CET 00:00:00 - 19/03/2010

مساحة رأي

بقلم:  لطيف شاكر
يقول عميد الأدب العربي د. طه حسين في مجلة (كوكب الشرق) في الثاني عشر من أغسطس سنة 1933:
(إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين، وستبقى كذلك بل يجب أن تبقى وتقوى، والمصري فرعوني قبل أن يكون عربيًا، ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها، وإلا كان معنى ذلك: اهدمي يا مصر أبا الهول والأهرام، وانسي نفسك واتبعينا... لا تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطي، مصر لن تدخل في وحدة عربية سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد، وأؤكد قول أحد الطلبة القائل: "لو وقف الدين الإسلامي حاجزًا بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه").

ويقول حُجة الإسلام السيد حسين بهراز: "ايران أمي، أما الديانة المحمدية فزوجتي, قد أطلق زوجتي لكنني لا أستطيع أن أطلق أمي".
المصريون العرب يكرهون تاريخهم ويرفضون أن ينتسبوا إلى الأصل الفرعوني بحُجة أنهم كفرة يعبدون الأوثان حسب ما لقنوهم شيوخهم، وكأن العرب قبل الإسلام كانوا لا يعبدون الأصنام، في حين أن التاريخ العربي قبل الإسلام المسمى زورا تاريخ الجاهلية – المعروف خطأ بالعصر الجاهلي "د.يوسف زيدان في اللاهوت العربي"- قد سموه بالجاهلية نسبة لعبادتهم الوثنية، ويقولون عنهم لأنهم يعبدون أصنامًا ويذبحون الذبائح قربانا لها, ويصنعون أصنامًا من تمر ويأكلونها عندما يجوعون!!.. ويقولون عنهم هم متخلفون لا حضارة لديهم ولا أدب ولا شعر!!.. لا تاريخ لهم قبل بزوغ الإسلام، وهذا زعمهم، فلماذا لم يتبرأوا من تاريخهم العربي القديم كما تبرأوا من تاريخ الفراعنة الوثني.
فكان معظم العرب وثنيين يعبدون الأصنام، ومن أشهر أصنامهم: "هبل- اللات- العزى- مناة"، كما كانت لهم هناك أصنام خاصة في المنازل.. كما أن من العرب من عبد الشمس والقمر والنجوم، في حين أن التاريخ الفرعوني وكما يقول الدكتور سيد كريم في كتابه "لغز الحضارة المصرية":
"تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية, حيث أبدع الإنسان المصري وقدم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم.. حضارة رائدة في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها، حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها، فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصري وتركت في عقله ووجدانه بصمتها، لقد كانت مصــر أول دولة في العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمـة انتقلت مصـر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة في العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أمًا للحضارات الإنسانية".

وأضاف أيضًا دكتور سيد كريم:
"وقد واجه الباحثون في علم الحضارات وتاريخها أن الحضارة الفرعونية اختلفت عن جميع حضارات البشرية في أنها لم تخضع لسنة النشوء والارتقاء بل ظهرت متكاملة ومتطورة في جميع عناصر مقوماتها، وكلما تغلغل الباحثون في الأعماق السحيقة للوصول إلى جذور المعرفة تكشف لهم مفاجأة بدايتها من القمة وتوازن جميع عناصر مقومات تكوينها من علوم الفلك والطب والكيمياء والهندسة والزراعة والفنون والآداب... وفي مقدمتها العقيدة التي شملت أسرار الوجود والإيمان بالإله الخالق ووضعت تشاريع حياة المجتمع، فمهدت طريق الحضارة المتعددة الأبعاد وحددت معالمه.. ذلك الطريق الذي سارت فيه مقتفية آثار أقدام مصر شعوب آخرى وشعوب الشرق القديم ثم اليونان مقتفية أثر المصري، وجميع تلك الحضارات رأت النور بعد أن رفعت مصر شعلة الحضارة بآلاف السنين.. ومن اليونان أخذت أوربا الكثير من معالم الحضارة التي يعيشها العالم الآن".

ويقول الدكتور نسيم السيار في كتاب "الفراعنة أول الموحدين":
"ثبت بالأدلة القاطعة أن المصريين كانوا متدينين آمنوا بالخلود والقيامة من الأموات, وبضرورة الثواب والعقاب وبسبب اعتقادهم في حياة أخرى, بل كان آمون أول من نادى بالتوحيد قبل الأديان وآمن المصريون بالثواب في الآخرة على خير لم ينالوا جزاءه في الأرض.. ولقد افترضوا أن الموتى يبدون اهتمامًا بالأحياء, بل إنهم بعد موتهم يصيرون أقوياء بما فيه الكفاية لمساعدتهم.. واعتبر المصريون أن الشمس والنيل مصدران للحياة, ولكن الأعظم من هذا، أن الغروب والشروق عندهم كانا يشيران إلى الحياة التي ستمنح للانسان بعد الموت, والجفاف ثم الفيضان يشيران إلى بعث الحياة والخضرة, ولهذا برعوا في تحنيط الأجساد, ومع هذا نرى دونية الشعب الذي يعيش على أرض مصر المسمى تجاوزًا بالمصريين، لمصر وللآثار المصرية، فينكرون على أجدادهم الفراعنة أنهم بناة الأهرام وادعوا أن قوم عاد هم البناة.."

ويقول الراحل الكريم بيومي قنديل في "حاضر الثقافة في مصر":
"الفارق أننا عندما نقول نحن مصريون، فإننا ننتمي للأرض، كما ينتسب الأمريكان لأمريكا والفرنسيون لفرنسا وكل شعوب العالم.. ولكن عندما نقول نحن عرب، فهنا نحن ننتمي إلى العِرق، وإلى الشخص.. فالدول العربية تنسب الأرض للشخص، فيقولون مثلاً بلاد العرب، أو وادي الدواسر.. وعند العبرانيين الذين هم أشقاء فعليين للعرب يقولون كفر عازار أي ينسبون الكفر لعازار.. ولكننا كمصريين ننسب الشخص والعِرق للأرض، فنقول الطنطاوي نسبة إلى طنطا والمنياوى نسبة إلى المنيا والشرقاوي نسبة إلى محافظة الشرقية"..

ثم يردف قائلاً:
"نتكلم عن ثقافيتين مختلفتين، الأولى تنسب الأرض للشخص، والثانية تنسب الشخص للأرض.. ولكن.. هل هناك فارق كبير عمليًا بين هذا وذاك؟ وهل هذا الفارق بالحجم الذي يدفعك للعودة لأفكار القومية المصرية؟"..

ويقول العالم العظيم هنري مورجان:
"إن هناك نسقين، أحدهما ينسب الإنسان لوطن، والثاني ينسب الإنسان لعرق أو قبيلة أو عشيرة.. هذان النسقان مختلفان، فالنسق الذي ينسب الإنسان للأرض هو النسق الأعلى تطورًا، والأكثر تحضرًا".
ولماذا يتنكر الشعب - الذي يعيش على أرض مصر ويأكل من أرضها ويشرب من نيلها ويتنعم بخيراتها ويغتنم بثرواتها ويسرق أموالها - بعظمة مصر وينسبها للعرب وهم الأصغر والأقل حضارة، فالمصريون يمجدون العرب انتقاصًا من حق مصر..
يعلق ابن ظهيرة على هذه الاوضاع بقوله (ولم تزل ملوك مصر من عمرو بن العاص إلى وقتنا هذا يجمع كل واحد منهم أموالاً عظيمة لاتدخل تحت الحصر، وكذا الأمراء والوزراء والمباشرين على اختلاف طبقاتهم، كل منهم يأخذ أموالاً لا تحصي في حياته).. عن ابن سعيد الأندلسي عن الجزء الخاص بمصر ص60.
والمدهش أن ينزعوا مصر بعد سبعة آلاف سنة من اسمها وأصلها وأطلقوا عليها الجمهورية العربية المتحدة.. أليست هذه خيانة في حق مصر، ألا يستحق هؤلاء الرؤساء أن يحاكموا أمام محكمة التاريخ والضمير.. ماذا يكون رد عبد الناصر وبعده السادات اللذين بدون استحياء حولا مصر إلى مصر العربية، كيف تكون ياسادة مصر عربية أيهما أقدم..!!.. كيف ينسب الأب لابنه أو الجد لحفيده الضارب في فجر التاريخ إلى الجديد الذي لانعرف عنه تاريخًا عظيمًا أو حضارة فخيمة مهما ادعوا العكس وتشبثوا بالأوهام.. أليس هذا دونية شعب مصر لوطنهم مصر وحضارتها وتاريخها لحساب العرب والاحتلال العربي.

حينما تكون مصر عربية، تكون مصر تابعة للعرب كدولة محتلة من الغازي العربي بدو الصحراء ورعاة الغنم والماعز.
وللعجب أن العرب يتعالون على مصر وشعبها ويرفضون انتساب شعب مصري لهم.. وياللعار مصر الخالدة تسيل كرامتها على حائط العرب والعروبة, ومازلنا نتنطع بالعروبة الرافضة لهم بلا كرامة وبكفالة الأسياد العرب للمصريين الذين وضعوا كرامتهم تحت أقدامهم...
ورد تعليق على إحدى مقالاتي من إنسان عربي صادق باسم مستعار "ابن الجزيرة العربية" ونشر بموقع الحوار المتمدن بتاريخ 1/12/2009 بعنوان "وجه كلامك إلى حكومتك في الاول":
"نعم أنتم لستم عربًا, وأقسم أنني اتمني أن أقطع أي رابط يربطكم بنا، ماذا استفدنا من عروبتكم التعيسة غير الزج بنا بصراع مع إسرائيل التي لم تؤذنا بشيء وصرف مليارات الدولارات كمساعدات لكم في حروبكم وتنميتكم وتوظيف ملايين العاطلين المصريين في بلادنا وشراء أفلامكم ومسلسلاتكم التي لم يعد يراها سوي ربات البيوت العجائز.. نحن لا نريد عروبتكم ولا نريد اسلامكم ولا نريد أن تربطنا بكم أي رابطة، ويفضل أن توجه كلامك هذا إلى حكومتك بدل أن تكتبه بالانترنت لعل وعسى تلغي حكوكتك كلمة عربية من اسمها و"نخلص من هذا القرف!".... وفي نفس الوقت يتأسد الشعب المصري على إخوتهم الأقباط المصريين لأنهم ليسوا عربًا مثلهم.. أليس هذا عجبًا...!!

يقول عمرو بن العاص:
"نحن العرب من أهل الشوك والقرظ ... كنا أشيق الناس أرضًا وشره عيشًا, نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا على بعض"...
ويقول مهدى عاكف مرشد "الإخوان المسلمون" الأسبق في مصر: إنه يفضل أن يحكمه مسلم ماليزي على أن يحكمه مصري قبطي في طعن صريح للهوية المصرية ومبدأ المواطنة وتفضيل المسلمين الأجانب على أهل البلد المختلفين في الديانة.

ويذكر الكاتب صلاح الدين محسن في موقع الحوار المتمدن:
"عندما يذكر اسم مصر على مسمع إنسان - فاهم - بأي مكان من كوكب الأرض، فعلى الفور تبدو لذهنه صورة الأهرامات العظيمة، إحدى وأولى عجائب الدنيا السبع. والمسلات والمعابد الشامخة الخالدة التي تخلب الألباب لدى كل المتحضرين، بمختلف أنحاء المعمورة ... وعندما يذكر اسم العرب أمام نفس الإنسان فلا يظهر أمام ذهنه سوى صورة الجمل والنخلة والخيمة.. وأيضا "براميل النفط..، والعقال ..، وشتان بين وزن الجمل، ووزن الهرم، وبين ارتفاع الجمل وارتفاع الهرم، وشتان بين وزن النخلة وعمرها الافتراضي، ووزن وعمر المسلة الفرعونية..، وفارق بل وفوارق بين الخيمة العربية، والمعبد الفرعوني والمسلات والأهرام والمعابد العجيبة التي هندسها وبناها الإنسان المصري .. أما الجمل والنخل - وبراميل النفط - فقد وجدها الاإسان العربي مثلما وجد الإنسان الهندي والإنسان الحبشي "الفيل" الذي هو أعظم من الجمل بكثير.
إننا أمة تضرب جذورها في فجر التاريخ، عاصرنا العرب بكافة قبائلهم عاربة ومستعربة واحتفظنا بمصريتنا، لماذا يطلق علينا "عرب"؟؟.. نحن مصريون أولاً وأخيرًا نحن شعب ناطق بالعربية, ولكن عروقنا تجرى فيها دماء واحدة كمجرى النيل في وادينا.. من جعلنا عربًا؟ نحن أمة ناطقة بالعربية... وبالقبطية (المصرية) دون أن ندري..
وللموضوع بقية

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق