الراسل: إدوارد
حسبما هو معلن على لسان الدكتور محمد البرادعي، أنه حتى الآن لم يرشح نفسه بعد للرئاسة، بل ووضع شروطًا لخوض العملية الانتخابية أمام الرئيس أو أمام نجله، حتى لا يكون كومبارسًا أو ديكورًا.
إن ماعرضه الدكتور البرادعي من طلبات يريد أن تتحقق أولاً قبل عملية انتخابات الرئاسة القادمة يبدو مستحيلاً تنفيذه، لأن من يملك إرادة التغيير هو الحزب الوطني ومؤسساته.
ولكن البرادعي يُعَوِّل على الحراك الذي يمكن أن يحدث من قِبل الشارع المصري، وهذا الحراك لابد له من قيادة واعية متماسكة أمام الجانب المضاد من منتفعي السلطة وحرسها القديم والجديد، وهم كثر، ولن يتركوا له الساحة وقد تمرسوا على الأساليب الملتوية، ولديهم القدرة على إلباس الحق ثوب الباطل، وسيحاربون بكل ما لديهم من أسلحة، بداية بالطعن في شخص البرادعي من جميع الجوانب، حتى الشخصي منها، إلى الطعن في مصداقية المحيطين به، وتلفيق التهم السابقة التجهيز، والتي يزخر بها "جراب" وزارة الداخلية أو الإعلام الحكومي التابع للنظام.
وسواء رشح نفسه أو لم يرشح، فنحن نؤيد ما طالب به لتصحيح الأوضاع المتردية التي وصلنا إليها طوال العقود الثلاثة الماضية.
ونحن نراه حتى الآن أنه الشخص الذي يمهد لمن يصلح للرئاسة طريقا يمكن أن يسلكه.
أما عن تأثير المؤسسات الدينية، فهو لن يُحدِث أثره إلا في الطبقات الدنيا من المجتمع المصري، ولو أن هذه الطبقات أصبح لديها وعي كبير بسبب ما أحدثته ضغوط الحياة في تأثيرها على معيشتهم اليومية، بحيث أصبح قطاع كبير منهم لا يستطيع الحصول على قوت يومه، ولا تستطيع هذه الطوائف أن تكون بديلاً عن الحكومة في التخفيف عنهم، وأضحت الشعارات التي يحاولون وضعها على ألسنتهم كالدواء منتهي الصلاحية.
أما من ناحية التوجه الفكري والسياسي لشخص البرادعي، فمن وجهة نظري أن احتكاكاته الدولية أفضل بكثير من خصومه.
على موضوع: البرادعي وموقف يبدو حياديًا من الأزهر والكنيسة |