"عبده على ما تفرج" اسم كل الجيزة تقريباً عارفاه عنده يجي 44 سنة، ساب بلدهم وجاه مع أبوه وأمه من زمان، ولو سألت أي حد عن بلدهم هتسمع تقريباً أسماء كل مدن ومحافظات مصر، واللي مصعب الموضوع أن لهجة "على ما تفرج" وأبوه وأمه من قبله كانت زي لهجة شعب الجيزة بالظبط لما يجي يشتري سجاير فرط يروح لكشك "باتعة" ويقول أنا عايز "سوجارة" ويضيف حرف الواو للكلمة، وإضافة وتبديل حروف لأصل الكلمة سمة أساسية للجيزاوية فمثلاً يوم خطوبة "على ما تفرج" لزينات سكسكة" أشترى لها "سنسله" عليها ما شاء الله شبكة وكان نفسه يعمل حفلة "شندوتشات" على "بسيم" الفندق الكبير قصده شيراتون.
وزينات "سكسة" ناس كتير بتقول إنها حفيدة "جليلة سكسكة" اللي ضربت المأمور الإنجليزي بالشبشب وستات الجيزة بيفخروا بحكاية جليلة دي لكن الرجالة لأ، لأن برضوه عيب إن رجالة بشنبات تفخر بحاجة عملتها واحدة ست.
وأبويا قالي إن حكاية أصلهم منين دي شغلت بال ناس كتير قوي الأول كانوا فاكرينهم صعايدة وبعدين قالوا لا دول من بحري وفلاحين كمان لأن مهنتهم في بيع الخضار بتأكد كدا، وفي ناس تانية بتقول دول من القناة وجم الجيزة أيام العدوان الثلاثي لكن عم "بركة صاحب فرن"البركات" قال مش هتفرق هما منين دة حالهم حال كل الناس، بياكلوا ويشربوا ويتعلموا ويشتغلوا ويعيشوا وبيموتوا "على ما تفرج".
"على ما تفرج" درس في مدرسة الزراعة كان نفسه يبقى باشمهندس قد الدنيا وبعد ماخلص لقى نفسه محلك سر فقرر انو يقف مع أبوه على فرشة الخضار طبعاً "على ما تفرج"، والأيام والسنين عدت ومات أبوه وورث هو فرشة الخضار وأتجوز وخلف ولسة مستني الفرج.
ومن حوالي أسبوع قاعد بيفطر خبط الباب قام من على الأكل وفتح لقا بتاع النور دفع النور ورجع يكمل أكل الباب خبط الباب تاني جة بتاع الميه دفع ورجع يكمل أكل،ولأن بيت "على ما تفرج" كان من البيوت القليلة المحظوظة اللي فيها غاز، جاله كمان بتاع الغاز عايز حساب أربع شهور، "على ما تفرج "راح قالع الجلابية ومديهاولو، وصرخ فيه وقالوا أنا محيلتيش غيرها ومراتي والعيال وأمي خش خدهم إديهم للحكومة، وراح ماشي ومن يومها مارجعش، وكلنا في الجيزة قاعدين مستنين "على ما تفرج".
ماجد سمير |