CET 00:00:00 - 11/03/2010

مساحة رأي

بقلم: عزت عزيز
ذهبت لطبيب مشهور جدًا في تخصصه في بلدته وسألته: "كيف تحتاط من تلفيق تهمة لكَ على نفس شاكلة أحداث فرشوط وديروط ومنفلوط وملوي وإسنا وغيرهم؟، فرد عليَّ قائلاً: "بصفتي طبيبًا وأتعامل مع جميع الأطياف من المرضى، وبعد الأحداث الأخيرة، اضطررتُ لأن تكون معي بغرفة الكشف سيدة استعنتُ بها لتتواجد فقط عندما تكون الحالة لإحدي السيدات".. وذلك بالطبع لأنه يخاف أن تُلفق له تهمة مثلما حدث في المدن المشار إليها، وأضاف أن تخصصه قد يتطلب أن تكشف المريضة عن أجزاء من جسدها، وهذا يسبب له خوفًا من النساء المتزمتات دينيًا.. فقلت له إن المتزمتات لن يحضرن لطبيب مسيحي مثلك؟.. فرد نعم، هذا صحيح، ولكن أغلبية مريضاتي من غير المسيحيات، وذلك نظرًا لشهرته وأمانته في العمل، ولكن من يدبر المكايد قد يبحث عن هؤلاء المشهورين أيضًا.. فسألته وما الحل؟ فرد: "أنا قلق من هذا الوضع لأن المناخ الذي نعيش فيه لا يطمئن، والجهل الذي يتحكم في العقول والقلوب زاد من حزني وخوفي!!"..

فاضفت سؤالاً آخر: "كيف تتصرف لو تعرضت لمثل هذا الموقف؟"، قال أنا أطلب من الله أن لا أقع في هذه التجربة، ولكن لو تعرضت لمثلها، لن أرضخ لأي شيء مهما كان أسلوب الابتزاز، وأثق أن قوة الله ستسندني لأن علاقتي بالله أقوى من كل شيء...

وذهبت أيضًا إلى السيد/ "ع. ص. ر" وهو صاحب أستوديو للتصوير بنفس البلدة، وسألته: "ماذا لو تعرضت لموقف أو مكيدة لإلصاق تهمة من هذه التهم، مثلما حدث بالبلدان السابق ذكرها، خاصة وأنكَ تتعامل مع نساء وفتيات كثيرات؟".. فضحك وقال لي إنني قرأتُ ما كان يجول بخاطره، فقال لي: "كنت أود أن أفصح لكَ بشأن هذا الأمر، حتى تكتب عنه ليتعلم غيري من تجارب الآخرين".. فقلت له ماذا تعني؟، فأجاب: "أنا مهنتي التصوير الفوتوغرافي، وأعمل بها منذ سنوات، ولديَّ استوديو وغرفة تصوير خاصة بداخل الأستوديو، وتحضر السيدات والفتيات للتصوير، وكنت أغلق الغرفة حتى لا يري من بالصالة من أقم بتصويرهن، وذلك بناء على رغبتهن، ولكن الوضع تغير الآن!!.. فسألته كيف؟ فأجاب: "التصوير يتم الآن وكل الأبواب مفتوحة، بل إنني أرفض تصوير أي فتاة لا ترتدي ملابس محتشمة، وهذا ليس تزمتًا دينيًا من طرفي، أو أنني أفرض وصايتي على أحد، ولكن حتى لا أعطي أي شخص زريعة ليتهمني بأي شئ!!"..

وسألته أيضًا: "هل حدث معكَ أن رفضتَ تصوير إحدي السيدات لأن فستانها كان غير لائق؟"، فأجاب نعم.. وقلت لها إن هذا الفستان سيسبب لي مشاكل بالأستوديو، فقلت له ولماذا كل هذا؟، فقال لي: "أنا رجل متزوج ولديَّ أولاد وبنات، وأخاف من تلفيق التهم في الوقت الذي يصدق الناس فيه كل شيء دون تفكير أو أدنى عقل!!!؟"..

ولأكمل موضوعي هذا، تركت صاحب الأستوديو، وذهبت لأحد التجار الذي يقوم ببيع الأقمشة ويدعي "د. م. ع"، وسألته ما هو رد فعلك، لو تعرضت لمثل ما تعرض له من هم في فرشوط وديروط وملوي ومنفلوط وإسنا وغيرهم؟ فأجابني بانزعاج وتوتر قائلاً: "ربنا نجاني من هذه التجربة"... فطلبتُ منه توضيحًا، فرد عليَّ قائلاً: "أنا متابع جيد لموقع "الأقباط متحدون"، وكنت قد قرأت موضوعكم عن الفتاة المنقبة التي ضُبِطَت بمنفلوط بعد محاولتها لاستدراج أحد التجار المسيحيين للسقوط معها في ممارسة الرذيلة.. ومنذ يومين حضرت إحدى السيدات، وطلبت مني أن اذهب معها للمنزل لأخذ قياس الحوائط لشراء قماش ستائر مني، فقلت لها إن الصبي الذي يعمل معي موجود الآن بالبلدة التي تنتمي إليها هذه السيدة، فقالت لي لا... قد لا يعرف الصبي القيام بهذه المهمة.. فشككت في الأمر وقلت لها أنا لا أذهب للبيوت أنا هنا في محلي ولا أتحرك منه.. فتركت هي المحل وذهبت بعيدًا وعندها تذكرت ما كتبتموه بموقع "الأقباط متحدون"..!!!؟"..

وتركته وذهبت لطبيب آخر متخصص في أمراض النساء، وسألته نفس الأسئلة السابقة فأجاب: "الآن لا يمكن أن اقوم بالكشف على سيدة بمفردها، وأطلب منها أن يكون معها زوجها، وإذا كان زوجها غائبًا، أطلب إحدى السيدات التي يعملن معي لتدخل غرفة الكشف حتى لا تحدث أي مشاكل أو تلفيقات مثل ما حدث في الأيام الماضية".. فسألته وما الحل لمنع وقوع مثل هذه الأحداث؟.. فقال أنا في حيرة شديدة لأن عملنا كله أمانة وشرف، ولكن الجهل يسيطر على عقول البعض، فيتخيل ما لا يحدث، ويترتب على ذلك خرابًا للبيوت، وبالأخص في ظل انتفاء العدل وطغيان الظلم...

فتركته وأنا حزين مثله وكلي تساؤلات عن فحوى هذه المؤامرات التي تدبر لأناس أبرياء اختاروا مهنًا شريفة سعيًا وراء تدبير متطلبات الحياة لهم ولعائلاتهم، هذا في الوقت الذي تدبر لهم مكائد ليس لشئ سوى لأنهم يختلفون عنهم في المعتقد، ولأنهم ناجحون في أعمالهم.. فهل سيستمر هذا الوضع من توتر وقلق ورعب وخوف أم أن هناك عقولاً متيقظة لحماية الوطن من المتخلفين وأعداء السلام؟.. هل بعد هذه الأحكام القضائية المتتالية سيتحقق السلام والعدل والحق والوئام، أم أن مرارة الظلم ستنفجر قريبًا بعد أن اصبح القتل مباحًا والبرائة على أعتاب من يقتل مسيحيًا؟ ألم وحزن وخوف ورعب وترقب للمجهول وما يخبئه من مفاجآت... الألم على وجوه كل من تقابلت معهم من أصحاب المهن هؤلاء، لأنهم يعلمون أنه لا يوجد من ينزع عنهم الاعتداء لو تعرضوا إلى خطر ما، والأحداث السابقة لخير دليل.. فهل هناك من يقدر أن ينزع كل هذه المخاوف عن أبناء وطن أخلصوا له وتفانوا في خدمته وكان ذنبهم الوحيد هو أنهم ينتمون لما يسمونه الأقلية الدينية وليس الأغلبية؟ ..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق