CET 00:00:00 - 17/03/2010

مساحة رأي

بقلم: هيام فاروق
كم أتعجب من هذا الداء اللعين ومرض العصر، بل مرض العصور كلها، ألا وهو التدخين!!..
كم يؤلمني جدًا إلى أبعد الحدود شكل الإنسان المُدخِن، والذي يؤلم أكثر هو معرفة هذا المُدخن بمدى الضرر الذي يلحق به وبالمحيطين به من جراء هذه العادة القميئة.
توضح بعض الأبحاث مدى خطورة هذا الداء، حيث وُجِد في السيجارة 4000 مادة كيماوية تخرج مع الدخان الناتج عنها، ومعظم هذه المواد سامة، 43% منها يسبب السرطان، سرطان الرئة وسرطان المثانة، والالتهاب الرئوى المُزمن، وأمراض القلب وتصلُب الشرايين والعديد من الأمراض الأخرى.

ومن أهم هذه المواد:
- النيكوتين: فهي مادة تنتج عن احتراق التبغ، وتقول الأبحاث إن مللى جرامًا واحدًا يكفي لقتل 10 كلاب من الحجم الكبير دفعة واحدة،
 كما أن تنقيط 3 نقط فقط من النيكوتين الصِرف على لسان شخص، كافٍ لقتله في الحال.
مواد بكتينية: وهي المواد التي يتولد عنها الكحول أثناء الاحتراق وإليه تعزى النشوة التي تُنسَب للتدخين.
أول أكسيد الكربون: غاز سام جدًا يؤدي إلى الموت المحتم إذا زادت نسبته لأنه يطرد الأكسجين اللازم للتنفس.
سيان هيدريك: وهو غاز شديد السمية يؤدي إلى العقم في الرجال والنساء،
هذا غير مواد شديدة السمية أخرى مثل القطران، والفورمالدهيد، والأكرولين.

سنفترض جدلاً أن هذه المعلومات ليست بجديدة على كل المُدَخِنين، فهل تعرف أيُها المُدَخِن أن آخر الأبحاث توصلت إلى أن هناك 11 ألف حالة وفاة تحدث يوميًا بسبب التدخين؟.
توصل العالِم ( دوجلاس موديل ) عام 1985 إلى مصطلح أسماه (وجه المُدخِن)، فاللمدخِن وجه خاص، حيث خطوط وتجاعيد حول العينين والشفتين والوجنتين، ويكون جلد الوجه سميكًا وغليظًا، ويميل للون الأزرق لنقص الأوكسجين به.
العجيب أنك إذ تسأل إنسانًا مُدخِنًا عدة أسئلة، يجيبك بإجابات لا يقبلها عقل، فمثلاً تسأله: لماذا تُدخِن؟ فيجيب بأن التدخين يهدىء أعصابي.. ولا أعلم كيف تهدأ أعصابك وأنت عصبي دائمًا؟
كيف تهدأ أعصابك وأنت عبد للسيجارة؟ في حين أنك لو جربت الإقلاع عن التدخين ستكون أجمل وأهدأ.
و تسأل آخر نفس السؤال فيجيبك: إن السيجارة تساعدني على التركيز. ما هذا يا سادة؟ وهل غير المُدخنين لا يفكرون ولا يركزون؟، وتسأل آخر نفس السؤال فيجيبك: ربما هي العادة الوحيدة السيئة التي أمارسها وليست لي عادات سيئة أخرى، ولكني أجيبك بأنها أسوأ عادة على الإطلاق.

و تسأل نفس السؤال لآخر فيجيبك (أنا حُر).. نعم أنت حر حينما تضر نفسك فقط، وإنما أن تلحق
الضرر بمن حولك وتجبرهم على التدخين القسري، فأنت هنا لست حرًا .. فما ذنب زوجتك وأولادك الذين يستنشقون هذا الدخان ويرون منظرك القمىء وأنت تدخن صديقتك الملعونة هذه التي تحبها أكثر منهم، بل وحتى أكثر من نفسك؟ لا أعلم كيف تعتبرها صديقة وهي تهينك وتدمر جسدك؟ كيف لصديق أن يدمر صحتك ويسلبك إرادتك وحريتك ويُنَفِر الآخرين منك بسبب رائحة فمك الكريهة
ألم تجد أنك أحيانًا تضن على زوجتك وأولادك ببعض المصروفات التي ربما تكون ضرورية أو على الأقل أهم من سيجارتك الملعونة هذه وتوصيهم أن يقتصدوا في مصروفاتهم في حين تبذر أنت من حقهم وحقك بيتك وتزيد عليها من مال لعلاجك من تحت رأس هذه الملعونة؟ أليست هذه منتهى الأنانية منك؟
أسألك سؤالاً أيها المُدخِن الهادىء والمُركز دائمًا: ماذا سيكون شعورك إذا وجدت إنسانًا أمامك يُخرج بضعة جنيهات من جيبه ويقوم بحرقها أمام عينيك؟ ماذا سيكون رد فعلك؟

بالطبع ستقول إنه إنسان مجنون أو مُختل بالرغم أنك تفعل نفس الشىء.
لماذا ترضى أن تعيش عليلاً طوال حياتك وتبدو وأنت في ريعان شبابك وكأنك كهل كبير؟
لماذا ترضى أن ينفر منك الناس ومن رائحة فمك الكريهة دائمًا؟
لماذا ترضى أن يظهر فمك مُظلما من سواد أسنانك وشكلها المُقزز أمام مُحدثك؟
ما المُتعة واللذة التي يوفرها لك التدخين بالمقارنة بالأضرار الجسيمة الناجمة عن هذه العادة القميئة؟ ولو قلت لي إنها فعلاً متعة حينئذ ستجد أبناءك يبررون الممارسات الأخرى كالزنا والشذوذ وشرب الخمر والمُخدرات
فهل لك أيها المُدخن أن تقلع عن التدخين وتعود إلى رشدك وتراعى الرب في صحتك ومالك قبل أن يفوت الآوان ولا ينفع الندم؟
ليتكم تقترحون اقتراحات بناءة لتنبيه الحكومات بأن تكاليف التبغ على الصعيد العالمي تزيد على 200 مليون دولار أمريكى في السنة.. فلو أن هذه الأموال المُبددة أصبحت متوفرة للعالم ليستخدمها بما يعود عليه بالنفع لأمكنه مضاعفة الميزانية الصحية للدول النامية كلها.

ليت الحكومة المصرية ترفع الضرائب على شركات التبغ بدلاً من فرضها على المواطن البسيط الذي يسد رمقه ورمق أسرته بالكاد.
أتمنى أن تشن وسائل الإعلام حملات قوية ضد رواج التبغ وتعدد أنواع السجائر،
أتمنى فرض عقوبات رادعة على المدخن في الأماكن غير المسموح بها للتدخين.
أخي المُدخن .. أرجوك احترم أولادك، وزوجتك، وجسدك وبيئتك وكن إيجابيًا في قرارك بالإقلاع
 عن هذا الداء اللعين وأول الكل احترم إلهك الذي أبدعك في أجمل صورة ووهبك وزنة يجب أن تربح بها بدلاً من إهدارها. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٢ صوت عدد التعليقات: ٢٨ تعليق