بقلم: ماجد سمير
صرخ الفنان الراحل خفيف الظل الفنان عبد الفتاح القصري خلال دور المعلم "حنفي" في فيلم "ابن حميدو" في زوجته معترضًا على رأيها في زواج ابنتهما "حميدة" من ابن حميدو قائلاً: "إنتي عارفة إن كلمتي لم ممكن تنزل الأرض أبدًا".. فردت "أم حميدة" بعصبية شديدة وهي "تشخط فيه ممسكة بملابسه": "حنفي".. فما كان من المعلم إلا أن رد قائلاً بهدوء: "خلاص هاتنزل المرة دي"، وأضاف بعد أن خلص ملابسه من يد "أم حميدة" قائلاً بصوت قوي ولهجة آمرة "إنما اعملي حسابك انها مش هاتنزل المرة اللي جاية أبدًا"..
تذكرت هذا المشهد الخالد وأنا أتابع الاحتفالات بيوم المرأة العالمي في 8 مارس الذي سيعقبه في 16 من نفس الشهر الاحتفال بيوم المرأة المصرية، ثم عيد الأم في 21 مارس الجاري، وتخيلت رأي المعلم حنفي عن تمكين المرأة، وتأكيده بأسلوبه المميز "أم حميدة... يمكنوها.... يبقى عليه العوض ومنه العوض فيك يامعلم حنفي".
المرأة في مجتمعنا لغز كبير، فحواء المصرية لا تكتفي أنها تخطف عقل وقلب الرجل فقط، لكنها تعلب دائمًا لعبة ذكية تجعله يلف حول نفسه، تريد كل شيء في نفس الوقت تريد أن تكون وزيرة ورئيسة وزراء وستظهر إحدى بنات حواء في يوم ما تطالب بكرسي رئاسة الجمهورية، وهو حق مشروع، وفي نفس الوقت تريد أن تحتفظ بالعربة المخصصة للسيدات في المترو.
حواء تلعب بخبث ممتع لعبة شديدة الذكاء.. إذا كان ما سيحقق أهدافها وأحلامها المساواة مع الرجل وتمكينها، ستطالب بمنتهى القوة بحقها في المساواة مع الرجل، أما إذا كانت أحلامها ستتحول إلى حقيقة في حالة أن الرجل هو الأقوى وهي الكائن الضعيف، ستكون أول من يقول: الراجل ..... راجل .... والست ...... ست.
إذا أردنا تمكين المرأة علينا أولاً أن نحرر عقلها، ونجعلها لا تسعى للحصول عربة المترو فقط، ولا تلعب لعبتها الخبيثة في التنقل بين المساواة أو كونها كآئن تابع حسبما تقتضي المصلحة.
الست "أم حميدة" في الفيلم كان موقفها ثابتًا لا يتغير، عندما لا يعجبها رأي المعلم حنفي لا تتردد في إعلان موقفها من الرفض، ورد حنفي دائمًا يكون التراجع عن موفقة الذكوري الرافض لحق الأثنى. |