CET 00:00:00 - 10/03/2010

مساحة رأي

انقضاض المتطرفين على اسس الدول شبه العلمانية هل سيمهد لحرب كونية؟
بقلم: جاك عطالله

ماذا يحدث بتركيا و بماليزيا وبمصر و العراق و لبنان و السودان وغزة وما علاقته بما حدث بايران بعد انقلاب الخمينى؟؟
كلنا يعرف ان الدول الاتية دول محورية بالشرق الاوسط و الادنى و انه يتم او تم فعلا فيها تحولات و افعال تمهد لقيام دول دينية صريحة و تتم هذه التحولات بشكل جبرى موجه ولو تعمقنا بالشكل والافعال يمكننا ان نستنتج بدرجة او اخرى ان هناك اجهزة عابرة للدول و تعمل من خارجها ومن داخلها بواسطة عملاء و جهات دينية وسياسية تتفق و تضع خطة موحدة و تنسق مع بعضها ومع قوى متطرفة داخل هذه الدول لتقويض اى شكل من اشكال العلمانية والدولة المدنية ولو كان ضئيلا ومجرد ورقة توت يستخدمها حكامها المتورطين بسرقة شعوبهم لتفادى الضغوط الدولية و هناك على الاقل خمسة دول اخرى بنفس المنطقة تتجه نفس الاتجاه بسرعات مختلفة وهذه الاجهزة العابرة للقارات تفاهمت وتحالفت فيما بينها وتعدت مرحلة الخلافات التاريخية العميقة بين السنة والشيعة وتنسق و تستخدم نفس الاساليب من تطهير عرقى واضح ومن تصفية مخططة لاى وجود غير مسلم بالمنطقة ومن محاربة صريحة لاى بوادر يشتم منها الاتجاه لليبرالية او التحرر العقلى او الديموقراطى او حتى التشبه بالغرب ولو كان حضاريا وراقيا كما انها تمد ايديها ونفوذها الى داخل الغرب نفسه بشتى السبل والاساليب الملتوية و بطرق تشبه طرق المافيا ان لم يكن اكثر وساكتفى باوضح الامثلة . 

مثلنا الاول تركيا العلمانية سابقا : الصراع الدامى بين الحكومة ذات التوجهات الاسلامية الضيقة الحالية بتركيا و بين الجيش العلمانى الذى يحمى الدستور من قيام دولة تركية متطرفة ابادت اكثر من مليون ونصف المليون مسيحى من اشوريين -كلدان -سريان وارمن فى غفلة من الزمن اثناء التمهيد للحرب العالمية الاولى وتحاول تركيا الحالية التملص من وزر هذه المذبحة حتى امسكها الكونجرس الامريكى اخير من ذنبها  واصدر قرارا من احدى لجانه يعتبر هذه مذبحة ضد الانسانية تمهيدا لتحميل الحكومة التركية المسئولية السياسية والجنائية كما تحملتها الحكومة الصربية فى البوسنة والهرسك ...

الان يحدث احتكاك يومى واستفزازات عديدة بين الجيش التركى والحكومة غير العلمانية التى تقبض على الجنرالات الاتراك بتهم مشكوك فيها تهدف لمواجهه صريحة بين الجيش و الحكومة تهدم بالاخير اى اساس ولو شكلى للعلمانية وفصل الدين عن الدستور والسياسة بتركيا لصالح هذه الجهه العابرة للدول ويرافق هذا حملات اعلامية مركزة وموجهه ضد الاقليات التركية وضد دول الغرب و ضد الديموقراطية والعلمانية واسس التعايش السلمى بين الاتراك

اما المثل الثانى ما يحدث بماليزيا فكلنا يعرف الاستقواء بالارهاب الدينى الذى ترفعه الاغلبية النسبية كشعار مقدس  ضد الاقليات المسيحية والصينية بماليزيا و الانقضاض على اسس العلمانية هناك و حرق كنائس المسيحيين لان مسلمى ماليزيا يريدوا احتكار اسم الله وهى مجرد استخدام خلاف شكلى غبى لفرض وصاية وضغط اقتصادى وحصار ارهابى لمنع قبول التعددية و هدم اسس التعايش السيلمى بماليزيا ويرافق هذا عنف غير مبرر وحصار اقتصادى على العرق الصينى الذى يشكل حوالى الاربعين بالمائة من السكان -- وكل هذا بتخطيط وتحريض من نفس الهيئة العابرة للدول التى تستخدم عملاء متطرفين من داخل ماليزيا تسلحوا وتدربوا بالدول التى يحكمها الارهاب المتطرف ومعها اعلام عدوانى يهدف الى هدم اسس الدولة

اما  المثل الواضح الثالث ما يحدث بمصر فلقد عرفه الجميع بكل انحاء العالم بفضل المظاهرات والانتفاضات الشعبية التلقائية التى قامت بتلقائية وعفوية مدهشة بعد مذابح ليلة عيد الميلاد بنجع حمادى --
مؤامرة هذه الجهاز العابر للدول اوضح بمصر و تاثيره اخطر بكثير لكون مصر بقلب المنطقة الاكثر تعصبا وتطرفا مع تمسكها بورقة توت تسمى الدولة المدنية تقلصت كثيرا بحجمها واصبحت مثل النكلة المخرومة التى كانت سائدة ايام الملك فاروق وجاء منها تعبير مصرى اصيل عندما يقول المصرى انت ها تودينى فى ابو نكلة --

نفس التخطيط و نفس الاساليب المتبعة بماليزيا وتركيا متبعة على نطاق اوسع واشمل بمصر والعراق و تتم بتركيز اكبر للاجهاز على اكبر اقلية غير اسلامية بالمنطقة و التى يتعدى تعدادها الخمسة عشر مليونا غير المتنصرين والمهاجرين بالخارج بحكم انها اكبر عقبة تواجه هذا الجهاز الدولى العابر للدول، لا داعى لتكرار ما يحدث بالسودان من تجهيل و تطريف للمجتمع و حرب طائفية ابادية ضد السود وضد المسيحيين والوثنيين لصالح هذا الجهاز اللعين العابر للدول وايضا ما يحدث بغزة ولا داعى لتكرار ما يحدث بلبنان من الاجهاز على العلمانية وتشييع واسلمة لبنان و احتلاله مناصفة بين السعودية التى يحمل جنسيتها رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريرى والذى جنس عشرات الالاف من الفلسطينيين السنة ورئيس لبنان الحالى سعد الحريرى السعودى الاصل والمنشأ والهوى فى استعمار فاضح للبنان الحرية والاستقلال و الديموقراطية و بين ايران التى يحج لها الشيخ حسن نصرالله زعيم حزب الله و الشيخ ابو بدلة نبيه برى خليفة الشيخ موسى الصدر وكله يصب بمصلحة الجهاز اللعين الذى يخطط و يمول وينفذ على الارض بمعاونة الخونة.
و لن نذهب بعيدا و سنجد نفس الوضع بشكل او اخر بباقى المنطقة ما بين الاردن والمغرب و الجزائر و موريتانيا والصومال  وغزة ...
مما سبق اعتقد ان علينا ان نتشاءم بشدة من مستقبل هذه المنطقة ومن وصول مخططات هذا الجهاز الجهنمى العابر للدول الى شوط بعيد فى تحقيق احلامه بالسيطرة على المنطقة بكاملها .

تخيلوا ان حدث هذا خلال الخمسين سنة القادمة ومع الزيادة الرهيبة بعدد السكان وازدياد الفقر و النمو السالب الحالى و زيادة تحكم الشيوخ ورجال الدين الظلاميين فى مقدرات المنطقة بسماح وترحيب من حكام خونة انتهازيين ومتحالفين مع هذا الجهاز السرى اللعين ومع ازدياد تأثير ظاهرة الاحتباس الحرارى و التأثير على خصوبة الارض وازدياد الكوارث الطبيعية من طغيان مياه البحر و الجفاف والرياح الشديدة و تأكل قدرات الدول على انتاج عقول ليبرالية لتحكم المشايخ فى نوعية التعليم والاعلام و المساجد والمحتوى الدينى بنسبة مائة بالمائة ومع نضوب البترول القريب المصدر الرئيس للاموال و محرك الاقتصاد الوحيد بهذه الدول ومع زيادة العداء السافر للديموقراطية العلمانية وفصل الدين عن الدولة وهى اساس اى تعايش سلمى ناجح باى دولة متعددة الاعراق والاديان.

اعتقد ان الصورة قاتمه تماما و هذا بفعل الجهاز السرى الذى يحرك الفتن والمؤامرات بالشرق الاوسط ويهدف للسيطرة الكاملة على المنطقة و هنا اشير تحديدا لدولة السعودية ودولة ايران ودولة مصر كمصدر رئيس  للتخطيط والتمويل للتنفيذ وعندها لن يكتفى هذا الجهاز بالسيطرة ولكنت سيحرض هذه المجاميع الهائلة من المعدمين اقتصاديا وعقليا وحضاريا على غزو الغرب الغنى و الذى يعيش ببحبوحة ورفاهية مقارنة بحال الشرق التعيس مع انه يعوم على بحر من الثروات الطبيعية و الامكانات الاقتصادية الهائلة -- وقد سارت هذه الخطة خطوات تنفيذية عديدة بدفع عشرات الملايين من هؤلاء المتعصبين المسيطر عليهم من قواعد هذا الجهاز السرى الى كل دول اوروبا وامريكا وكندا واستراليا ليكونوا مخلب القط وقت ان يكشر هذا الجهاز السرى عن انيابه ويعلنها حربا صريحة وقد نوه دعاة كثيرين لهذا المخطط اشهرهم عمرو خالد الذى يقبع بانجلترا ام الحرية وغيره مئات .
ان ليبراليى واحرار الشرق مطالبين  بالوقوف ضد هذا الجهاز السرى المدمر الذى سيقودهم واولادهم لحرب عالمية مدمرة هذه المرة -- حرب العقول والمخترعات الحديثة ضد الاعداد المدينة عنوة بالضلال و المغسول امخاخها بافكار دينية عتيقة ولى زمنها مثل الغزو و السبى ونشر الدين و محاربة الكفار.
الحقيقة ان العالم كله مطالب بهذا وفورا لتفادى حرب هرمجادون هذه التى لن تبقى ولن تذر وخصوصا مع امتلاك الغرب لقدرات متقدمة علميا واقتصاديا وعسكريا وكلها عن بعد وكونه لن يقبل ان تدمر حضارته ويتم اعادته لعصر الغلمان والقيان والجوارى .
الحل موجود مع انه يحتاج وقت وجهد ان يتحد الليبراليين والعلمانيين فى هذه الدول المهددة بالفناء لتحويل بلادهم الى دول حديثة تتخلص من هذا الجهاز الدولى الجهنمى الذى يقود العالم كله للخراب وعندما يجد العلمانيين والليبراليين طريقة للتوحد و التناغم والعمل المشترك ستنفتح سبل كثيرة للمقاومة و سينالوا دعما دوليا من كل الدول التى يهمها استقرار هذه المنطقة المنكوبة بالتطرف والفساد وغسل الامخاخ --
نقول لاخوتنا الاعزاء ان الحلال بين والحرام بين --ولا يوجد ما بين بين او مسك العصا من المنتصف وحرام ان نشاهد فناء اهلنا وناسنا بسبب احلام مستحيلة لبعض المخربين الذين لا يقراوا التاريخ ولا يتعظوا بمافات مع انه الاساس والمحرك للمستقبل .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق