CET 00:00:00 - 14/03/2010

المصري افندي

بقلم: جرجس وهيب
المتجول بالشارع المصري في مختلف المحافظات والمدن والقرى يتساءل لمصلحة من ما يحدث؟.. فهل هذه الفوضى التي وصلت إلى كافة الأماكن مقصودة، أم أن ذلك نتيجة طبيعة للسنوات الطويلة من إهمال الدولة لكافة القطاعات بها وانتشار الرشوة والمحسوبية بشكل كبير في كافة القطاعات والمستويات، وكان آخرها متجارة عدد من أعضاء مجلس الشعب، الذي من المفترض أنهم يراقبون الحكومة، في قرارات العلاج التي تمنح للمرضى الفقراء، بالإضافة إلى سوء اختيار عدد كبير من كبار المسئولين.
فبدأنا نجني ثمار ذلك في كافة مجالات الحياة فالتعليم انهار بفضل السياسات المتضاربة لوزراء التعليم، والبطالة انتشرت بشكل كبير بين كافة قطاعات المجتمع، حتى التخصصات الدقيقة مثل الأطباء والمهندسين، وخاصة بعد توقف الدولة عن تعيين الخريجين، وترك القطاع الخاص يتلاعب بالخريجين، ويفرض عليهم شروطًا تعجيزية، فكان من نتائج كل ما سبق انتشار الفوضى العارمة بالشارع المصري، ويلمس بجلاء المتجول بالشارع، وخاصة الأجانب أو من غاب عن البلاد عدة سنوات، حجم الفوضى العارمة التي أصابت الشارع المصري، وخاصة في السنوات الأخيرة، فهناك فوضى مرورية غير مسبوقة سواء داخل الأماكن والشوارع المزدحمة في المدن الكبرى أو في الشوراع الضيقة في أصغر القرى.

وانتشار المواقف العشوائية واستخدام السيارات لمنبهات الصوت بمبرر وبدون مبرر، ورفع أصوات الكاسيت بشكل مفزع، والسير بطريقة همجية.. كما أن سلوكيات الناس في التعامل مع بعضهم أصبحت غاية في السوء، وارتفاع أصوات الناس أثناء التحدث بشكل مستفز، وشرب المخدرات في الأفراح والشوراع العامة علنًا خلال ساعات النهار، وباطمئنان كبير، وإغلاق الشوارع بمواكب الأفراح من السيارات والموتوسيكلات حتى وسط الأماكن المزدحمة والشوارع الرئيسية دون أن يكون لذلك رد فعل من جانب رجال المرور بحجة "خلى الناس تفرح"!!.. منتهى الفساد والعشوائية!! 
كما يرجع البعض هذه التصرفات إلى ضعف القانون، وقلة هيبة الدولة، والتي لا تظهر بقوة إلا في الاجتماعات والمظاهرات السياسية، فأصبح القانون لا ينفذ إلا على الفقراء، بالإضافة إلى التأثير السلبي لوسائل الإعلام، فانتشرت النماذج السيئة بين الشباب لبعض الفنانين والمشاهير، فالمتابع في الأفلام القديمة كان يتم إعلاء النماذج الإيجابية في المجتمع واحترام الكبير والقواعد المرورية والهدوء في الحديث والتحدث بصوت منخفض وواضح وعدم استخدام منبهات السيارات بدون مبرر، أما الان فانتشرت الأفلام التي تحض الشباب على الفوضى مثل أفلام الفنان محمد سعد، والذي أصبح للاسف الشديد قدوة لعدد كبير من الشباب، وخاصة بين سائقى السرفيس بالقاهرة والمحافظات، وأصبحت لغته لغة المعتهوين وشاربي الخمر والمجرمين تنتشر بين قطاع كبير من الشباب.

وقد نتج عن ذلك بالإضافة لغياب القدوة في المنزل والمدرسة انتشار حالة الفوضى، فالسائر في الشوارع لا يضمن حياته من رعونة السائقين، سواء سائقي التوتوك أو الموتوسيكلات أو السيارات التي اغلبها لا يحمل أرقامًا أو رخص قيادة، الغريب أن ذلك يحدث أمام أعين وبصر رجال المررور والأمن دون أن يكون هناك أي ردع، كأنه شيء مقصود ومتفق عليه، أو أصيب الناس بحالة لامبالاة، فمطلوب أن يسن أعضاء "سيد قراره" ( مجلس الشعب ) "لو سيادتهم فاضين لينا"، قانون لإعادة الانضباط إلى الشارع المصري وإنشاء شرطة سرية للانضباط، وأن تمارس الرقابة دورها في منع ظهور أفلام تنمي لدى المجتمع وخاصة الأطفال الفوضى والحد من الأغانى الهابطة والمبتذلة، ولا يقتصر دورها على محاصرة الأفلام السياسية فقط.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق