بقلم: طلعت الصفدي وكانت إحدى النقاط الساخنة ملف الإنتخابات حيث لم يتوصل المتحاورون في لجنة الإنتخابات إلى الإتفاق على القانون الإنتخابي على الرغم من توافق الجميع على إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني قبل 25/1/2010. إن كافة الوفود التي شاركت في الحوار قد وافقت على قاعدة التمثيل النسبي الكامل وهى (حركة فتح، حركة الجهاد الإسلامي، حزب الشعب الفلسطيني، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، الإتحاد الديمقراطي فدا، الجبهة العربية الفلسطينية، جبهة تحرير فلسطين، جبهة التحرير العربية، الجبهة الشعبية القيادة العامة، الصاعقة، المبادرة الوطنية، والمستقلون)، وكانت الجهة الوحيدة التي لم توافق على قاعدة التمثيل النسبي هي حركة حماس، مما دفع نائب مدير المخابرات اللواء محمد القناوي للقول لقادة حماس أن أغلبية الوفود مع التمثيل النسبي الكامل فلماذا تريدون أن تكونوا خارج التوافق؟؟؟ وكان موقف حماس بالمقابل في حال فتح بطن القانون الإنتخابي الأخير فإنها ستطالب بالعودة إما إلى الدوائر أو تبقى على قاعدة النظام المختلط كما هي أي مناصفة 50% على قاعدة التمثيل النسبي و50% على قاعدة الدوائر، ويتساءل المواطن الذي دفع ثمن التناحرات الداخلية بين أبناء الشعب الواحد وتعطلت حياته الإجتماعية والاقتصادية، لماذا وافقت حركة حماس على إجراء الإنتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وترفض في نفس الوقت إجراء الإنتخابات للمجلس التشريعي على نفس القاعدة؟؟!! لقد عرف العالم ثلاثة أنظمة إنتخابية: فلماذا تتمسك القوى السياسية بالنظام النسبي الكامل؟؟ 1- الشعب الفلسطيني يعيش مرحلة التحرر الوطني، وعليه أن يواجه العدوان اللإسرائيلس بكل قواه وأحزابه السياسية والمجتمعية، والتمثيل النسبي الكامل يسمح بتمثيل كل القوى والأحزاب السياسية في البرلمان، ويمنع احتكار حزب أو حزبين بمعظم المقاعد، مما يسمح للقوى السياسية المختلفة بغض النظر عن حجمها من المشاركة في اتخاذ القرارات الهامة، وإصدار قوانين التشريع التي تمس حياة المواطن، كما تعزز الرقابة على السلطة التنفيذية. 2- يحد من تأثير الولاءات العشائرية والقبلية والجمهوية والمحلية الضيقة على حساب القضايا الوطنية الأشمل، ويسحب منها إمكانية التأثير على نتائج الإنتخابات، مما يحفز المواطن للمشاركة في الإنتخابات على أسس برنامجية، ويسمح بتفاعل أرقى مع قضايا الوطن والشعب والقضية، ويعزز الانتماء، ويخلق حالة من الجدل والحوار والنقاش حول كافة القضايا سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ويصبح المواطن المحور الأساس أمام الكتل الإنتخابية وفي التنافس فيما بينها في الدفاع عن مصالحه. 3- يسمح بالضغط على الأحزاب وقوائمها الحزبية من تمثيل المرأة باعتبارها جزءاً هاماً في المجتمع، ويفتح لها آفاق المشاركة في الحياة السياسية والإجتماعية، ويعزز دورها ويعمل على تحسين فرصها في النجاح على أساس البرنامج، وليس على أساس النوع الإجتماعي. 4- يلعب دوراً هاماً في بناء الائتلاف الوطني على أسس ديمقراطية حقيقية، ويكرس مفهوم الديمقراطية السياسية والإجتماعية باعتبارها أداة لتطوير المجتمع، وتفعيل طاقاته. 5- إن اعتبار الوطن الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة دائرة إنتخابية واحدة يعزز الوحدة السياسية والجغرافية والقانونية في مواجهة عمليات فصل غزة عن الضفة الغربية، وفصل القدس عن الضفة الغربية ومحيطها الفلسطيني، ولا يكرس عملية فصل غزة عن الضفة الغربية التي يسعى إليها الإحتلال الإسرائيلي. 6- يعطي النموذج القادر على بناء دولة ديمقراطية عصرية بالإنسجام مع سمة الشعب الفلسطيني المتجانسة قومياُ وثقافياُ، ويسمح بتكوين تراث ديموقراطي حقيقي يعزز مبدأ التعددية السياسية وتداول السلطة واحترام نتائج العملية الإنتخابية، كما يسمح بتشكل معارضة بناءة تعمل على تصحيح الأخطاء بشكل نقدي، ولا يسمح بتكرار التجربة الأخيرة التي تشكل تاريخاً أسوداً في تاريخ الشعب الفلسطيني. 7- يسمح قانون التمثيل النسبي لملء الفراغ الناتج عن الإعتقالات لأعضاء المجلس التشريعي بهدف تعطيل عمله، باستبدال آخرين من نفس القائمة يضمن استمرار عمل المجلس، دون الخوف أو استخدام قضية التوكيلات. 8- إن عدد المشاركين في الإنتخابات على قاعدة النظام النسبي الكامل يفوق عددهم في الإنتخابات على نظام الأغلبية وكذلك النظام المختلط، وهذا يدلل على إن هذا النظام الإنتخابي هو الأنجع والأكثر تأثيراً في الساحة السياسية والإجتماعية. والجدير بالذكر فإن هناك في العالم أكثر من 67 دولة تعتمد الإنتخابات البرلمانية على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وتجرى الإنتخابات وفق نظام القوائم الحزبية أو غير الحزبية، بما فيها الدول الإسكندنافية وبعض دول أوروبا وكذلك جنوب أفريقيا، وبعض دول أميركا اللاتينية، كما يجرى اعتماده في أندونيسيا أكبر الدول الإسلامية. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |