CET 00:00:00 - 11/03/2010

من الاخر

بقلم: أماني موسى
بينما كنت أقوم بجولات لولبية في الشوارع المصرية لأنجز بعض المهام، قادني قدري كمواطنة مصرية عادية لأركب وسائل التعذيبات والبهدلات (المواصلات سابقًا)، وعند ركوبي للميكروباص كنت أقوم بعدة أعمال بهلوانية لأستطيع الوصول بالميعاد، فكنت أمشي بطريقة حلزونية لتفادي السيارات ولألحق بالأستاذ ميكروباص، ومحتمل جدًا أنك تجري عشان تقدر تلحقه قبل ما يهرب منك بعد طول انتظار وتحس إن حلم العمر راح سبقك عالكوبري ومفيش أمل من مناله.

وبعد ما تتم عملية الصعود بنجاح تدخل في مرحلة جديدة، ألا وهي مرحلة الزنقة بارتياح، حيث تتلاحم قوى الشعب ويكونون قوة واحدة بسم الله ما شاء الله، وعشان كدة دايمًا بيجيلي شعور وأنا في الميكروباص أو المترو –مش غثيان ولا قيء لا سمح الله- لكن إحساس بأننا بتجمعنا العددي المهول دة نقدر نحارب جيوش العدو، ومتسألنيش مين العدو لأنه ممكن جدًا يكون عربيات الرجالة اللي جنبنا في المترو، وبيجيلي إحساس تاني بين محطة سعد زغلول وغمرة بأن الحمد لله المواطن المتعثر بكل أموره الحياتية والغير قادر على تغيير أي شيء لسة بخيره ولازال قادر على تفريخ العيال!!!

وبعد الخروج من علب التونة اللي كنت محشورة فيها وشعرت بشوية أوكسوجين من اللي سمعت عنه في مادة العلوم زمان، لقيت صوت استغاثة خارج من أنفي بيقول: ألحقيني مفيش أوكسجين، وخاصة أنها مجربة الأوكسجين النقي ببعض المناطق الجديدة (الآدمية)، حاولت تجاهل استغاثتها ولكنها تعالت في النداء، ولكن أنا بصراحة كنت محتارة، أحط منديل كواقي من عوادم السيارات المميتة الخانقة وللا أشيله وأحاول استلقاط بعض الأوكسجين من الجو؟    
بالنهاية الحمد لله بتوصل مشوارك في الميعاد التمام رغم إن حالتك بتبقى مش تمام من شعر منكوش لحذاء ملطخ بالأتربة لهدوم ........ (أنتوا عارفين ومجربين) نتيجة رحلة الكفاح اليومي اللي عملتها.
بشعر كل ما أركب وسائل المواصلات العامة بأنها وسائل تعذيب من جري وزنقة واستنشاق روايح كريعة أخت كريهة، ومن هنا جاتلي فكرة بأن وسائل المواصلات تستخدم في الأيام الجاية كوسائل تعذيب وتهديد، وعلى سبيل المثال المدرس اللي يغلب في طالب غبي يقله هتجاوب وللا أركبك المترو؟ والظابط اللي يغلب في مسجل خطر يهدده هتعترف بالجريمة وللا أخدك على أقرب أتوبيس؟!!

والحقيقة إنني أتقدم بكل الشكر للمسئولين الغير مسئولين وللمواطن الموحول بالطين والشارع المصري العظيم لأنهم الملهمين الحقيقيين ليا، ولكني لازالت أتمنى أن يتوقف إلهامي منهم وأن يصبح الشارع المصر آدمي غير مهين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق