CET 00:00:00 - 21/03/2010

لسعات

بقلم: مينا ملاك عازر
أذكر وأنا صغير أني كنت أتضايق من أغنية "ماما زمانها جاية"، كنت أشتاق لأمي خاصةً عندما كنت في المدرسة، بالتالي كنت أكره الأغنية لأنها كانت تذكرني بمأساتي التي أعيشها كل يوم ببعدي عن أمي كل يوم بنزولي للمدرسة، واليوم أغني وأقول "أنا زماني جاي" طبعًا أغنيها لأمي حتى أطمئنها عليَّ، وكنت أحلم قديمًا بترشيح أمي أمًا مثالية، واليوم أنا مستمر في حلمي لكنني أنأى بها عن أن تدخل في أي منافسة مع أي أم، لأنني موقن بأن كل إنسان يرى في أمه أمًا مثالية، وربنا يخلي لنا كلنا كل أمهاتنا ويرحم من مات منهن.

طول عمري الناس بتحسدني على أن لي أمهات كثيرة، أمي وعمتي وخالتي ومرات عمي، ولكن أنا أقولها لكم اليوم، أنا متأكد إن لي أب واحد وقد مات، وأتلكك بأن ساعات يطلقوا على عيد الأم "عيد الأسرة" لأقول له من خلالكم الله يرحمك يا با ووحشتني، وعلى كل حال أنا بيقولوا لي إنني بستكمل مسيرته في كثير من طباعه، أرفض الظلم، والفساد، مبتسم قدر الإمكان، محلل و.. ماعلهشي نسيت إني بأكتب المقالة بمناسبة عيد الأم وليس نعيًا، لكن ماعلهشي أصل لما مات أبويا كنت صغير ما عرفتِش أكتب له نعي فمشوها لي المرة دي.
ومع ذلك، نعود لمقالنا الساخر كعادتنا، وأنا شخصيًا أرشح أم أربعة وأربعين لتكون أمًا مثالية لأنه يكفيها أنها عانت آلام الوضع أربعة وأربعين مرة، هذا غير ما قد تكون عانته نفسيًا إذا كانت قد أجهضت، وكيف أنها راعت الأربعة والأربعين.

وأرشح الدنيا لتكون بنتًا مثالية، لأنها تراعيها أمها مصر للآن بالمساعدات والقروض والمنح، فالدنيا بارة بأمها رغم أن أمها فرقت في معاملتها بين الدنيا، فقد أوجدت دولاً في هذه الدنيا غنية ودولاً أخرى نامية أو نايمة، وقسمت الدول لعالم أول وثاني وثالث وهذا ليس عدلاً ورغم ذلك الدنيا تبر بها.
وأسوء الأمهات ليست مصر، وإنما هي الماسورة الأم لأنها حينما تنكسر والانكسار عيب أوي على الأمهات، لكن المهم أن الماسورة الأم حينما تنكسر تغرق الدنيا وتنقطع الميه ونبقى مش طايقين نفسنا وخاصةً في الصيف.

وطبعًا أشهر الأمهات أم المعارك، والمعارك عمالة تزيد، والأم عمالة تنجب ولا غضاضة في ذلك أن تنجب، ولكن على أم المعارك أن تعترف وترشد عن أبو المعارك حتى نرفع عنها عبء اللوم بأنها تنجب معارك كثيرة للآن.
وأنا إن كنت أحلم بغد أفضل، فأنا أحلم بأن تكون أمهاتنا كلنا بخير حال، ولن أكتب لكم عن واجبنا حيال أمهاتنا ولكن أكتب لكم فقط عن أنني أكون في أسوء حال إذا كانت أمي متضايقة سواء كان الضيق مني أو من غيري، وأذكر أنني أول ما سعيت له حينما مر الأوتوبيس على قدمي حين رأيتها هو رضاها حتى أضمن أنني سأعبر هذه الأزمة، وهو ما جرى والحمد لله وأنا دائمًا ما أقول حينما أحقق أي نجاح "أصل أنا أبويا وأمي داعيين لي" وربنا يخلي لي دعواتهم الصالحة، ويبعد عن قلبيهما أي غضب حيالي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

ماما زمانها جاية

شتاء مربع

الكراسي

أستاذ محمود سعد الجميل

أُحِب العدالة

جديد الموقع