بقلم: أماني موسى
بينما يحتفل العالم أجمع في هذا الشهر بالمرأة حيث احتفالات عيد الأم ويوم المرأة العالمي ويوم المرأة المصرية، ويطالب كثيرون بحصول المرأة على كامل حقوقها وبخاصة في دول العالم التالت، وبينما تقوم مظاهرات احتجاجية من قِبل نفر قليل من السيدات المفكرات للاعتراض على قرار المحكمة الدستورية العليا بمنع المرأة من توليها مهنة القضاء بمجلس الدولة، تجد على الجانب الآخر وبين قطاع كبير من الشعب وخاصةً النساء يؤيدن قرار مجلس الدولة بعدم صلاحية المرأة لامتهان مهنة القضاء!!!
ولم أصل لنتيجة واضحة ومحددة حول رفض أؤلئك النسوة أو بمعنى أصح الحريم، وأقول الحريم وأنا أعنيها حيث أرتضين أن يكونوا عبيد وتابعين لسي السيد ويعودوا بعجلة الزمن للوراء حيث عصر الحريم والمشربية والجلابية ونقاب العقل والجسد!!
وما أدهشني إن قلة قليلة وهن سيدات المجتمع الراقي مَن وقفن وعارضن القرار وقمن بالاحتجاج عليه، بينما السواد الأعظم من النساء المصريات رحبن بذلك القرار واعتبروه موافق للعقل والمنطق وطبعًا منسيوش يدخلوا ربنا في الموضوع –كعادة المصريين يدخلوا الله في كل كبيرة وصغيرة ويتحدثون كثيرًا باسمه-، وهذا ما شاهدته وسمعته ببرامج الفضائيات حيث تقارير الشارع التي تنقل رأي أمهات المستقبل وكانت الآراء اللي وردت بالتقارير لبنات من كليات الحقوق بجامعات المحروسة.
وتهل كل واحدة منهم على الشاشة والبسمة ملئ شفتيها والعقل بيفط منها فطيط، وتقول وهي تضحك بثقة حين تسألها المذيعة عن رأيها في قرار رفض تعيين المرأة قاضية: فتجيب وهي على يقين رجل الدين: بصي حضرتك أنا مع القرار دة جدًا، ثم تكمل كلامها مستندة على عمق دراستها وغزير علمها ببواطن الأمور: لأن ربنا خلق المرأة ناقصة عقل ودين وبالتالي مش هتقدر تحكم بالعدل بين الناس.
والحقيقة مش فاهمة أزاي ناقصة عقل، هل هذا على اعتبار أنها من غير نافوخ كامل ولا مؤاخذة وبالتالي مش هتقدر بمخها الفسفس دة أنها تحكم بالعدل بين الناس؟!
وأخرى قالت: الست عاطفية وهتحكم بمشاعرها أكتر وكدة القضاء هيخرب، وأنهت كلامها بالإجزام والتأكيد على وجهة نظرها، ودة طبعًا مش من فراغ لكن من قراءاتها العميقة بكتب علم النفس وإلمامها بعمق النفس البشرية، ونسيت تلك الجهبوذة إن المرأة نفسيًا أقوى من الرجل مش هشة وضعيفة وقلبها قلب خساية نتيجة أكل الخس كتير، إلى جانب أن القاضي في حكمه لا يستند إلى مشاعره في القضية وتعاطفه مع طرف على حساب الآخر لكن يستند في حكمه إلى أدلة وبراهين وقوانين وتشريعات.
وأخريات صدموني بآرائهم بأن الست اتخلقت للبيت والعيال ونجاحهم هو نجاحها وكلمات من هذا القبيل الذي لا معنى له برأيي، إذ ما معنى أن ينحصر دوري كإنسان في أن أهتم بآخرون وأذوب في دائؤتهم ليتلاشى وجودي وتأثيري مع الوقت؟ ولا أظن أبدًا أن الله خلق كائن لمنفعة كائن آخر دون أن ينفع نفسه ويطوّرها.
بالنهاية لن تُحل قضية لجماعة لا يؤمن معظمها بأحقية مطالبهم وأهدافهم التي يسعون لتحقيقها بل يرونها رفاهية وأمور ضد الطبيعة!! |