بقلم: إبرام مقار وهنا بالطبع نطمئن شحاتة، وغيره، إذا ظل هذا الوضع المتطرف على ما هو عليه... فاطمئن يا كابتن شحاتة.. فالتجفيف يبدأ من المنبع، من قطاعات الناشئين، وأسوار أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري، بل حتى معظم أندية الدرجة الأولى أصبحت مثلها مثل جامعة الأزهر لا يدخلها غير المسلم، وهنا أحيلك إلى إلكاتب الأستاذ سامي البحيري، ليحكي لك ما حدث مع صديقه المسيحي الموهوب جدًا "ماجد نبيه ميخائيل"، حينما اختاره المدرب الأجنبي للأهلي في ذلك الوقت وذهب للإدارة ليملأ الاستمارة، وسأله الموظف السؤال الذي يُسأل لكل قبطي "اسمك إيه يا إبني".. فقال له "ماجد"، قال له.. "ماجد إيه" قال له "نبيه"، قال له "نبيه إيه".. فقال له "نبيه ميخائيل"، وهنا توقف إداري الفريق عن الكتابة فورًا وقال: "إحنا مش هنقدر ناخدك السنة دي تعال السنة الجاية إنشاء الله".. وحسب ما ذكره البحيري، فإن ماجد ظل يبكي وسار على قدميه من مقر النادي الأهلي إلى شبرا، حيث يسكن، وبالطبع كان سبب الرفض هو "ميخائيل".. اطمئن يا كابتن شحاتة، فالأندية أصبحت مثلها مثل باقي الوظائف العليا التي لم ولن يدخلها الأقباط بسبب ديانتهم.. اطمئن يا كابتن شحاتة، فمصر ليست دولة متسامحة مثل غانا، تلك الدولة التي يقدر عدد أقليتها المسلمة إلى أغلبيتها المسيحية تمامًا مثل عدد الأقلية المسيحية إلى الأغلبية المسلمة في مصر، ولكن شتان الفارق، فمنتخب غانا به ستة لاعبين مسلمين، وهناك المئات بالأندية، ولا أعتقد أن مجموع اللاعبين المسيحيين في تاريخ مصر الكروي مجتمعين وصلوا إلى ستة لاعبين.. اطمئن فالمناخ الرياضي عامة بكل عناصره الفنية والإدارية أصبح شديد التزمت واللباس الديني، والشورت الشرعي ملأ الملاعب وأصبحت التصريحات الدينية التي تخرج من اللاعبين أكثر من التصريحات الفنية للدرجة التي أصبحنا نعتقد أن جهاز الرياضة سيتبع وزارة الأوقاف قريبًا، وياليته تدين مقرون بالفضيلة، فنفس اليد التي يسجد بها اللاعب هي نفس اليد التي يوقع بها اللاعب على أكثر من عقد لأكثر من نادي، ونفس الفم الذي قبل به لاعب مصري الأرض شكرًا لله، هو نفس الفم الذي قبل به اللاعب صديقته الدنماركية في المطار بعد الفوز بالبطولة.. اطمئن يا كابتن شحاتة.. فليس هناك أمل، فإذا كانوا يقتلونهم في الكشح والعياط والعديسات ونجع حمادي وسمالوط وديروط، فهل سيجعلونهم يلعبون بالأهلي والزمالك والإسماعيلي والاتحاد... اطمئن يا كابتن شحاتة، فلا أحد يشعر بالأسف لهذا المشهد بل بالعكس يبررون هذا الظلم.. فالأستاذ كمال عامر في مجلة "روز اليوسف" الأحد الماضي يبرر عدم وجود أقباط في الأندية لأن "كرة القدم لا تستهويهم".. بالرغم من أنه في نفس المقالة، يقول إن كأس قداسة البابا شنودة يتنافس عليه أكثر من 700 فريق كلهم من الأقباط... ثم يقول عامر إن في الأندية التي يشارك في ملكيتها أقباط خمسة لاعبين فقط، والغريب أن الأستاذ عامر لا يتعجب من أن ثلاثة أندية بها خمسة لاعبين مسيحيين، وهناك ستة عشر فريقا في الدوري المصري ليس بها لاعب أو مدير فني أو إداري مسيحي واحد.. اطمئن يا كابتن شحاتة، فالكرة أثبتت أن بعض عناصر اللعبة يفضلون المسيحي الغاني والأنجولي والنيجيري أن يلعب بجواره، لكن "كله إلا المسيحي المصري". يا كابتن شحاتة.. عدم وجود قبطي بالأندية المصرية ليس "شيء بتاع ربنا" كما قلت في حديثك "فالظلم" ليس من عمل ربنا على إلاطلاق، وأنت تعلم جيدًا السبب الحقيقي، واسأل زملاءك مدربي الناشئين ومدارس الكرة في كل مصر، واسأل الشيخ المعتدل رضا طعيمة، والذي يعلم ما يحدث للمواهب القبطية بالأندية، ولهذا قال فضيلته "إن القبطي الموهوب الذي يرفضه أي نادي في مصر بسبب دينه عليه أن يذهب إلى القضاء ضد هذا النادي".. اطمئن يا كابتن شحاتة، فلم أجد ولن تجد وطنًا تتعاون فيه كل مجالات الحياة من سلطة تنفيذية وتشريعية إلى تعليم وإعلام وثقافة حتى الفن والرياضة، الجميع يتعاون للقضاء على وحدتها الوطنية وقطع كل مصادر الحياة عن أقليتها المسالمة إلا في بلادنا الحبيبة مصر. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |