CET 10:51:01 - 12/03/2010

مساحة رأي

بقلم/ مدحت قلادة
خسرت مصر باقباطها ومسلميها عالم جليل فاضل رحل عن عالمنا يوم الأربعاء... إنه فضيلة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، كانت علاقته بقداسة البابا شنوده محل إعجاب من الكتّاب والسياسيين.
حاول فضيلة شيخ الأزهر جاهداً محاربة التدين الشكلي والمظهري فأصبح هدفاً لكل المتأسلمين في المنطقة كان حديثه طيب ولكن آذان العامة صُمَّت أمام دعوته للحب والإخاء، حاول بكل الطرق إعطاء صورة عن مدى علاقته بالآخر من خلال علاقة الحب بينه وبين قداسة البابا شنوده بدون كلمات ولكن لم يفهم العامة علاقة الحب بين البابا وفضيلته التي فقدت مغزاها بعد الغزو الوهابي لمصر.
عندما نشرت رسالتي لفضيلة الأزهر والمفتي كعتاب لفضيلتهما عنوانها لماذا ؟ لان الشعب يحتاج لكلمات صريحة قوية تجرم التعدى على الاخر "، لا للقتل، لا للحرق، لا للنهب، لا للمخالفين...
لقد رحل فضيلته عن أرض الأتعاب ووقف أمام رب واحد أحد، الكل منا سيقدم حساب عن أفعاله وهناك لا يستطيع أحد اغتصاب حقوق الله فيكفر ويستحل الآخر مثلما يحدث على الارض .
فضيلة شيخ الأزهر رحل عنا برحيلة عن عامنا الفانى انتهت صورة الواحدة الوطنية  الشعارات الرنانة التي رفعها السياسيين والإعلاميين والكتّاب للحديث عن الوحدة الوطنية عند كل اعتداء على الأقباط، فلن يستطيعوا بعد اليوم رفع صورة الشيخ والبابا والعناق المتبادل، انتهت هذه الصورة الجميلة بعد أن فقدت معناها...
ترى ماذا سيقدم الأزهر لمصر ولشركاء الوطن؟!! حب.. ود.. إسلام متسامح.. أم برحيل فضيلة الشيخ طنطاوي ستتمكن الوهابية من الأزهر؟
أخيراً مصر تحتاج لكلمات جادة قوية مع الصورة الصادقة لتعود علاقة الحب بين ملاك الوطن وليس شركاءه لأنه كما ذكر الأستاذ نبيل عبد الفتاح في إحدى مقالاته: (إن علاقة الشراكة تنتهي... أما علاقة الملك لا تنتهي).
رحم الله فضيلة شيخ الأزهر ...
مع عزائي لكل المصريين مسلمين وأقباط في رحيل عالم فاضل جليل حاول تقديم صورة جميلة لأبناء الوطن مع غالبية صُمًّت آذانهم، وأغُلِقت عيونهم، وتبلدت أحاسيسهم لفهم تلك الصورة.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق