CET 00:00:00 - 16/03/2010

المصري افندي

بقلم: مادلين نادر
يبدو أن جريدة "اليوم إياه" أخذت عهدًا على نفسها بأن تشعل الفتن وتفتعل أحداثا غير حقيقية، أو تأخذ خبرًا لحدث عادي وتضعه في إطار يُلهب المشاعر.. فلم تكتفِ جريدة "اليوم إياه" بما نشرته من قبل في الأحداث الطائفية خلال العام الماضي، بل أصبحت تأخذ الحوادث العادية وتصبغها بالفتنة الطائفية، فيبدو أن هذا اللون يعجبها كثيرًا.. فنجدها أمس تكتب خبرًا بعنوان "تجمهر 400 مسلم بعد ضبط فتاة مسلمة مع قبطيين بقنا".. ولا أدري من أين تأتي بهذه الأرقام "400 مسلم"، وهي في ذات الوقت تضع مع الخبر صورة أرشيفية لتواجد الأمن أثناء أحداث نجع حمادي الأخيرة بقنا؟.. فأي منطق هذا؟.. هل تجمهر 400 شخص وكانوا في حالة غضب شديد وتم تفرقتهم في دقائق معدودة بحيث لا يستطيع أحد التقاط صورة لهذا الحادث؟!!..

والحقيقة أن كرم الأرقام لا يقتصر فقط على مثل هذه النوعية من الأخبار التي تصبغها هذه الجريدة بالطائفية، بل أيضًا الموضوع ممتد إلى باقي الأخبار، ففي حين أن عدد الأشخاص المعاقين الذين قاموا بمظاهرة للمطالبة بحقوقهم في فرصة عمل وسكن لم يتعدَ عددهم 50 شخصًا، إلا أن جريدة "اليوم إياه" كتبت أن عددهم أيضًا 400 شخص من ذوى الإعاقات.. من الواضح أن هذه الجريدة تتفاءل بهذا الرقم.. ولكن رغم ما تفتعله الجريدة مما يثير ويُلهب مشاعر الفتنة الطائفية بين المواطنيين، إلا أن المواطن المصري لم يعد يتقبل الأشياء غير المنطقية أو افتعال الطائفية في أي حدث، ولقد ظهر ذلك جليًا في تعليقات القراء على هذا الخبر غير المسئول، فلقد أصبح القراء أكثر وعيًا، حيث جاءت تعليقاتهم على الخبر باستثناء قلة قليلة، متفهمة لطبيعة مثل هذه الأخبار التي أصبحت مؤخرًا سمة أساسية لهذه الجريدة..

وقد علق أحد القراء قائلاً: "المفروض لو لديكم أدنى حس وطني الامتناع عن نشر مثل تلك الأخبار المستفزة... لأن هذا خبر عادي ولا يجب ذكر الديانة فيه"، وقارىء آخر قال: "كل من الشابين والبنت مخطئان وليس لديهم أخلاق ولا أدري سبب هيجان المسلمين لأن الفتاة المنحلة ذهبت مع الشابين القبطيين؟! هل كانوا سيغضبون إذا كانت ذهبت مع شابين مسلمين؟؟"..

أعتقد أنه بعد تعليقات القراء لا تعليق آخر، فالأمر متروك لذكاء المواطن.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق