CET 00:00:00 - 18/03/2010

الكلام المباح

بقلم: ميرفت عياد
بلغني أيها الملك السعيد.. ذو الرأي الرشيد.. أن الملك هاموشير استيقظ ذات صباح.. شاعرًا بعدم ارتياح.. حيث اكتنفته طيلة ليلته الكوابيس.. التي صورته بين الجدران حبيس.. كأنه أحد الصعاليك.. وليس من سلالة المماليك.. فضاق صدره من شدة الاكتئاب.. فقرر أن يستمتع بيوم خلاب.. فأمر أن يأتي مسرور على عجل.. فاليوم للمتعة لا للعمل.. فاقترح مسرور عليه الذهاب إلى رحلة بحرية.. للاستمتاع بالجزر المرجانية.. فضحك الملك بصوت مدوي.. وقال إنني للبحر هاوي.. وأمر أن يقوم الأسطول البحري بالاستعداد.. وارتدى ملابس السندباد.. مقررًا أن يقضي في البحر عدة أيام.. لينعم بالهدوء والسلام.. وينسى شئون المملكة.. ومسئولياتها المهلكة..

وبدأت الرحلة البحرية.. التي تخلى فيها الملك عن عباءته الملكية.. وفيما هو يمارس هوايته في اصطياد الأسماك.. رأى مركبًا بعيدًا هناك.. تتقاذفها الأمواج.. ولا تقدر على البحر الذي هاج.. فسأل مسرور.. أليست هذه المركب بموتور.. فأجاب مسرور السياف.. لا يا مولاى إنها مركب بمجداف.. ولا أعلم إلى أين ينتهي بها المطاف.. وفيما هما يتبادلان الحديث.. قال مسرور يا مغيث.. إن المركب يا مولاي بدأت في الغرق.. كأنها مصنوعة من ورق.. فأمر الملك أن يغيروا الاتجاه.. ويسعادوا من في المركب على النجاة.. ولكن وصل الأسطول بعد فوات الآوان.. حيث مات كل من في المركب غرقان.. ما عدا شاب ظل على قيد الحياة.. ولم يبقَ إلا سواه.. فطلب الملك أن يهتموا بأمره.. لأن ما زال هناك المزيد من عمره..

وعندما تماثل للشفاء.. قدم له الملك استدعاء.. فأتى الشاب وهو لا يعلم أن هذا السندباد.. هو ملك البلاد.. فقال له الملك إلى أين كنت ذاهب.. فرد الشاب وهو غاضب.. أنا كنت مهاجر.. من شدة الجوع والفقر.. فأنا واحد من العديد من الضحايا.. الذين قرروا أن يضعوا لحياتهم نهاية.. بالحياة أو الموت.. من أجل الحصول على القوت.. أنا واحد من شباب كثيرة.. عايشة على الحديدة.. ولذلك قررت أن اسافر إلى بلاد بعيدة.. حتى لو غامرت بحياتي.. يا ليت ما تمت نجاتي.. فيا سيدي ضاقت بنا البلاد.. من شدة الفساد.. وامتلكها مجموعة من الأعيان.. وبات الشعب كله جعان.. فلو كان في تلك البلاد ملك يدقق.. كان سيرى ما لا يصدق.. وهنا انتاب الملك ذهول.. فما يسمعه شيء مهول..

وبعد أن هنأ الشاب بسلامة الوصول.. غادر الملك الأسطول.. وطلب أن يحضروا له هذا المتعوس.. الوزير عبدوس.. فأتى الوزير مهرولاً وكأنما شكه دبوس.. فوجد الملك في عبوس.. وأعاد الملك على مسامعه.. ما سمعه.. وضرب الملك كفا بكف.. وقبل أن ينطق الوزير بحرف.. وضع مسرور على رقبته السيف.. وقال له الملك.. يا مسرور الوزير هلك.. فجثا الوزير على ركبتيه واخذ ينتحب.. فقال الملك في كلام مقتضب.. وزير ملعون.. ستعيش لمدة شهر نزيل السجون.. وسوف تفتح خزائنك أنت واعوانك.. وتوزع كل الأموال.. على الشعب في الحال.. ولن يكون في مملكتى فقير.. أو قلب كسير.. أتسمع أيها الشرير ..
وهنا أدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح ..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق