CET 00:00:00 - 12/03/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
ملاك سعد عزيز -23 عامًا- مواطن مصري مقيم بقرية "تتا" بمحافظة المنوفية، قُتَل يوم الثلاثاء 9 فبراير 2010- بعيار ناري على يد حارس أمن المضيفة التي اعتقدت الشرطة بتحويلها لكنيسة.. ولم يُعرف بعد مصير قاتله، وأثناء تشييع جثمانه من كنيسة مار جرجس بمنوف، ردد الأهالي هتافات غاضبة: "الشرطة ضد الشعب".. ولفوا جثمان القتيل بعلم مصر مكتوبًا عليه "شهيد الحكومة"، وأصيب والد ملاك بإعياء، ورفض تلقي العزاء في ابنه.. وبعد مرور ما يقرب من شهر على هذا الحادث، كان لزامًا علينا أن نعرض رواية الأب الحزين كما رواها لنا... ونترك التعليق لمن يهمه الأمر..
- اسمي/ سعد عزيز عازر، 58 عامًا، أعمل نجارًا، وأقيم بقرية "تتا" – منوف – المنوفية.. حكايتي أن ابني وذراعي الأيمن في العمل قتل على يد أحد رجال الشرطة بدون أي ذنب ارتكبه.جثمان الشهيد ملاك سعد عزيز

- وتبدأ المأساة بانتشار شائعة في قريتنا بأننا – أي المسيحيين - على وشك أن نوسع مساحة المضيفة التي نستخدمها مرة واحدة شهريًا أو في المناسبات والعبادة منذ17 عامًا ( مساحة المضيفة 5× 6متر).
- بالطبع ولأن لرجال الشرطة عيونًا في كل مكان، فقد تنامى لعلمهم الأمر، فكان رد فعلهم تجاه ذلك عنيفًا جدًا، وذلك حتى قبل أن يتحققوا من صدق الإشاعة، ففوجئنا بحراسة مشددة قوامُها (4 رجال شرطة)، تواجدت أمام المضيفة بحجة حراسة المضيفة.. في البداية تمكنا من دخول المضيفة لاستخدامها في مدارس الأحد حتى قاموا بإغلاقها تمامًا ومنع المسيحيين من استخدامها..
- لم نحاول أن نعترض أو نحتج على مثل هذا الأمر، وأنا من بين الذين قاموا بواجب الضيافة للحراسة الموجودة، ففي يوم عيد الميلاد 7 يناير 2010، طلبت من زوجتي أن تقوم بإعداد إفطار وقمت بتقديمه للحراسة.. هذا بخلاف اعتيادي على إلقاء التحية عليهم في كل مرة أمر فيها من أمامهم..

- ويضيف الأب الملكوم:

- الآن فهمت أن ما نعتبره نحن محبة يعتبره الآخرون ضعفًا.. فالمحبة التي قدمناها لم تمنع هذه الحراسة من افتعال المشاكل معنا، وخاصة أحد أفراد الحراسة (أمين البغدادي – شرطي سري)، فتارة يقوم بعمل حفرة بعرض الطريق بهدف منع مرور "الدراجات البخارية" من الشارع الموجود به (الشارع عرضه 2 متر – ترابي)، وكأنه يختلق إشكالية مع كل من يمر بهذه الشارع، لكن أحدًا لم ينزلق إلى أن يتشاجر معه.. وتارة يقف في عرض الشارع ليسب كل من فيه، ويتوعد كل من يعلوا صوته بألفاظ يعف اللسان عن ذكرها.
- وحتى الآن باءت كل محاولات "أمين" في أن يثير المشاكل بالفشل، لكنه على العكس تمامًا، فقد قابل ذلك تعاملاً جيدًا ومحبة لا يفهمها من هم على شاكلته.. ولكن ذلك أيضًا لم يمنعه من قيامه بقتل ابني ملاك.

- يوم 10/2/2010:
- في هذا اليوم، أراد ابني ملاك أن يظل بالمنزل ولم يرغب في الذهاب معي إلى العمل في مدينة السادات، فقد أراد استذكار دروسه لأن امتحاناته في كلية التجارة، الجامعة المفتوحة، كانت قد أوشكت..
- وبعد أن قضى يومه في المذاكرة، قرر الخروج للترويح عن نفسه قليلاً، فارتدى ملابسه، وأعد دراجته البخارية، وفي طريقه للخروج، التقى بأبناء عمه الذين يملكون محل "ترزي" يقع بجوار المضيفة المغلقة وقف قليلاً ليتسامر معهم..
- وبحكم إغلاق المضيفة، وقرب محل "الترزي" منها، فإن رجال الحراسة يقومون باستخدام "دورة مياه" المحل، وكذلك يستخدمون تليفون المحل ليتلقوا التعليمات من رؤسائهم..
- وقبل أن يسترسل "أبو ملاك" في حديثه، أراد أن يُفصح لنا قليلاً عن شخصية ابنه "ملاك" فقال:
- ملاك هو الابن الأوسط بين أولادى الستة – بشوش الوجه، الابتسامة لا تفارقه أبدًا – خدوم لدرجة قيام العديد من الخلافات بيننا لقيامه بخدمات لا يجب أن يقوم بها – وبالرغم من صغر سنه، 23 عامًا، إلا أنه كان رجلاً بمعنى الكلمة.. وكل البلدة كانت تحبه، فهو دائم المزاح مع الكبير والصغير.. وكان كان مصدر البهجة في منزلنا.

- ويكمل الأب حديثه:
- بينما كان ملاك موجودًا، جاء "أمين" إلى المحل  وطلب استخدام "دورة المياه"، وفي أثناء ذلك، هم ملاك بالرحيل، فطلب منه "أمين" هو وأحد رجال الشرطة أن ينتظر لأنه يريد أن يأخذ من ملاك سيجارة بعد خروجه من "دورة المياه"، فأعطاه ملاك السيجارة قبل دخوله "دورة المياه"، ولكن أمين أصر على أن ينتظره ملاك حتى يخرج، وقد كان.. لم يطل انتظار ملاك، فبعد دقيقة واحدة خرج أمين من "الدورة" ثم قال له بالحرف الواحد: "يا ملاك إحنا جايين معمرين ومستنيين على الندهة".. يقصد أنهم بانتظار كلمة حتى يقوموا بفعلتهم النكراء.. وفعلاً أخرج أمين سلاحه الميري وأطلق رصاصة لتمر من ذراع ملاك الأيسر، وتخرج من جنبه الأيمن، وفي الحال سقط ابني وسندي جثة هامدة على الأرض.. (هذه الأقوال خاصة بالشهود ومثبته بمحضر النيابة)..
بعد ذلك حمله أبناء عمه إلى المستشفى العام آملين في إنقاذه، لكن الضربة كانت دقيقة، فقد اخترقت رئتيه وقلبه، وفارق الحياة بعد وقت قصير.

- وهنا يتساءل الأب قائلاً:
- الآن.. لماذا تصر الشرطة على وصف الأمر بأنه قتل خطأ.. أمين لم تخرج منه الرصاصة بشكل خاطئ.. لقد تعمدها.. فإطلاق الرصاصة كما تعلمون يحتاج إلى ثلاث خطوات 1- سحب الأجزاء لوضع أول رصاصة 2- إلغاء تأمين المسدس حتى يمكن الإطلاق 3- الضغط على الزناد!!..
- واستطرد الأب قائلاً:
- في أقوال أمين في نفس المحضر، أكد أن هناك رصاصة انطلقت من مسدسه، وأخرى حشرت داخل الماسورة، أى أنه كان في نيته إطلاق طلقة ثانيه، فأين عدم العمد في ذلك.. وأين الخطأ في ذلك؟.. أرجوكم أعطوني تفسيرًا لما حدث– أعطوني تفسيرًا لتجاهل الإعلام، وتفسيرًا للبيان الموحد الذي أجبرت الداخلية الصحف على نشره "قتل خطأ إثر انطلاق رصاصة أثناء تنظيف مسدسه، وتصادف مرور الشاب في نفس التوقيت".. مع العلم ان أمين نفسه لم يذكر أنه كان ينظف سلاحه.

- ويختتم الأب روايته متسائلاً:
- كل ما أريده أن أعرف من وراء قتل ابني ولماذا؟.. ما ذنب شاب في مقتبل العمر حتى يقتل؟ ماذا فعل؟ هل كل ذنبه أنه مختلف؟..
- إن ابني هذا هو مواطن مصري مثل مروة الشربيني التي قتلت غدرًا في ألمانيا، ومثل الشاب الذي قتل في ايطاليا، وفي هاتين الحالتين، قامت الدنيا ولم تقعد، واهتمت كل الأجهزة السياسية والأمنية والإعلام، بأخذ حق أبناء مصر.. لماذا لا تهتم هذه الأجهزه بحق مواطن مصري آخر قتل في مصر.. هل لأنه مسيحي... أريد الرد...

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٧ صوت عدد التعليقات: ٢٣ تعليق