CET 00:00:00 - 18/03/2010

مساحة رأي

بقلم: ماريا ألفي 
تنتشر من حولنا الآن الكثير والكثير من الأحداث الطائفية، من قتل وحرق وتدمير للكنائس أو منازل الأقباط، ولكني كنت متابعة للأحداث من بعيد فكنت، اسمع لها وأتأثر كثيراً لما يحدث، ولكني لم أتعرض في يوم لتفرقة بسبب ديني.
حيث أنني فتاة تربيت ونشأت بين أصدقاء وجيران مسلمين، وعشت معهم أحلى أيام طفولتي، حيث لا تفرقه بيننا بسبب الدين، وكانوا أيضا هم من المسلمين المعتدلين، لدرجة أنه في ذات يوم سألني ابن الجيران ويدعى "محمد" أثناء زيارتي لهم لماذا لم تشربي "الشاي بلبن " الذي أعددته لك؟
 فقلت له : "لا يا محمد أنا آسفة أنا مش هاقدر أشربه لأني صايمة".

وفوجئت في نفس اللحظة وبكل تلقائية يقول لوالدته: لما لا نصوم نحن أيضاً،  فهذا وقت للصيام وعلينا أن نصوم جميعاً..!!  قال هذا لا لشئ سوى أنه تربى في بيئة نظيفة لا تفرقة فيها بين مسلم ومسيحي.
ظللت أعيش في هذا الحلم الجميل وهو الوحدة الوطنية وضرورة تعايش المسلم والمسيحي بكل حب وسلام فيما بينهم ،حتى جاءت اللحظة التي استيقظت فيها من حلمي الجميل حيث بلغت العشرين من عمري، وتمت خطبتي من شاب مناسب، وأخذنا نبحث عن عش الزوجية لنتم به حلمنا الجميل وهو حلم "البيت والأسرة والعائلة".

أخذنا نبحث ونبحث كثيرا حتى نجد المسكن المناسب، وبعد طول انتظار وتعب وجدنا الشقة الملائمة والمناسبة، فسعدنا كثيراً بها، وقررنا أن نتقابل مع صاحب العقار حتى يتم الاتفاق على كل شيء.
بالفعل تقابلنا مع صاحب العقار، ولكن عند رؤيته لنا وعندما تعرف علينا قال الآتي، بكل صراحة: "وعيني عينك "أنا مش بسكن شقتي لنصارى....!!"
في هذه اللحظة توقف عقلي عن التفكير، فهل هناك من يفكر كهذا؟؟ وإلى أين ستأخذنا الدنيا..وهل نحن على أبواب اضطهادات واستشهاد؟؟

حقيقة، انفعلت في بادئ الأمر وتعجبت كثيراً لهذه المقولة، والتي صدرت منه بكل تلقائية وكأننا مذنبين، أو لكونه مثلا، لو أعطانا هذه الشقة، سيكون قد أنعم علينا بشيء لا نستحقه لأننا مسيحيين أو نصارى حسب قوله.. ولكن بالطبع لا، فحقوقي في هذا البلد مثل حقه تماما ولا تفرقة بيننا، ولكنه، إذا كان هو ينظر بنظرة التطرف أو التعصب، فهذا يجعلني أعطف عليه لتفكيره، الذي من الممكن أن يكون تراكم عنده بسبب نشأته في بيئة متعصبة لا تعرف شئ عن قبول الآخر.
وأخيراً، أحب أن أقول: إن ثقتي في رب المجد كبيرة للغاية، وبالفعل خرجت من هذه التجربة بإيمان وثقة في ربنا، وأنا على يقين أن الرب لن يتركني بل سيعوضني كثيرا. ولكن هذه القصة لا تجزم أنه ليس هناك من العقلاء، ولكن بالطبع لا، فهناك الكثير، وهم الذين عشت معهم أيام طفولتي وأعيش معهم حاليا في عقار واحد، وأكن لهم كل حب وتقدير واحترام.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق