CET 00:00:00 - 23/03/2010

مساحة رأي

 بقلم العرضحالجي المصري - د. ميشيل فهمي
ليس خافيًا على أحد أن شيوخ الفتنة ذو الصوت العالي المنتسبون زورًا إلى الإسلام...، والمحتكرون أســواق الفتاوى الممتازة "Supermarkets" باسمهم، قاموا باخــــــتطاف الدين الإسـلامي لمصلحتهـم.. ولصالح أســواقهم تلك، وفي النهاية لصالح جيوبهــم التي بلا قــــاع، والحسابات التي تصب في جميع بنوك ومصارف العالم عدا الإســلامية منها...، فركبوا على أكتاف القوانين والأعراف وصــادروها... وجعلوا من معرفة الحــق ملكية خاصة لهم، وحِكرًا واحتكارًا لفرقهم الضالــة، وبذلك  نصّبوا أنفسهم وكلاء عن الله في الارض..، يحكمون في شئون العباد عن طريق تديين شـــئون الحيــاة وتدابيرها جميعها بلا استثناء، رغم وضوح الحديث الصريح والجامع المانــع ((أنتم أدرى بشؤون دنياكم))، لكن شيوخ الفتاوي الجاهزة بالفضائيات وشركات الفتاوي بالموبيلات،  يفصلون – بتهديد معنوي دينــي - الفتاوى التي تبرر أهدافهم وأغراضهم... وخاصة فيما سُمِــي بالإســلام السياسـي..

فقد عمّت فتاويهم أنحاء العالــم أجمــع، شرقه وغربه وشماله وجنوبه وأرضه وسماءه وبحره، والتي جعلت من الإسلام دين القــتل وجز الرؤس ونحر الرقاب..، والعالم بأجمعه لم ينسَ بعد، ولــن ينسى مشاهد "نحر البشر، من الأجانب المسحيين أو الكفار، من رقابهم، المصحوبة بالتكبيرات الإسلامية، والتي بُثت على تليفزيونات العالم أجمع"، وعملت تلك الفتاوي على وقف مصالح العباد من تدمير وحرق ونهب للممتلكات، لكل من لا يدين بالإسلام، والتداخل بين الأمن القومي للبلاد لتعارضه مع أسس ومبادىء قيام دولــة الخلافــة الإســلامية المنشودة، ووكان أحدثها وليس آخرها، تأثير فتواهم عن المرأة في الإسلام، والتي أدت لعدم تمكين المــرأة المصرية من تولي مناصب القضــاء بمجلس الدولة، و"هذه خطوة هامة وخطيرة".. يجب الانتباه إليها بكل الحذر والاهتمام، حيث حققوا بذلك طفرة كبرى للتقدم إلى الخلـــف.. ورغم حكم المحكمة الدستورية العليا بالبــلاد المصرية بعكس ذلك.. إلا أن في جعبة القضاة المتأســلمين الكثير لمعارضة ودحض هذا الحكم من المحكمة الدستورية.

ومن شيوخ الإرهاب في أنحاء العالم: ("عمر محمود أبو عمر، الملقب بأبو قتادة مندوب القاعدة والممثل السامي لها بأوروبا، ورائده ومرشده في النضال فضيلة العارف بالله مولاي "الشيخ أسامة بن لادن وولده"، و"حارث الضاري" بالعراق، و"صالح فوزان الفوزان"، و"صالح اللحيدان"، الذي أفتى بإباحة قتل أصحاب الفضائيات العربية التي تبث الخلاعة والضحك والفكاهة، و"الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان"، مستشار وزارة العدل بالمملكة الوهابية، وعضو مجلس الشورى بها، وصاحب فتوى أن ضحايا انفلونزا الخنازير شهداء عند ربهم يحيون ويرزقون.. وكأن عهد إصــدار صكوك الغفران الكاثوليكي للدخول إلى الجنة قد عاد للحياة مرة أخرى، لكن بالطريقة الإسلامية هذه المرة، و"عبدالله بن منيع"، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة الوهابية، و"محمد صالح المنجد"، صاحب فتوى قتل ميكي ماوس، و"الشيخان الحارسان على الأخلاق والفضيلة عثمان الخميسي وسعد الغامدي"، أصحاب فتوى تحريم دخول المرأة على الإنترنت بدون مِحرم، لمكرها وخبث طويتها وشيطنتها....، وفضيلة الشيخ "عمر بكري"، الذي كان يعيش في لندن قبل طرده منها لفتاويه العدائية للمجتمع الإنجليزي، وبعد المغادرة رفضت ابنته ياسمين ( 27 عامًا ) رِفقته ومرافقته إلى منفاه بلبنان وبقيت في لندن لتعمل حاليــًا راقصة بالنوادي الليلية بها،.. وكلهم من المملكة الوهابية...... إلخ)

الخطورة الشديدة للفتاوي الإسلامية.. على البشرية وحضارة العالم
أما شيخ مشايخ الفتــاوي، فهو مولانا سيدي العــارف بالله، فضيلة الشيخ العلامّــة "يوســف القرضــاوي"، المصري الأصل والمُُقطر الجنسية... رئيس الاتحــاد العالمي لعلمــاء المسلمين، ورئيس مؤسسة القدس الدوليـة.. ورئيس منتدي القرضاوي العالمي... وعضو مجلس إدارة العديد لما يُسَمي – كِذبًا – المصارف الإسلامية..، والترزي الخاص بفتاوي دولــة قطــر...إلخ من المناصب الإسلامية التي ما أنزل الله بها من ســلطان، الذي ضِمن فتواه الهامة والشديدة الخطــــورة في الحيــاة الدُنـــيا:

• أن العمليات الانتحارية في سبيل الله ضد أعــــداء الله ورسوله وأعداء المسلمين قُرّبــة كريمة يتقرب بها المسلم إلى ربه، ولا شك أنها من أفضل أبواب الجــــهاد في سبيل الله (أي أنها أفضل من الجندية بالجيوش النظامية الوطنية.... وهذه فتوى في منتهى الخطورة لأنها ضد الأمن القومي لأية دولــة في العالم، سواء أكانت دولاً إسلامية أو دولاً أجنبية يقيم بها المسلمون ويتجنسون بجنسياتها في الظاهر فقط )، ومن استشهد في مثل هذه العمليات فهو شهيد.... إن شاء الله!!

وقد ظهرت نتائج هذه الفتوى الهامة في كثير من عمليات قتل وذبح وترويع المدنيين في جميع أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وأسبانيا وفرنسا..إلخ.

• وأيضــًا واجبات المسلم (المغترب المقيم بخارج بلاده الإسلامية... أي ضيف في تلك البلاد الأجنبية التي قبلته لاجئًا Asylum ها ربًا من الظلم في بلاده الإسلامية.. أكل من خيرها.. وتعلم بمدارسها.. وأمّنت تلك البلاد جانبه..وأعطوه الأمان بإقامته بين ظهرانيهم) من ضمنها واجبات:
1 - أن يحافظ على دينه.
2 – أن يُنمي حياته الروحية والثقافية والفكرية.
3- أن يُحافظ على دعوته الإسلامية لكل من يحيط به من الأجانب.
4 – أن يُساند أخــاه المسلم في جميع الأحوال والأقوال والأفعال مهما كانت..إلخ، حيث إن ما خفي كان أهم وأخطر.
   
• ثم ألقى في محيط أيام شهر ديسمبر 2009 دُرة فتــواه... وقمة فقهه الإرهابي والتكفــيري.. بفتوى حرم فيها الاحتفال بالكريسماس وأعياد رأس السنة، وجاءت كلماته قاطعة حاسمة.. حيث حث المسلمين في كافة أنحاء المعمورة على عدم مشاركة المسيحيين احتفالاتهم بأعــياد الميلاد مُستنكرًا وغاضبًا من وجود زينـــة الاحتفالات من أشجار وخلافـــه في محلات ومتاجــرالمسلمين، وغاضبًا غضوبــــًا من وجود إقبال إســـلامي على شـرائها.....، وكان يتحدث عن ضرورة مقاطــــعة هذه الاحتفالات وكأنـــــه يتحدث عن كــفار قريش... لا عن بــشر آدميين متحضرين مُحبين للحيــاة ولكل ما فيها ولمن فيها، ثــم وَجه دٌرة كَلِمــه وتوجه مخاطبًا في فتواه المسلمين المقيمين في الخارج في دول أوروبا وأمريكا وأســتراليا ومصر ولبنــان وقطر وسوريا والإمارات.. وألح عليهم:          

- أن يتجنبوا الاحتفالات ولا يشاركوا فيها، وكأنها رجس من عمل الشيطان أو كــــــأن المسلمين في الخارج في حاجة إلى مزيد من الاتهامـــــــات بالتعصب..، أو في حاجة إلى مزيد من الانفصـال والعزلة عن المجتمع الذي يعيشون فيه، ثم بكل بجاحــة غير مألوفــة أو معتادة من بني البشر يُطَالِبــون بحقوقهم من إنشــاء مساجــد بمــآذن، وبضرورة فرض تنقيب وتحجيب وتعبئة وتغليف نساؤهم، والنســاء عمومــًا داخل المجتمعات الأوروبية... وإلا هددوا بالويل والثبـور وعظائم الأمــور وحرق الأعلام والسفارات...إلخ، وتمتلأ ســماوات أوروبا وأمريكا واستراليا بجبال من التهديدات بالقتل والنحر والذبح (الشرعي) للكفار وأولاد القِـرَدِة والخنازير.

• وفي الأسبوع الأول من فبراير 2010، أفــتى بتحريم الاحتفال بعيــد الحــب (فالنتين) وتحريم كل ما يحيط به.. لدرجة تحريم اللون الأحمر في ذلك اليوم.. وقد طبقت بعض البلدان تلك الفتوى حرفيًا بما فيها المملكة الوهابية السعودية.. وكأنه يقترح عليهم استبداله (بعيد الكُرْهّ والبُغـض والكراهية).. حيث لا محبة في الإسـلام من وجهة نظر فتاويهــم الذاهلة المُذهِلـــة.

• ثم فتوى هامة جدًا، وهي أن على المسلم المقيم بدول أجنبية واجبًا نحو الذين يعيش بينهم، سواء كانوا أمريكيين أو أوروبيين، في أن يدعوهم إلى الإسلام ويعرفهم به من خلال أقواله وأفعاله وسيرته وأسوته، وأخيرًا واجبه نحو الأمة الإسلامية، فهو جزء من الأمة الكبرى وينبغي أن يُعنى بقضاياها، ويعمل على إقامـة الخلافــة الإســلامية، في هذا السياق أيضًا.. سياق معاملة الأجانب داخل وخارج بلادهم.. وبهذا الفِقْه القرضاوي، أعلنت الحكومة البريطانية رفضها منح الشيخ يوسف القرضاوي تأشيرة دخول إلى أراضيها، على خلفية تشجيعه للإرهاب.. وكان القرضاوي قد تقدم بطلب تأشيرة لدخول البلاد بقصد المعالجة (يعف القلم عن الغرض العلاجي للشيخ القرضاوي، خاصة بعد زواجه من الفتــاة القاصــر أســماء).. وقد سبق وأن قوبل طلبٌ آخر له لزيارة الولايات المتحدة بالرفض بناء على نفس الخلفية.

• ثم جاءت الطامة الكبري في صورة فتوى سياسية أمنية تمس أمن وســلامة مصــر وتنقص من ســيادتها... وهي فتوى (طبعًا تحت ستار أنها دينية) حيث أفتى فضيلته بِحُرمْة بناء الجدار الحدودي المصـري مع قطاع غزة "الحَمساوية"، ولما كان هذا قـرار ســـياديًا لدولة مصــر، وهو قـرار عسكري أمــني، وليس شأنًا شرعيًا عامـًا ليخضع لفتوى من علماء فِقْه ولا مشايخ، ولا علاقه له لا بالشرع ولا السُنّة ولا الدين من قريب أو بعــيد... فمن أين أتي فضيلته بسند تحريم القرار السيادي الأمني المصـري؟.. وحيث إن فضيلته مقـــيم ومتمتع بالجنسية القطرية الدولارية البتروليــة.. وبينما ينطلق الهجـوم الأمريكي على بعض الدول الإسـلامية من قواعــد عسكرية كبرى موجودة، ومتواجدة بدولة فضيلته قطــر... لم يفتح فاه بحرمانيـة وجود مثل هذه القواعد الأجنبيــة العسكرية للكفار بدولة فضيلته.

• وقد صرح الرئيس الفلســطيني محمود عباس (أبو مــازن) بأن فتــاوى القرضاوي ســياسية مُغرِضة.. ومنحازة، حيث أفتى برجــم محمود عباس في الكعبــة.. لو طلب من إسرائيل شن الحرب على غــزة.

هذه كانت إلمــامة موجزة لبعض وليس كل من فتاوي العالم العلامة الشيخ القرضــاوي وخطورتها.. ونتائجها في عمل قلاقل عالميــة... وخلط أمور السياسات الدولية الأمنيــة... بالشرعية والدينية وقتل وجز رقــاب ونحر الآلاف من الآمنين المسالمين في الحيــاة.

وإلى الجزء الخاص بأصحاب وأبطـال الفتــاوي المصرية التي تندرج تحت بند الكوميديــا الســوداء.. وتأثيراتهم غير الإيجابية على البشرية والإنسانية بما في ذلك دولــة مصــر المحروسة المغيبة حكومتها عن ما يحيط بها من أخطار وخطورة فكرية ثقافية وأمنية تفوق القنبلة الذرية الهيروشيمية في خطورتهــا.....( يتبع)

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٥ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق