CET 00:00:00 - 17/03/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
ترصد كل يوم المراكز الحقوقية المصرية العديد من الحركات الاحتجاجية والإضرابات والاعتصامات حيث وصف أحد الخبراء هذا التصاعد الكبير في وتيرة الحركات الاحتجاجية بمصر بأنه تمرد مشروع يكشف عن عجز السلطة عن حل مشاكل المواطنين محذرين في الوقت ذاته من تحوله من مجرد ظاهرة وقتية إلى وسيلة دائمة يستخدمها الشعب في لي ذراع الحكومة لأخذ الحقوق منها.
وقد عمت الإضرابات والاحتجاجات في السنوات الأخيرة فئات مختلفة من الشعب المصري تنوعت بين الصيادلة والسائقين والموظفين والعمال وغيرهم، والذين لم تقتصر مطالبهم على حقوقهم الوظيفية والمهنية فقط وإنما امتدت لتشمل المطالبة بالحريات وتحسين الأجور والقضاء على غلاء الأسعار.
ومن هذه الإضربات إضراب عمال شركة طنطا للكتان الذين نظموا الإضراب احتجاجًا على فصل رئيس اللجنة النقابية صلاح مسلم في يوم 6 يناير الحالي، وللمطالبة برفع الحوافز والبدلات وصرف الأرباح وعودة المفصولين ووقف مخططات تصفية الشركة وتشريد العمال.

كما قامت أخصائيات التمريض بجامعة المنصورة بوقفة احتجاجية واعتصام داخل مقر الكلية اعتراضًا على القرار الذي أصدره رئيس الجامعة بنقل كل الأخصائيات والبالغ عددهن 107 أخصائية تمريض للعمل بالمستشفيات، على الرغم من تعيينهن كأخصائيات بالكلية منذ 15 عامًا بموجب قرار وزاري، بهدف المساعدة في العملية التعليمية داخل كلية التمريض، وقد تم اختيارهن من أوائل الدفعات في الكلية، ومنهن 17 أخصائية حاصلة على الماجستير، وإحداهن حاصلة على الدكتوراة، وخمسين دارسة للماجستير.
إن ظاهرة الإضرابات والاعتصامات التي يشهدها المجتمع المصري حاليًا هي نوع من أنواع التمرد المشروع الذي تعبر فئات الشعب من خلاله عن احتجاجها على أوضاع راكدة منذ زمن طويل، كما تكشف هذه الإضرابات عجز السلطة والحكومة عن حل مشاكل المواطنين، مما أدى لتفاقمها حتى ثقل كاهل الناس بما يحملونه من مشاكل فقرروا التعبير عن غضبهم بالإضراب والاعتصام.

كما أن كثرة الإضرابات والاعتصامات نذير شؤم على المجتمع ومؤشر على أن المشكلات أصبحت أكثر عمقا وتحتاج إلى حلول جذرية ولا تحتمل الإرجاء، وعلى الدولة أن تتنبه فورًا إلى خطورة هذه الأحداث التي هي في تصاعد مستمر وتهدد المجتمع بكارثة كبيرة في حال انفجار الغضب الشعبي بشكل مفاجئ.
كما أن الاحتجاجات والإضرابات دليل على زيادة وعي المواطنين بحقوقهم، كما أنها دليل قوي على حالة الغضب الشعبي العارم الذي يستشري بين المصريين نتيجة للمشاكل الكثيرة التي يمر بها، وخاصة المشاكل الاقتصادية وعدم توافر فرص عمل وتدني الأجور وغلاء الأسعار..
إن استمرار ظاهرة الإضرابات دليل على حالة عدم الاستقرار التي يمر بها المجتمع وغياب الديمقراطية وعدم وجود مساواة بين أبناء الشعب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق