CET 00:00:00 - 16/03/2010

مساحة رأي

بقلم : د. صبري فوزي جوهرة
لم يعد الصمت خيار. وضحت المؤامرة و ظهرت خباياها. تعدى استنزاف الاقباط  و العدوان عليهم حدود صبرالرجال و صمتهم.  اصبح السكوت علامة لقبول نهاية الوجود القبطى فى مصر. ولو قدر لهذا ان يتم فستتبعه حتما النهاية بالمهجربل لعلها ستسبقه.  لهذا, و بصرف النظر عن اى اعتبار لصلة الدم تحتم على ممن يطلق عليهم صفة اقباط المهجر, وهم ليسوا سوى اقباط, وقد بلغوا مفترق الطريق اتخاذ القرار: رفع الراية البيضاء و الاستسلام لذبح ذويهم كما تفعل النعاج او الاستجابة للتحدى و العمل المجدى لرفع الكابوس الذىيتهدد الاقباط جميعا. لم تظهر اعراض لاستسلام, بل على العكس, رأينا التحدى فى ذلك الخروج المتحضر الغاضب لهم جميعا, اكليروسا و شعبا, اطفالا و نساء, شبابا و شيوخ, فى كل سقع تواجدوا فيه من اركان العالم بل و فى قلب عاصمة الطغيان ذاتها, معلنين باصرار لا شك فيه على استمرارالحياة بكرامة فى ارض اسلافهم.,اما نحن اقباط  اوروبا و استراليا و شمال امريكا, فلن يغفرلنا التاريخ تخلينا عن رجاء و امل اطفالنا الواقفين فى صقيع مدن الشمال مطالبين بالعدالة  الحق لذويهم فى الوطن الام.
 
ما عسى الاقباط  ان يفعلوا  و قد عزلوا ووضعوا داخل اسوار الاضطهاد و التهميش و فى اقفاص الاسر فى بلادهم و تشتتوا فى كافة ارجاء العالم خارجها؟ لمن يتوجهون بطلب العون بعد ان تمادى فى اهمال السماع الى انينهم و تآمر عليهم من اؤتمن على حمايتهم؟  من من الاقباط  سيتحمل عبء مواصلة الكفاح من اجل البقاء؟ الاجابة واضحة : جميعهم و بلا استثناء. كل فى موقعه. على كل من يقع عليه ظلم داخل مصر ان يعمل على رفعه وان يكف عن القبول و الخنوع و الصمت, اما من كان منهم فى المهجر فليتذكروا انه  ليس من الخيانة او الاستقواء بالغريب الاستعانة بمن يستطيع تقديم العون فى هذا الشأن من العاملين فى مجالات القانون و العدالة الدولية و حقوق الانسان. الى من يتوجه الاقباط بالحديث اذن؟
 
1.  الى مسلمى مصر؟ ما كانش يتعز! فهم منقسمون الى ثلاثة جماعات يصعب احيانا التمييز بينها
أ. المتأسلمين و ما ادراكم من هم المتأسلمين. منبع الشرور و فظائع الامور و الاعداء المبينين للاقباط  بل و لهوية مصر و مستقبلها.
ب. اللامبالين و لعلهم غارقين فى البحث عن "لقمة العيش" او شقة يتجوز فيها او البحث عن المال اللازم للبقاء على قيد الحياة.
ج‌.     المتعاطفين, و هم القلة القليلة المثقفة الشريفة الواعية بما يحيط الوطن من مخاطرو ان انعدمت فاعليتهم او كادت لندرتهم و تشرذمهم وتجاهل السلطة لما يقولونو بل و لتعرض البعض منهم لسوء المعاملة.

2. الامريكان: كما قالها الاستاذ حنا حنا المحامى: المتغطى بهم عريان. الاقباط فى ايديهم شخشيخة يلوحون بها من بعيد جدا لبعيد خالص احيانا للضغط على السلطات عند الحاجة  دون ادنى وقع فعلى على احوال الاقباط المتزايدة فى التردى. لن يتجاوزالامريكيون عن مصالحهم كما يرونها (بغباء) فى سبيل الآقباط. لقد سمعت هذا من مسؤليهم. و هم لا يعون انهم بمساندتهم للنظام القائم انما يتناسون تقيح الخراج بدلا من نزحه. وبسلوكهم المعاكس للمنطق هذا, يجهل الامريكيون ان الاقباط هم من اكثر الشعوب حرصا على سلامة بلادهم و استقرارها الايجابى (مش تحت الصفر) و تقدمها. وفى امن مصر سلام للجميع, و الضمان الاكبر لمصالح العالم باسره بما فيه. ما زالت مصر هى واسطة العقد. ومع نهاية الاقباط ستقع صراعات و حروب لا حصر و لا نهاية لها ستجلب بلا ادنى شك  الاضرارا جسيمة على مصالح الولايات المتحدة و على العالم باسره.

3. اوروبا: ومصالحها و اوضاعها اقل تعقيدا من الولايات المتحدة. و ا ربما كان الاوربيون اكثر شعورا بخطر الاسلام المتشدد من الولايات المتحدة لقربهم الجغرافى و اصابتهم فعلا بمضاعفات الاسلام السياسى القائم بينهم, بالاضافة الى تجاربهم الماضية الممتدة من غزو و استعمارالاندلس الى حصار فيينا. الا ان ارادة اوروربا السياسية  لم تتبلور تماما بعد فى وحدة كاملة  و من ثمة, ضعف قدرتها على اتخاذ قرار قوى مؤثر بعد, و قد لا تصل الى هذا القدر من التكامل قريبا.
4. وفى نظرة سريعة شاملة لننظر مدى وسرعة تدخل ذوى المصالح فى روندا و جنوب السودان و دارفور.
 
هل لم يبق اذن للاقباط سوى الاستسلام ليأس قاتل؟ لا. و للاسباب الاتية:
1 مازات امامهم مؤسسات العدالة و الدفاع عن حقوق الانسان  الدولية يسجلون فيها ما يقع عليهم من تجبر و يؤلبون ضمير العالم على العدوان و العنصرية. وقد اضحى ذلك واجب مصرى قومى.
2. حركة الحضارة تسيرفى اتجاه متعامد مع آمال الاقباط بوضوح وقوة و لا بد ان يلتقيا.
3.  الاضطهادات و محاولات الافناء ليست جديدة علي القبط, و لعلهم للاسف قد اصبحوا خبراء فى التقوقع و الانكماش فى الازمنة السوداء ثم اعادة الظهور عند انفراج الامور. 
ولكن هل تكفى هذه الدفاعات التقليدية القديمة  ليجتازوا محنة القرن الواحد و العشرين؟ لا. يتحتم علينا عمليا و اخلاقيا عمل المزيد و تبنى و ممارسة اسلوب ايجابى منظم يتفهمه ضمير العالم. هذا ما تتطلبه ضراوة الاعداء و طبيعة العصر.
و لقد اثبتنا بعد مذبحة نجع حمادى اننا بدانا الصحوة من سبات قرون مضت: علينا بالاتحاد و الاصرار و المثابرة, و ربنا يرزقنا برجال حكماء فاضلين يرتفعون بانفسهم الى هذه المتطلبا ت و الشعور بالمسؤلية لتولى شرف الخدمة و القيادة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق