CET 09:32:55 - 22/03/2010

أخبار عالمية

العربية نت

لا يمثل الحادي والعشرون من شهر مارس من كل عام - كيومنا هذا - لأصحاب الزهور ومحال الهدايا في السعودية تلك الخصوصية المهمة على صعيد الوفاء مثلما هو بالنسبة لشرائح مثل الفتيات والطالبات الجامعيات، على سبيل المثال، اللواتي يعتبرنه مناسبة خاصة لتكريم الأم، وأنه يندرج ضمن اهتمام عالمي لتعزز الوفاء، وأن ذلك أيضاً ينسجم والتعاليم الدينية الحقيقة بعيداً عن التشدد والرفض من جوانب قد لا تقبل.

أما بالنسبة لأصحاب محال الهدايا والزهور في السعودية فهي فرصة مثل غيرها كعيد الحب والمرأة والطفل وغيرها يمكن انتهازها لرفع الأسعار وتسويق المنتجات.

عيد الأم الذي بات الاحتفال به يلقى رواجاً في المجتمع السعودي، ما لفت انتباه أصحاب المحال التجارية، وانتهزوا الفرصة لتسويق منتجات تراوحت بين كعكات مزينة، ومجوهرات قيمة، وأطباق خاصة في المطاعم الرائجة.

وفيما يوجد قسم كبير من السعوديين قد أدرج في أجندته السنوية الاحتفال بهذه المناسبة، فإن قسماً آخر يقف رافضاً له. ومنهم الشيخ صالح الشمراني الذي يرى أن الاحتفال بهذه المناسبة يعتبر "إساءة للأم. فالواجب هو برها في كل يوم من أيام السنة"، وأن هذا الاحتفال "بدعة محدثة أتت من بلاد غير المسلمين، أما أعياد المسلمين فمعروفة ولا يجوز أن يحدث المسلمون مثل هذه الأعياد، بل عليهم أن يبتعدوا عنها".
استغلال

وكانت محلات متخصصة عدة في بيع الحلويات والمجوهرات قد بدأت حملاتها الدعائية منذ أسبوع عن عروض خاصة بمناسبة عيد الأم في الصحف المحلية. وفي حديث أجرته "العربية.نت" مع عدد من أصحاب المطاعم والمحلات التجارية أكدوا أن الإقبال على منتجاتهم جيد.

ومن جهته أكد المدير التنفيذي لأحد أشهر مجموعة مطاعم بجدة لـ"العربية.نت" أنه تم حجز كل طاولات مجموعته من قبل عائلات فضلت الاحتفال بأمهاتها خارج المنزل.

فيما يؤيده بشكل أو بآخر مدير فروع شركة حلويات بجدة، مشيراً إلى أنهم أعلنوا للمرة الثانية على التوالي عن عروضهم في الصحف، بعد أن كانوا يكتفون في الأعوام السابقة بالإعلان داخل المحال فقط. ورداً على سؤال حول عزوفهم عن الإعلانات الخارجية في السابق أكد أن الأمر لا علاقة له بالترويج لأفكار جديدة على ثقافية المجتمع وإنما هي سياسة تسويقية.

من جانب آخر رفض مدير التسويق بإحدى دور المجوهرات بجدة أن تكون إعلاناتهم متزامنة مع عيد الأم، مضيفاً أن حملتهم الإعلانية بدأت منذ أسبوع وستستمر لأسبوع قادم. وقال "لم نربط الاحتفال بالأم بيوم واحد لذا فإعلاناتنا ستستمر لأسبوع قادم". وأضاف "ما العيب في أن يجدد التاجر في أساليبه التسويقية ما لم يتعارض ذلك مع الدين والقانون. وما المشكلة الدينية في الاحتفال بالأم".
  لا يختلف عن يوم المعلّم واليوم الوطني

من جهتها تؤكد الكاتبة في صحيفة "الجزيرة" رقية الهويني لـ"العربية.نت" أن "يوم الأم العالمي يأتي كأحد الأيام التوعوية أسوة باليوم الوطني ويوم الدفاع المدني ويوم المعلم وأيام أخرى يسعى العالم للتذكير بها رغم أهميتها. بينما يسعى التجار وأصحاب المحال التجارية إلى الاستفادة من بعض المناسبات الاجتماعية التي تمس الأسرة أو الوطن بالتحديد لعرض منتجاتهم والتسويق لها".

وحول جانب التحسس من الأمر تؤكد "قد يشعر بعض الناس بحساسية الأمر وأن له مساس بالشريعة الإسلامية باعتبار أنه لا يوجد إلا عيدان للمسلمين وهو أمر صحيح لا شك فيه. ولكن لو تسامحنا مع هذا اليوم ولم نقاومه بعنف أو امتعاض أو شعور بالمؤامرة لكان مروره بسلام كيوم الوطن الذي قاومه الكثير حتى أصبح يوماً جميلاً يتمتع به كل سكان الوطن (مواطنين ومقيمين) بإجازة لذيذة نسترخي بها ونحمد الله على نعمة الأمن وإقامة شريعتنا بسلام، برغم أن حب الوطن لا يختزل بيوم كحب الأم".

وتقلل الهويني من أي مظاهر شاذة أو غير طبيعية قائلة "الواقع أنني لم أشاهد أي مظاهر شاذة أو غير طبيعية أو تعارض الشريعة في يوم الأم الذي يبدي فيه الأبناء مشاعرهم نحو والدتهم بصورة ظاهرية استثنائية ومضاعفة حتى لو كانوا يحملون لها من المشاعر ما تعجز جميع الأيام أن توفيه، فحق الأم كبير وبرها واجب. ونحمد الله أننا مسلمون أمرنا شرعنا بالعناية بها كل يوم". 
 تباين القبول والرفض

وفي تحقيق نشرته صحيفة "الحياة"، اليوم الأحد 21-3-2010، أكدت أن غالبية الرافضات للاحتفال به هن في العاصمة الرياض. حيث تقول نورة السند "لم أحتفل في حياتي بيوم الأم، لأنه لا يوجد في الإسلام سوى عيدين، وما زاد عليه بدعة"، مشيرة إلى أن "من حق الأم علينا طاعتها ووصلها والإحسان لها، والتواصل معها في الهدايا والعطايا في أي وقت نشاء من دون تحديد يوم معين". أما عهود الدوسري فتستنكر الاحتفال بالقول "لا أحتفل بهذا اليوم، أما بالنسبة لأمي ففي كل مرة تسنح لي فرصة أهديها هدية، ولا أنتظر مثل هذه الأعياد الدخيلة على المجتمع السعودي".

وتساءلت "هل بر الوالدين في هدية تقدم بيوم الأم؟"، لافتة إلى أن من اخترع هذه المناسبة لا تربطه بأمه سوى هدية تقدم في يوم واحد من السنة، وبقية السنة ربما لا يراها.

أما أم عبدالعزيز، وهي امرأة مُسنة تعمل بائعة في إحدى أسواق الرياض، فتستغرب من أولئك المعارضين للاحتفال بيوم كهذا، وتقول في حديثها لـ"الحياة" "ما الضرر الذي سيصيب مجتمعنا عندما تقدم ابنتي لي هدية خاصة في هذا اليوم؟ أشعر بالسعادة عندما يحدث ذلك، وأنتظر ذلك اليوم الذي تقدم ابنتي هديتها لي، لأنها في كل عام تقدم لي شيئاً مختلفاً".

وفي المنطقة الشرقية نظمت لجنة العلاقات العامة في نادي الخبر التطوعي حملة "تاج رأسي" الثالثة المقامة في مجمع الراشد في الخبر. وقالت رئيسة لجنة العلاقات العامة في نادي الخبر التطوعي هيفاء الطويل إن الهدف من الحملة التذكير بفضل الأم والتأكيد على حقها، وتكريمها بهدية رمزية بسيطة ولو أنها لا توفي عظم حقها.

وتابعت "هناك ركن خاص للشباب اسمه ركن توزيع الورد، ليقدموا الورد هدية لأمهاتهم وآبائهم، فضلاً عن ركن التصوير، الذي يتم فيه تصوير الطفل مع خلفية معبرة عن حبه لأمه بالكاميرا الفورية وتعطى للطفل". فيما تعتبر فتيات جدة وبحسب التقرير هن الأكثر احتفاء بالمناسبة. 
  اختلافات سنوية

وعن التحريم، لا تختلف الأسباب كثيراً عن تلك التي تورد في الاحتفال بعيد الحب أو الطفل أو المرأة أو غيرها، وتأتي الحجة الأولى في الفتاوى هي أن الدين الإسلامي لا يعرف سوى عيدين اثنين هما عيد الفطر وعيد الأضحى.. وبالتالي فإن كل الأعياد الأخرى لا يجوز الاحتفال بها. فيما تأتي أسباب أخرى تالية مثل القول إن الأم يجب تكريمها فى كل يوم من العام وليس في يوم محدد.

وغالباً ما تحصل مواجهات عبر الإعلام أو على نطاق ضيق من خلال الخطب في المساجد للتحذير، إلا أنه رغم ذلك يحصل احتفاء في المنازل وعلى نطاق ضيق في الأماكن العامة بمثل هذه المناسبات وينادي مؤيدوها بأنه من الممكن ألا تسمى عيداً ويكتفي بذكر (يوم) قبل المناسبة ويتساءلون "هل سيحل ذلك الإشكالية؟".

من جهتها أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه مع اقتراب يوم الفالنتاين كل عام تطلق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية حملة لمنع مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة، حيث تُوجه بمصادرة الهدايا والتحف ومنع ارتداء الفتيات الملابس الحمراء، ومعاقبة كل من يخرق المنع، مشيرة أيضاً إلى أن "المملكة مهد الإسلام تمنع أيضاًًً احتفال الأفراد بأعياد ميلادهم، وتمنع الاحتفال بيوم الأم معتبرة أنها (بدع) لا يقرها الإسلام".

وفي قصة ولادة وتاريخ هذا اليوم (عيد الأم) يقول الصحافي في "أخبار اليوم" علي أمين "لم لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه"'يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق"، مضيفاً "في هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة بالشكر والتقدير"، وبعد نشر المقال بجريدة "الأخبار" اختار القراء تحديد يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيداً للأم.

وكان أن انهالت الخطابات تشجع الفكرة، وأغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس عيداً للأم ليكون المصريون أول من يحتفل بأول عيد في 21 مارس سنة 1956، فيما لم تجد فكرة "عيد الأسرة" ليكرم فيها الأب ذلك القبول. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع