاهٍ، وعربات داخل المترو، كما توجد تجارب جديدة بتاكسيات للسيدات فقط، تقودها السيدات أيضًا.. بل إن هناك «جروب» على «الفيس بوك» يدعو إلى توفير وسائل مواصلات للسيدات وانضم إليه الكثير والكثير من الفتيات والسيدات.

بالتأكيد هناك ظواهر مجتمعية قد تغيرت كثيرًا في السنوات الأخيرة، وقد يكون للتحرش بالفتيات والسيدات دور في انغلاقهن على أنفسهن ولكنه ليس حلاً، بل إنه يزيد المشكلة خطورة، أو أن يكون السفر لدول الخليج والتأثر بعاداتهم وتقاليدهم هو أحد الاسباب الرئيسية في مجتمع ينفصل فيه النساء عن الرجال، ولكن بغض النظر عن الأسباب، فالمشكلة أصبحت أكثر خطورة، حيث أصبح هذا التوجه في التفكير لم يعد مقتصرًا على من هم أقل تعليمًا أو الطبقات الدنيا بل امتد بشكل كبير إلى المتعلمين والمثقفين بكل فئاتهم.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق