بقلم : نسيم عبيد عوض
ألم يحن الوقت ياشعبنا لنفهم قواعد اللعبة .. لماذا يضطهدوننا؟ .. لماذا يقتلوننا؟ لماذا يقهروننا؟ الإجابة مع إحترامى لكل القواعد المطروحة فى ساحة البكاء والعويل الآن .. لأننا مهمشين .. لأننا نعيش فى هامش الحياة السياسية.. ليس لنا اى ثقل فى الحياة العامة ليس لنا مشاركة فى صنع القرار فى مصر ..
ودعوكم من إقتصاديات الأقباط الثرية فى العمل التجارى والصناعى لأن رأس المال خواف على المغامرة ولذلك هو بعيد عن المشاركة السياسية الحقيقية.. كممثل للأقباط , حقيقة لهم ثقل مالى وثروات طائلة ولكنها بعيدة عن وجع الدماغ –السياسة- ويواكب هذا التهميش الإضطهاد والتصفية من أوائل الخمسينات وحتى يومنا هذا والى حين طالما لا نستطيع ان نشارك فى صنع القرار فى مصر .. بالمشاركة السياسية. هل رأيتم المهزلة فى مجلس الشعب .. يرفعون الحصانة من على لاعب الكرة شوبير عضو مجلس الشعب لمشادة على التليفزيون وليس فى المجلس الموقر بينه وبين آخرين ولكنهم يرفضون رفع الحصانة عن الغول الكبير لإهانتة عضوة فى المجلس الموقر وسبها علنا وعلى مسمع من اعضاء ورئيس المجلس لأنها قبطية..
وحادثة محافظ الأقصر الذى أمر البولدذرات بهدم مبنى فى الكنيسة بدون إذن ولا حتى إحترام الآدمية والقوانين لأن الأمر متعلق بمسيحيين , وفى مرسى مطروح وأجهزة الدولة عالمة بما سيجرى لأقباط المنطقة ولا يهم .. فى النهاية مصالحة مرغم عليها الأقباط بينما الألم يعتصر ضحايا الهمجية والعدوان .. والى آخرة. وما يستجد..التهميش فى التوظف وفى مناصب وفى وظائف الشرطة والقوات المسلحة والقضاء .. والمحافظين والوزرارات .. إلخ. وحتى بعض المحللين يرجعون السبب فى مايحدث للأقباط ويدفعون الثمن غاليا مقابل لعبة التوازن فى الحكم بمعنى إشغال الرأى العام المصرى ويجر معه العالم الى تغطية إنحطاط المجتمع فى بؤرة الفقر والجهل والمرض وتعمية عامة الشعب عن الفساد والرشوة وتدهور الحكم .. وقد يكون – وهذا رأى إحدى الهيئات البحثية فى واشنطن - ان مايحدث للأقباط هو دافع لإستمرار حكم مبارك أو جمال مبارك ..
أسباب كثيرة علاجها عند مخططى الحكم فى مصر هو التضحية بالأقباط وهذا أمر سهل بمجرد إشاعة عن إعتداء مسيحى على فتاة مسلمة أو الدفع بمسلمة لبيت أحد المسيحيين أمور مخططة يقع فيها اى ضعيف وينتج عنها مذابح وإراقة دماء والحكومة سعيدة بهذة المآسى لأنها تحقق خططها أو بمعنى أصح هذة قواعد اللعبة السياسية .. وكل ذلك مرجعة سبب واحد لأننا لا نشارك فى الحركة السياسية أو بالصحيح نحن خارج أجهزة السياسة والتخطيط فى الدولة . وكان حال الأقباط مختلفا تماما عندما كانوا مشاركين فى الحركة الوطنية وكانوا أعضاء فى كل أحزاب مصر فى ذلك الوقت ومن عام 1929 أعطيكم مثلا لهذا الثقل السياسى الذى كان يقودة الأقباط ة وهم أعضاء فى حزب الوفد .. ( فى الصراع مابين حزب الأحرار الدستوريين وحزب الوفد كتب الدستوريين فى جريدة \"السياسة\" \" أن آلاف الأقباط هم الذين يتحكمون فى أمور ملايين المسلمين عن طريق الوفد المصرى وانة إذا كان الرسول قد أوصى مسلمى مصر بقبطها خيرا , فأولى بالقبط اليوم أن يستوصوا بالمسلمين .. \" وتقول ان وليم \" مكرم عبيد – ومن اليه (القبط) هم الوفد, والنحاس ومن اليه –المسلمين- هم التبع \" وتسخر من فخرى عبد النور قائلة انه يحى ليالى رمضان بتلاوة القرآن فى بيته , حتى اذا انصرف القراء \" دعا القسيس ليطهر البيت من آثار التلاوة والزيارة.\" وكان حزب الأحرار الدستوريين يتهم الوفد انه يقصى الموظفين المسلمين عن وظائفهم طاعة للأقباط دعما لنفوذ القبط .. وقد كتب الأستاذ الكبير عباس محمد العقاد فى ذلك الوقت \" .. ان الوفديين يعتمدون على المبادئ الوطنية السياسية وحدها فى ميدان الانتخاب , على عكس مايستخدمة خصومة بالعصبية أحيانا وبالتعصب الدينى أحيانا أخرى , ولكن رغم ذلك فان الناخب المصرى يعلم ان البرلمان للمصريين جميعا, ولذلك لا يعبأون بالذين يستغلون الدين \" ويتجرون بالتعصب الذميم ..
والحقيقة ان فصل المصريين بين الشعور الوطنى والشعور الدينى قد بلغ مبلغا يغبطهم عليه بعض الأمم الأوربية اليى لا تزال فيها أحزاب تعرف باسم المذهب الدينى أو الكنيسة .. \" وآخر مشاركة للأقباط فى الحياة السياسية فى مصر كانت إنتخابات 1950 عندما فاز الوفد بالأغلبية ومن ضمن أعضائه 10 نجحوا فى الإنتخابات وبعد دخلت مصر فى سياسة تهميش الأقباط عندما ألغت الثورة الأحزاب السياسية ولجئت الى سياسة التعيين المأخوذ بها حتى الآن... ونتيجتها مايحدث للأقباط على أيدى العامة ومحرضى الفتنة الطائفية .. ولذلك أتساءل اليوم الى متى سنظل بعيدين عن المشاركة فى الحياة العامة وفى الحياة السياسية .. ولن تقوم لنا قائمة الا بذلك ,, ونحن الآن شعب بأغلبية متعلمة ومنهم نسبة كبيرة حصلت على أعلى الدرجات العلمية .. ومنذ عدة أيام عقدت منظمة الأتحاد المصرى لحقوق الإنسان مؤتمرا صحفيا عن العنف الطائفى فى مصر تحدث فيها الآساتذة كمال زاخر وألأستاذ ممدوح رمزى المحامى وجرين وهبة المحامى ورئيس المنظمة المستشار نجيب جبرائيل وأفاضوا قولا عن كل ماحدث للأقباط وقد رصدوا لأكثر من مائة وثمانية عشر اعتداء طائفيا على الأقباط مابين قتل وحرق منازل وزراعات وتدمير ممتلكات ونهب وسرقة متاجر وصيدليات مملوكة للأقباط فى العشر سنين الأخيرة فقط , ولم يتطرقا لما يحدث للأقباط من عام 1972 وحتى الآن ..
المهم هذا كلام مكرر ولن يأتى بنتيجة وياليتنا وبنفس هؤلاء الآساتذة ان يوجهوا مجهوداتهم فى المهام التالية:
1- تبنى سياسة الدعوة والتشجيع على التسجيل فى سجلات الإنتخابات لكل الشعب القبطى فى كل أراضى مصر , حركة وطنية ودعوة صارخة لشعبنا بالتقدم والتسجيل للأنتخابات القادمة , فى جميع القرى والنجوع والمدن والمراكز والمحافظات وقطعا سيأتى يوما تتم فية إنتخابات نزيهة. .
2- الدعوة لكل المجموعات الشبابية فى انحاء مصر على تولى تشجيع الأقباط للمشاركة فى عضوية المجالس المحلية , الروابط المهنية, النقابات , وحتى
الجمعيات الداخلية لأى مصلحة حكومية, التقدم لعضوية نافعة باسم مصر وليس باسم ألأقباط . والإستمرار فى ذلك ولا يفقدون الأمل فى المشاركة. 3-
يمكن لهؤلاء القادة الأفاضل ان يوجهونا لأى حزب يتقدم الية الأقباط للمشاركة فى الحياة السياسية , واى حزب تقترب أفكارة مع مايبغية المواطن القبطى الذى يهدف لصالح الأمة كلها وليس لحساب طائفة بعينها, وهذة خطوة مهمة قد تكون صعبة لأن القبطى ليس مدربا على العمل السياسى لإبتعادة هذة الفترة الطويلة عن المشاركة , ومايحدث للسيدة الأستاذة جورجيت فى مجلس الشعب أكبر دليل على ذلك فليس لها أن تبكى بل لو انها مدربة على المجال السياسى لأستمرت وبكل قوة ودموعها غالية علينا ولكن فى العمل السياسى لا بكاء بل سياسة.. والمشاركة باسلوب السياسيين. ..
وقد كتب الدكتور ميلاد حنا عن ذلك بقولة \" أنه لا توجد آلية لتشجيع الأقباط على المشاركة فى الحياة السياسية , فقد حاول الكثير منهم التقدم لإنتخابات مجلس الشعب وأغلبهم لم ينجح فى تلك التجارب ,وهذا قول حق , وهذة مهمة القادة الأقباط من العاملين الآن فى البحث عن المواطنة , ان نبحث عن مداخل لشعبنا القبطى للمشاركة فى العمل السياسى .
وساقص عليكم تجربة قمنا بها مع الدكتور شوقى كراس فى عام 1997 للبحث عن تشجيع مشاركة الأقباط فى حزب الوفد لإستعادة أمجاد المشاركة فى العمل السياسى وبالتالى صنع القرار فى مصر , وألشهود على ماسأقولة الدكتور صبرى فوزى جوهرة وصديقه الدكتور مدحت خفاجى أستاذ جراحة الأورام فى جامعة القاهرة وكان وقتها عضوا فى الهيئة العليا لحزب الوفد ( وبدعوة من الدكتور صبرى ) حضر لنا الدكتور خفاجى فى مقر الهيئة القبطية فى جيرسى سيتى وكلفنى الدكتور شوقى كراسى وقتها على إدارة الحوارمعه ومعنا آخرين , وبالفعل ناقشنا أهمية عودة الأقباط لحزب الوفد للمشاركة الفعالة فى الحياة السياسية , وكانت المشكلة التى أثيرت هو تحول من حزب الوفد بدخول الشيخ صلاح أبو أسماعيل لعضوية الوفد والبدأ فى تخصيص كتابات دينية فى صحيفة الوفد , ولكن الدكتور خفاجى طمأننا من هذا التحول , وطالبنا بتشجيع الأقباط بالإندماج فى حزب الوفد بيتهم القديم على حد قولة , واتفق معى على كتابة مقالات فى صحيفة الوفد لنشجع شعبنا على هذا الإنضمام , وعلى أثر عودته لمصر كتب فى عمودة الخاص فى صحيفة الوفد عن ماحدث معنا وحتى انه طالب الحكومة المصرية بدعوة الدكتور شوقى كراس والأستاذ نسيم عبيد على لقاء مفتوح لمناقشة مشاكل الأقباط فى مصر. ولكننى فوجئت بعدم نشر مقالاتى التى كنت أرسلها بالفاكس على منزله ,
وقد أرسل سيادتة لى خطاب ( مازلت محتفظا به) يفسر سبب عدم النشر ان جمال بدوى وكان رئيس تحرير الصحيفة قد أقنع السيد فؤاد سراج الدين رئيس الحزب بأن شوقى كراس على خلاف مع البابا شنودة وان نشر المقالات يسبب مشاكل , حتى ان سيادته اقترح فى خطابه لى انه سيدبر لقاء لى مع الأستاذ سراج الدين لنناقش الموضوع, ولكننا فى الحقيقة قطعنا الإتصال لوضوح الرؤية ان حزب الوفد كما قلنا فى صورة جديدة يساير التيار الدينى السائر فى مصر كلها ..\" ولروايتى لهذة القصة أننا فعلا فى مشكلة فى البحث عن الحزب المناسب للإنضمام والمشاركة من خلاله. وهذه مهمة القادة الأقباط فى مصر يدرسون ويبحثون عن المدخل السليم لهذة المشاركة الضرورية فى الحياة السياسية . الأخوة الأفاضل قادة الحركة الوطنية وحقوق الإنسان والمواطنة ياليتنا نركز جهودنا فى الفترة القادمة على فتح مجالات للأقباط للمشركة فى العمل السياسى فى مصر وبالتالى المشاركة فى صنع القرار وإعتقادى انه الطريق الوحيد والصحيح لإعادة الأمور الى نصابها قبل الهجمة الشرسة على هذا الشعب الآمن والأمين شعب مصر القبطى. |