**كتب: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون
أصدرت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة يوم الثلاثاء 7 أبريل 2009 قراراً بإلغاء ترخيص مجلة إبداع الثقافية التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي وتصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، بسبب قصيدة بعنوان "شرفة ليلى مراد" نُشرت منذ عامين للشاعر المصري حلمي سالم، اعتبرها المحامي أ. سمير صبري أنها تسيء للذات الإلهية.
وفي حوار مع قناة "العربية" نفى الشاعر حلمي سالم أن تكون القصيدة تسيء للذات الإلهية وقال "إن الذين استخلصوا ذلك هم الذين يقرأون الأدب قراءة بوليسية سيئة النية، أما الذين يقرأون الأدب والشعر بنية حسنة فيرون فيها عكس ذلك تماماً".
وتعليقًا على هذا القرار قال المفكر كمال غبريال الذي قام بنشر عدة قصص قصيرة بالمجلة قبل إلغاء ترخيصها لـ "الأقباط متحدون": أنه يحترم حكم القضاء الصادر، لكنه اعتبر القرار ليس مجرد حجر على مجلة "إبداع"، إنه جزء من مسلسل الحجر على الإبداع ذاته في أي مجال وكل مجال... ممنوع التفكير، ممنوع التجديد، ممنوع حتى التنفس إلا بإذن من السلطان، ومن أصحاب الفضيلة والقداسة أعوان السلطان، لا حاجة بنا إلى مجلة إبداع، ولا حاجة لنا إلى أي إبداع من الأساس، يكفينا فتاوى أصحاب الفضيلة والقداسة الذين احتكروا الحديث باسم الإله.
وعن الدعوى التي أقامها المحامي سمير صبري وقوله أن القصيدة تعيب فى المقدسات، تساءل غبريال:
هل هذا الشخص أو ذاك هم حراس لله عز وجل؟ ومن الذي يحدد أنه إبداع أدبي أو عيب في الذات الإلهية من عدمه؟، فليرجع السادة أصحاب المقدس لينظروا إلى مساحة الحرية والإبداع عند العرب في ظل الخلافة الإسلامية، ماذا كان حجم حرية أبي العلاء المعري وأبي نواس وغيرهم، مضيفًا أن الإبداع في ظل الدولة الإسلامية -بالتحديد العباسية- لا يُقَارن بما نعيش فيه اليوم من إرهاب و فاشية باسم الدين وحماية المقدس.
واختتم المفكر كمال غبريال حديثه بأننا ألغينا ترخيص مجلة إبداع، ولم نلغ تراخيص المجلات والدوريات التي تبث الكراهية والتعصب وصادرة عن جهات شبه رسمية وكذلك القنوات الفضائية التي تبث من النايل سات وتنشر الخرافة والتغييب وتحض على القتل باسم الجهاد في سبيل الله. |